ذكرى عيد تحرير سيناء 2014 م .
◘◘◘ هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها. وهو من الأيام التي تتعطل فيها الدوائر الرسمية والمصالح الحكومية المصرية.
◘◘◘ تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982 واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989م.
◘◘◘ لقد حررت مصر أرضها التي احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال .. من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 م و كذلك بالعمل السياسي و الدبلوماسي بدءا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 م و عام 1975 م ثم مباحثات كامب ديفيد التي أفضت إلي إطار السلام في الشرق الأوسط ( اتفاقيات كامب ديفيد ) عام 1978 م تلاها توقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979 م .
◘◘◘ وقد حققت مصرُ بذلك نصرًا دبلوماسيا أثمرت نتائجه عن استكمال انسحاب القوات الإسرائيليةِ من كافةِ الأراضي المصرية في سيناء وعادت لمصرَ خيراُتها وكنوزُهَا في شبه جزيرة سيناء وبخاصة البترول.
كما عادت القناُة لخدمةِ الملاحةِ العالمية ، واستمرت عجلة التعمير في سيناءَ (طابا) وغيره من نقاطِ الحدودِ ، وبذلك عادت لمصرَ حدودها الدولية السابقة.
◘◘◘ نعم.. يحق لمصر أن تحتفل بتحرير هذا الجزء الغالي والعزيز من ترابها الوطني، وأن تفخر برجال عظام ضحوا بدمائهم رخيصةً من أجل أن يتحقق هذا الهدف الغالي والنبيل، وبالتالي أن تفرح. ومع ذلك يصعب عليها في الوقت نفسه أن تخفى مشاعر حزن وانكسار تجتاحها هذه الأيام بسبب ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد، والتي باتت مدعاة لشماتة الأعداء وشفقة الأصدقاء.
كل ذلك كان يمكن أن يهون لو كان قد بقى لمصر بصيص من أمل يُشعرها بأن الغمة مؤقتة وفى طريقها للانقشاع.. لكن كيف لمصر أن تأمل في غد أفضل..
وكيف لمصر أن تطمئن وسيناء نفسها لا تزال رغم معاهدة السلام، في مرمى أطماع إسرائيل الاستراتيجية، بل تدل تصرفاتها وكأنها لا تعترف بسيناء أرضا مصرية، وإنما غنيمة حرب أعادتها إليها كوديعة مؤقتة، إلى أن تفرغ من مهمتها في تركيع الشعب الفلسطينى ثم تعود لتستدير إليها وتطالب بردها أو اقتسامها لتقيم على ما تستطيع أن تحصل عليه منها مشروعاتها الرامية لاستيعاب اللاجئين وتصفية القضية الفلسطينية..؟!
◘◘◘ أود أن أتساءل ◘◘◘
هل حصل رجال القوات المسلحة، والذين قدموا أرواحهم فداء للوطن في حرب استنزاف دامت سنوات ثم في أكتوبر نفسها، وهل حصل الشعب، الذي دفع تكاليف الصمود والحروب من موارده المحدودة وشد الأحزمة على البطون، من (ثمار السلام)، على ما يوازى كل هذه التضحيات..؟
والجواب: بالقطع لا.. فملايين المواطنين الذين دفعوا تكاليفها من عرقهم مازالوا يسكنون القبور أو العشوائيات وربما يكون من بينهم من يعتصمون أو يتظاهرون..
ولا أود أن أتوقف عند الأسباب التي أدت إلى عرقلة مشاريع التعمير في سيناء، أو إلى إهمال سكانها من البدو وإساءة معاملتهم، رغم أن هناك الكثير مما يمكن أن يقال في هذا الصدد، لكنى أود أن أتوقف هنا عند بعد واحد من تلك التي تثيرها ذكرى سيناء، وهو البعد الأمني..
◘◘◘ إن سيناء التي عادت إلي سيادة الوطن جبالا ورمالا وصحراء شاسعة علي امتداد البصر قد صارت اليوم رمزاً للسلام .. وشاهداً علي ما تحقق في مختلف أرجاء الوطن من إنجازات في شتى مجالات البنية الأساسية وقطاعات الإنتاج والخدمات لا شك أن شبة جزيرة سيناء تحظى بمكانة متميزة في قلب كل مصري .. مكانة صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد و دماء المصريين على مر العصور.. فسيناء هي الموقع الاستراتيجي المهم وهي المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقارته وحضارته، وهي محور الاتصال بين آسيا و أفريقيا بين مصر و الشام وأيضا بين المشرق العربي و المغرب العربي.
سيناء هي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة وشواطئها الساحرة.. ووديانها الخضراء وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها وفي باطن أرضها من كائنات ومياه ونفط و معادن. سيناء هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض هي البوابة الشرقية وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني.
◘◘◘ اليوم وبمرور ذكرى تحرير سيناء تفتح مصر صفحة جديدة في السجل الخالد لسيناء. فسيناء بمقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية والصناعية والتعدينية والسياحية .. هي ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطى 25% من مساحة مصر كما أنها رقعة تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان واحتضان الطموحات و التطلعات الكبرى لهذا الشعب وهي أيضا رقعة تبنى لهذا الجيل و الأجيال القادمة، وتضاعف من فرص العمل والنمو ، ومن القواعد الإنتاجية والمراكز الحضارية والقدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري .
◘◘◘ ولسيناء أهمية كبيرٌة بالنسبةِ لمصرَ وهي :
1- تعتبر سيناءُ بوابة مصر الشرقية في قارة آسيا.
2- كانت أرضُ سيناءَ مسرحًا للمعارك الحربية منذ القدم.
3- سيناءُ منطقة جذبٍ سياحيٍّ بما تضمه من آثار مثل دير سانت كاترين ، ومناطق ترفيهية مثل شرمِ الشيخ ، ودهب ، ونويبع.
4- تمثل سيناءُ مجالا هامًا لاستصلاح الأراضي وزراعتها، حيث تكثرُ المياهُ الجوفية وتسقُط على سواحلها بعضُ الأمطار الشتوية.
5- وبعد فإن تحريرَ سيناءَ وعودَة ( طابا ) إلى السيادةِ المصريةِ تحكي للأجيال مدى أهمية إصرار وتمسك أبناء الوطن المصري بحدودهِ السياسيةِ وعدم التفريط في شبرٍ واحدٍ من ُترابِ هذا الوطنِ النفيسِ.
◘◘◘ وقد أصدر مجلس الوزراء، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، قرارًا اليوم، يفيد باعتبار يوم الخميس المقبل الموافق 24 أبريل 2014 م ، أجازة رسمية احتفالا بعيد تحرير سيناء، بدلًا من يوم 25 أبريل 2014 م.
جاء ذلك عبر الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء، اليوم الخميس: “قرر مجلس الوزراء اعتبار يوم الخميس 24 أبريل، أجازه رسمية احتفالًا بعيد تحرير سيناء، بدلًا من يوم 25 أبريل الذي يوافق يوم جمعة.
◘◘◘ وسيلقى رئيس الجمهورية المؤقت المستشار / عدلى منصور كلمة بتلك المناسبة إلى الأمة غدا الأربعاء الموافق 23 أبريل 2014 م .