منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  3pekd110
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  55958214
مرحبا بك عزيزي
في منتديات رجب الأسيوطى
أنت زائر لم تقم بالتسجيل بعد
عليك القيام بالتسجيل الآن

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Icon611
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  908877404
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  3pekd110
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  55958214
مرحبا بك عزيزي
في منتديات رجب الأسيوطى
أنت زائر لم تقم بالتسجيل بعد
عليك القيام بالتسجيل الآن

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Icon611
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  908877404
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط

ديني - ثقافي- اجتماعي- سياسي- رياضي- ترفيهي- فني- تكنولوجي  
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
<
** أهلا وسهلا بكم أعضاءنا الكرااام ****سعداء بانضمامكم لمنتدانا *** كما ويشرفني استقبال آرائكم واقتراحاتكم بكل ما يخص المنتدى ** ضيفنا الكريم سلام الله عليك ,, نعلم جميعاً أن المنتدى مكان لتبادل المنفعة ولكي نفيد ونستفيد **** من فضلك ساهم بقدر المستطاع واجعل دورك فعال بالمنتدى على الأقل قم بشكر الشخص الذي استفدت من موضوعه .. فنحن نعمل جميعاً على نشر الفائدة فشارك في هذا العمل ولا تكتفي بالمشاهدة فقط ** أخي / أختي : إن القدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك إذا لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته وان دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فلن تكن أفضل إلا إن عملت جاهدا بنفسك وحركت إبداعاتك بنفسك لذلك اعمل لتصل لتنجح لتصبح حياتك أفضل وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك فتصبح حياتك أفضل .. قل إنني هنا . إن ذاتي هي كل ما أحتاجها . فجر طاقتك الكامنة.. اذبحْ الفراغ بسكينِ العملِ.. إنَّ أخطر حالات الذهنِ يوم يفرغُ صاحبُه من العملِ ، فيبقى كالسيارةِ المسرعةِ في انحدارِ بلا سائقٍ تجنحُ ذات اليمين وذات الشمالِ . كن كالنحلة تأكلُ طيِّباً وتصنعُ طيِّبا..ً لا تحسبِ المجد تمراً أنتَ آكلُهُ.... لنْ تبلغ المجد حتى تلْعق الصَّبِرا*** إن المعالي لا تُنالُ بالأحلامِ ، ولا بالرؤيا في المنامِ ، وإنَّما بالحزمِ والعَزْمِ ** كلمة الإدارة

{ رجب الأسيوطى} {. ♣♣♣ تعلن جمعية النهضة لتنمية المجتمع الخيرية بقرية الحمام مركز أبنوب محافظة أسيوط ♣♣♣ والمشهرة برقم ( 747 لسنة 2007 م ) ♣♣♣ عن قبول التبرعات العينية والنقدية وذلك بمقر الجمعية أو بالأتصال بالأستاذ / عصام محفوظ مجلى برقم محمول ( 01222237440 -ــ 01001358418 ) ♣♣♣أو التبرع برقم حساب ( 5050 ) بنك التنمية والائتمان الزراعي بقرية الحمام. وجزاكم الله خيرا ♣♣♣ }كتب: { يسعد منتدى قرية الحمام أبنوب محافظة أسيوط في تقديم التحية إلى كل الأعضاء النشطاء من خلال تميزهم وإبداعاتهم }: {♣ ♣ }: تابع القراءة{♣♣ }


 

 التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رجب الأسيوطى
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
رجب الأسيوطى


الدولة : مصر
علم الدولة : مصر
الأوسمة الأوسمة :
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  رابط صورة الوسام

الساعة :
عدد المساهمات : 659
نقاط : 1928
التميز والأيداع وأنتقاء المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 29/01/2012
الموقع : موقع متخصص للنهوض بمربى وتربية نحل العسل

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Empty
مُساهمةموضوع: التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.    التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 26, 2022 10:14 am


التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  227
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  826

