رسول الشوق
أســلـمـتُ لــهـا الـقـلب والـوجـدان والـروح تـرعـاهـا
ومــالى أن لامـنـى الـجـاهـلـيـن ومـا عـشِـقـتُ سِواها
يا مــن تـعـلم ســِر الـهــوى أجبني ولا تخـشى ملامةً
هـل أذنـب الـقـلبُ حيـن أثَرها على الدنيا وآثر نجواها
وأغـلــقـت الــعــيــون عــن الــجــمــال وكــل الـنـِسـاء
ومـن في الـنِســاء بــعــد فاتنتي تقـبل العيون لُقياها
أو تــرتضـى الـنـفـس مـا عنــها ولــو بالطيـفِ يشغلني
وأُعـــاتــِبُ الــنـوم الذي يأخذني بِلا أحـلامٍ وينساها
أو مجلِسٍ يدور بِه الحــديث ويأخذني الـخـِلانَ عــنـها
فيلهجُ الشوق يسألني قُلت هي بالنـبضِ والشُريان آوراها
آيا بريق عيناها شـفـاعةً للذي مات على الأعتاب راجياً
رسول الــشوق إليها يـحـمل مـن أنات الـقــلب أعــتـاها
ويــمــوت الذي لـــم يــصـــبـو إلـى ديـار الحبيب سبيلاً
وأموتُ إن فارقتُ منابِعَ الحُــسنِ تـسبـيحـاً للذي أجراها
ثــقــم الــفـؤاد مـن وجـع الـهـوى وارتضينا اللـوم ما همنا
إن رضى عنا الناس أو بخَلو ومن مِنا ينالُ مِن الناسِ رِضاها
أقمنا دولة العشقِ وحــدنا بـِلا حــدود ولا جــنود ولا أبواب
أقمنا الوجد ميثاقاً والشوق نبراسا وكان جبينكِ بدراً يُضئُ سماها
أســكنـتُ في قـلاع سجنـِها قلبي خلف جُدرانٍ لا يرى بشراً
لا يــرى نـوراً وأقـام في الـمحراب مُنــاجيــاً كـف تـقواهــا
آلا يـــا عبــاد الله فـشهــدوا عـلى الذي بيننا من جمر الهوى
وإن العشق باقٍ كما الشـمـس جاريةً هي بدمى ربى أجراها