مبدأ تكافؤ الفرص :
هو أحد البوابات الرئيسة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
فتكافؤ الفرص "ليس شعارًا يُرفع، أو ادعاءً يُدَّعى،
وإنما هو عبارة عن إرادةٍ سياسيةٍ وإستراتيجيةٍ وطنيةٍ، تتجه بصدق نحو إزالة كلّ المعوقات والعوامل التي تميّز بين المواطنين في كافة النواحي الحياتية وخاصة الوظيفية- بالدرجة الأولى- رغم ارتباطه بجميع مناحي الحياة المختلفة التي يعيش فيها الفرد، وتعتبر من حقوقه مقابل واجباته تجاه نفسه والآخرين ثم وطنه، فهو معيار تقدم أي مجتمع في جميع مجالات الحياة.
ويعمل مبدأ تكافؤ الفرص على تقليل الفجوة النوعية بين أبناء الوطن الواحد في كافة المجالات، وغيابه يسهم في اتساع الرقعة بين واقع المجتمع ونظم العمل فيه.
بل يعمل مبدأ التكافؤ على إتاحة الإمكانات للجميع وتيسير الوصول إليها دون استثناء.
ويهدف مبدأ تكافؤ الفرص إلى بناء قدرات العاملين والعاملات في المجتمع، وتوعية العاملين والعاملات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل مبدأ تكافؤ الفرص هو مبدأ دستوري يؤكد تكافؤ الفرص بين المواطنين دون تمييز.
أنّ "تساوي الشروط أو الأحوال هو مفتاح كل شيء".
فمبدأ المساواة أو تكافؤ الفرص هو القاسم المشترك بين هذه المجتمعات التي تغذي السير نحو الديمقراطية، والمساواة هي السمة الأساسية للعدالة الاجتماعية.
وإذا تحقق مبدأ التكافؤ تحققت المساواة في عضوية المجتمع المدنيّ والدّولة السياسية، أي في الانتماء إلى الأمة، فإنه يقود بدوره إلى المساواة السياسية، أي إلى التساوي في الحقوق والحريات العامة، ويفتح آفاقا رحبة للكفاح الإنساني لتقليص التفاوت، وتقليص العدم: عدم المساواة وعدم الحرية وعدم الكفاية وعدم الرفاهية وعدم الحب وعدم السعادة. فالترجمة العملية لهذه المساواة هي تساوي الشروط والأحوال، بتعبير تكافؤ الفرص، ثم لكل مجتهد نصيب، ولكل خامل نصيب مختلف، فلا يتساوى خامل ومجتهد، ولا يتساوى مختلفان.
ويسعى مبدأ تكافؤ الفرص إلى تحطيم الحواجز الاجتماعية والطبقية في كافة المجالات من النواحي الحياتية لكافة أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن أصولهم الاجتماعية والاقتصادية والإقليمية.
ما المقصود إذن بمبدأ تكافؤ الفرص ..؟
يقصد به توفير الشروط المتساوية والموحدة بين كافة أبناء الوطن الواحد بقصد اكتساب المعارف والمهارات لتحمل المسؤوليات في مجتمعهم ووطنهم.
أن تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد يقتضي تبني منهاج تعليمي واحد يلبي حاجيات المجتمع وتطلعاته .منهاج يوحد بين كافة مكونات المجتمع لا تمتيع أبناء الأسر الميسورة بنوع والأسر الفقيرة بنوع أخر..
أليس هذا نقيضا لحقوق الإنسان ..؟
إن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص ليس قرارا إداريا فقط وذلك بإصدار المذكرات والقوانين بل يجب تفعيلة وإدخاله في صميم المواطنة والمساواة ..
فإن تكافؤ الفرص بدون الوعي والأطر السليمة يؤدى بجسامة المسؤولية لما في ذلك من دور في تفويت الفرص على أبناء الوطن الواحد ويؤدى ذلك على عدم القدرة على المنافسة النزيهة والشعور بالنقص والتهميش.