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.
يقصد بالتكافل الاجتماعي هو التزام أفراد المجتمع وتضامنهم لإعانة المحتاجين ومساعدة المضطرين.
وهو من الأسس والأركان التي يقوم عليها بنيان المجتمع الإسلامي، فالإسلام ينظر إلى المجتمع على أنه كيان إنساني متواصل متراحم، وأن الإنسان فيه يجب أن يحيا حياة كريمة تليق بآدميته، وتتسق مع كرامته الإنسانية، فلا يجوز في نظر الإسلام أن يبقى فردٌ في المجتمع يعاني الجوع ويقاسي الألم، يقهره الحرمان وتذله الحاجة، بينما يعيش الآخرون في رغد وهناء، فالمجتمع المسلم كالجسد الواحد في تعاضده وتضامنه، وهو ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  121
وقد اعتبر الإسلام أن للفقراء والضعفاء حقاً في الحياة الكريمة كما للأغنياء، ولم يعتبر الإسلام ضعف الإنسان لسبب من الأسباب مبرراً ومسوغاً لتركه وحيداً يصارع الجوع والألم والحرمان، بل أوجب على الأغنياء والأقوياء الأخذ بيده ومساعدته ليعيش حياة كريمة تليق بآدميته، وقد سعى الإسلام جاهداً أن يجعل المال متداولاً بين جميع أفراد المجتمع، الغني والفقير، القوي والضعيف، فهذا أحد مبادئه العامة في الاقتصاد وتوزيع الثروة، فقال تعالى: (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ)، فالمال يجب ألا يبقى محصوراً بين الأغنياء وحدهم، وإنما يجب أن يتداوله الجميع..
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  629
ويعرف التكافل الاجتماعي في الاصطلاح بأن يتضامن أبناء المجتمع فيما بينهم على فعل المعروف ، بوازع داخلي ينبع من تعاليم الشرع الحنيف ليعيش الأفراد في كفالة المجتمع ، وينهض المجتمع بتضامن وتعاون أفراده.
أو هو نظام : (تضامن متبادل بين جميع أفراد المجتمع ، وبين الدولة في المنشط والمكره واليسر والعسر على تحقيق مصلحة أو دفع مضرة )
وقد حث القرآن والسنة على إقامة التكافل والتعاون
ومن النصوص القرآنية في تقرير مبدأ التكافل
أولاً : يقول الله سبحانه وتعالى : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) .
1-. (اليتامى) ، لأن صغار الفقراء الذين لا والد لهم ولا كاسب، في حاجة إلى معونة ذوى اليسار من المسلمين كيلا تسوء حالهم وتفسد تربيتهم، فيكونوا ضررا على أنفسهم وعلى الناس.
2-. (المساكين) ، الذين أقعدهم العجز عن طلب ما يكفيهم ، فيجب على المسلمين أن يساعدوهم ويقدموا لهم المعونة، إذ هم أعضاء من جسم الأمة، ومن مصلحة أفرادها التعاون والتآزر حفظاً لكيانها، وإبقاءً على بنيانها من التداعي إلى الهدم والزوال.
3-. ( ابن السبيل )، وفي أمر الشارع بمواساته وإعانته في سفره ترغيب منه في السياحة والضرب في الأرض.
4-. ( السائلون )، الذين اضطروا إلى تكفف الناس، لشدة عوزهم.
5-. ( تحرير الرقاب وعتقها )، وفي جعل هذا نوعاً من البذل واجباً على المسلمين، دليل على رغبة الشارع في فكّ الرقاب وتحرير العبيد والإماء.
والبذل لهذه الأصناف لا يتقيد بزمن معين، ولا بامتلاك نصاب محدود من المال ولا بتقدير المال المبذول بمقدار معين كالزكاة الواجبة ، بل هو موكول إلى أريحيّة المعطى وحال المعطى ، وقد أغفل الناس أداء هذه الحقوق التي حث عليها القرآن الكريم، مع ما فيها من التكافل العامّ بين المسلمين، ولو أدوها لكانوا في معايشهم من خير الأمم .
لا توجد شريعة من شرائع الأمم ، حضت على الإنفاق في وجوه البر والخير ، مثل شريعة الإسلام وذلك في الآيات القرآنية المتعددة ، وكذا في الأحاديث النبوية الشريفة لأنها بيان للقرآن .
أولاً : ومن الآيات القرآنية في هذا الشأن: هذه الجملة من الآيات القرآنية المتوالية في سورة البقرة المدنية يقول الله تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
الَّذِينَ ينفقونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ).
يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين). وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ([50]). أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ([51]).
يَاأيها الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد) ([52]).
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  726
ويبدأ هذا التكافل من دائرة الأسرة، استجابة لقوله تعالى: (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)؛ إذ يجب على أفرادها مساعدة بعضهم بعضاً من خلال النفقات التي تعين الفرد وتساعده على المحافظة على حياته، وتؤهله للاعتماد على نفسه مستقبلاً، وقد اعتبر الإسلام النفقة على الأقارب من أعظم الصدقات وأكثرها أجراً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك.).
ثم تنتقل دائرة التكافل لتشمل كل أفراد المجتمع، ولأجل تحقيق ذلك شرع الإسلام مجموعة من العبادات والمعاملات التي تحقق هذا التكافل وتعمل على تقويته.
وكان في مقدمة ذلك واجب الزكاة، فقال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )، وهي فريضة على الأغنياء المالكين للنصاب الفائض على حاجتهم، كذلك أوجب صدقة الفطر في رمضان لتكون معيناً للفقير في هذا الشهر الكريم، وفرحة يدخله المسلم على الأطفال في يوم العيد...
كما شرع العديد من المعاملات المالية التي تحقق التكافل وتعزز التضامن بين الأفراد كالهبات والصدقات والأوقاف وغيرها...
ولم يكن التكافل مقتصراً على المسلم وحده وإنما تعدى ذلك ليشمل كل إنسان محتاج للمساعدة والعون حتى وإن كان غير مسلم، فقال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) ولا يكون أسيراً إلا إذا كان عدواً، وقال تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُم.)

