فساد
الأخلاق ..!!
التمسك بمبادئ الخير والفضيلة والعدل هي من صميم
الأخلاق بغض النظر عن ديانة أو مذهب أي أمة من الأمم وهي التي تعصمها من أي قاصم يتربص للفتك بها..
بل هي أسباب نهضة الأمم ورقيها..
وما قامت الحضارات بداية وازدهرت لاحقا في الأرض عبر السنين إلا لأنها رفعت شعار الفضيلة والعدل برفع الظلم عن الفقير والحقير والمساواة بين الناس.. ولك أن ترى كيف حققت الثورات أهدافها ضد دول الظلم إلا بتمسكها واعتقادها ومناداتها الدائمة لهكذا أمور..
الأخلاق هي جزء أساسي وصميم جوهري في حياة الشعوب.. وعند تدهور هذه المبادئ
الأخلاقية وتزعزعها وتضعضعها عند الشعوب والدول أو الأمم عربية أو غير عربية..
إسلامية أو غيرها..
سيؤدي حتما إلى فساد الأمم وزوال بريقها وأسباب ضعف قوتها وعزها..
والفساد
الأخلاقي يبدأ أول ما يبدأ من الفرد والذي هو عضو في أسرة..
ثم والسكوت على المنكر من الأسرة بل وركوب الهوى معه..
وإذا سرى الفساد في الأسرة وانتشر ولم يُنه عن ذلك أهل الحكمة والصلاح؛ فسيستشرى الداء في الهواء..
وسيلحق البلاء بالناس.. وتلحقهم الفوضى في كل مكان..!!
ما هو أسباب ظهور هذا الفساد ..؟
- بعد الوعي والوازع الديني..
- البعد عن معاني العدل والفضيلة والمساواة حسب ما نادت به جميع الشرائع..
- سكوت العلماء عن شؤون العباد وعدم قيامهم بالدور اللازم عليهم
- أمرهم بالمعروف وإنكارهم المنكر حيث وجد..
- المبادئ الهدامة التي وفدت إلينا من الشرق والغرب والتي كان الاستعمار سببا رئيسيا لوجودها .. بل وحملات التغريب التي جعلت من الحضارات الغربية إله يعبد من دون الله..
التي تصدم مع موروث الأمة العربية الإسلامية..
- فساد القاعدة والهرم.. وانغماس الطرفين في الملذات واللذائذ والتوافه وأسباب الراحة المفرطة والركون إلى الترف والسكون إلى الدعة..
- البعد عن الأخذ بأسباب القوة والتي تتكئ على الفضيلة والعدل..
- كثرة الفواحش وانشغال الناس عن الخير..
- الانشغال عن التعليم ونشره وإشاعته على جميع الشرائح..
ومما لا شك فيه أن الفساد
الأخلاقي موجود في كل وقت وحين.. كان في الماضي وسيكون في الحاضر وسيظل إلى قيام الساعة ؛ مادام الخير والشر موجودين ومتدافعين..
الخير في أمتنا إلى يوم القيامة ..
الفساد يزداد والصحوة والعودة إلى الدين في ازدياد.. ولكِم أن تعلموا.. أن كل ضربة نتلقاها هنا وهناك تزيد من يقين الناس أن التمسك بأهداب ديننا والتشبث بتعاليم شرعنا هو طريق النجاة ودرب النجاح ومسلك الفلاح..
ولا أشك أن العاقل الفطن الحصيف لا يشك أن للاستعمار والتغريب دورا في الفساد الذي تسرب إلى أخلاق أمتنا.. ونعلم أن هناك أياد تريد لأهل العفة الفساد عن طريق قلم مأجور أو إعلام مفسد موجه يستهدف شبابنا وأمتنا حتى يتمكن من إضعافنا..
وأما برتوكولات بني صهيون ومن يسعى لتطبيقها علينا عنا ببعيد.. بل الخطر يأتي من العربي المستغرب الوله المتيم بثقافة الغرب - شره قبل خيره - يأتي بلده ويريد من مجتمعه أن يكون نسخة من ذلك المجتمع الذي أُشرب حبه وأُرضِع عشقه وهيامه..
ما هي الحلول ..؟
العاصم في هذا الزمان من الفساد
الأخلاقي عن أبنائنا يقينا والأسلم والأحكم هو دور الأسرة في التوجيه السليم والتربية الصحيحة ..
ثم الصحبة الصالحة ثم المدرسة..
ولو صلحت الأسر.. أسرة.. أسرة.. لصلح المجتمع.. ولصلح وفطن علية القوم للأمر الواقع حولهم..
ودور الأسرة مهم جدا.. لا يقتصر على التوجيه والتنبيه والإشارة إلى ما هو صحيح أو خطأ..
يجب أن تكون التربية مبنية على الحوار الهادئ الهادف بين الأبناء.. ومحاولة الوالدان معالجة أي قضية مع الأبناء بلا وجل أو ملل..
ومن التربية أن تتم مراقبة ما يعرضه الإعلام في جميع وسائله ..
كما يجب على الوالدان دوام تفقد الصحبة المرافقة لأبنائهم ..
كما أن التوجيه الأسري له أهميته ..
فلا يجب أن يغفل جانبا غاية في الأهمية..
وهو دوام الدعاء للأبناء بالصلاح والفلاح وبعدم الزيغ والانحراف في مجتمع في زماننا صعب المراس..
وللأهل استكمال التوجيه وهذا شهدناه في زماننا وهو دور إمام المسجد المربي والموجه ..
ومع هذا قد يحصل الخلل.. لضعف في النفس أو استحكام شهوة أو اقتناع بشبهة من صديق ..
الواجب بدل من إلقاء اللوم على أي طرف..
الأجدى هو جلوس الآباء مع النفس أولا لمعرفة ما جرى..
ومحاولة العلاج بهدوء وإعادة الجلسات الحوارية الهادفة لبيان ما يلزم من وجه الحق والصواب..
والسعي الحثيث معرفة الرأي الآخر بغير قمع أو تجريح أو تقريع..
لاحتواء الخطأ وإعادة الهيبة للأسرة والابن المخطئ أو البنت المخطئة أيضا..
وأيضا لابد أن يهتم الفرد بنفسه في إصلاحها والاعتناء بها سلوكيا وتربويا ويؤثر في المحيط الذي حوله فردا فردا وأسرة أسرة..
وأن يلقي اللوم على المجتمع فهذا في الخطأ بعينه والتواكل بذاته..
إن كان للمجتمع خيارات مفروضة على الفرد والأسرة..
فالفرد لهو القرار في كثير من الأمور التي لو انشغل بها لأصلح أمورا كثيرا حوله بلا شك..
ختاما أقول لن ينصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها.. فالأجدى والأحرى والأجدر بنا الإصلاح من القاعدة.. فردا فردا وأسرة أسرة ومؤسسة مؤسسة ..
كانت هذه محاولة مني أن أتناول الفساد
الأخلاقي بما تقدر.. وتيسر لنا .