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  918
والتكافل الاجتماعي هو عبارة عن علاقة مشتركة المصالح بين أفراد المجتمع، ويكونوا يدا واحدة في وجه المعوقات الفردية والجماعية التي تواجههم، ويكونون قادرين على دفع الإضرار والمفاسد التي تحاك بهم من أعدائهم، ويكونون واقفين وقفة واحدة على كل من يواجه أفراد المجتمع الواحد، كما يتعاون هذا أفراد المجتمع في مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين وحماية الضعفاء، كما يكرمون من يستحق التقدير، وأيضا دفع المظالم وتسوية الخلافات وتقريب وجهات النظر في المجتمع وأفراده.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Eqla3_10

والتكافل في الإسلام هو تربية عقيدة المسلم وأخلاقه وتقويمه وتكوين شخصيته، وتحسين سلوكه الاجتماعي، وربط الأسر بعضها ببعض وتنظيمها وتكافلها سويا، ويكون أيضا ربط المجتمع بالفرد، ومشاركة الإفراد في الأمور الاقتصادية والسياسية، وتنظيم المعاملات المالية والضوابط الخلقية، كما هو عبارة عن ربط الأسرة بذوي القربة وربط الناس ببعضهم البعض وتنظيم العلاقات الاجتماعية، والغاية من التكافل في الإسلام هو إصلاح أحوال الناس، والعيش بأمان واطمئنان على عقيدتهم وأنفسهم وأعرافهم وأموالهم، وتحقيق الضمانات للاستقرار والسلام.
وينشد الإسلام إقامة مجتمع فاضل تتعاون فيه أفراده وهيئاته ومؤسساته على فعل الخير، وما يؤدي إلى قوام المجتمع وصلاحه ، وترك الشر، وما يفضي إلى هزَّ كيان المجتمع وتصَدّعه..!
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  328
و في القرآن الكريم نصوص كثيرة ترشد إلى تقرير مبدأ التكافل ومن ذلك قول الله تعالى: (وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).
وفيه توجيه الله المؤمنين أن يتواصوا على فعل كل خصال وأعمال البر والتقوى، ومن ثَمّ تحصل الألفة فيما بينهم ويسود الحب والإخاء في المجتمع، وأكد هذا بالنهي عن ضده وهو التواصي على ارتكاب المعاصي التي من شأنها أن توقع في الذنب الذي يفضي إلى غضب الله سبحانه وتعالى، وعلى العدوان الذي يغري الناس بعضهم ببعض، ويجعلهم أعداء متباغضين يتربص بعضهم الدوائر ببعض.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Eqla3_10

ويستند التكافل إلى الإيمان بالله تعالى، وهو من أعظم ضمانات استمراره وديمومته؛ لأن المسلم يشعر وهو يتكافل مع غيره من أفراد المجتمع أنه يقوم بفعله هذا حباً لله تعالى وقربة إليه سبحانه وتعالى، وهو يعتقد أن مآل ذلك الفعل الذي يفعله إنما هو لنفسه، استجابة لقوله تعالى: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)، وقوله تعالى: (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ )
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Eqla3_10

ويساهم التكافل في تنمية المجتمع من خلال تركيزه على تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين بشكلٍ فردي للحفاظ على المصلحة العامة، كما أنه يقرب أفراد المجتمع من بعضهم البعض، ويقلل من النزاعات، ويشجع الأفراد على مشاركة أوقاتهم الخاصة في مساعدة بعضهم البعض عند الحاجة، حتى يستفيدوا جميعًا على اختلاف أعمارهم وأجناسهم لكونهم جزءًا لا يتجزأ من نفس المجتمع..
ويقوم التكافل الاجتماعي على مبدأ المساواة، والدمج والعدل الاجتماعي، والتي تنشأ جميعها نتيجة الالتزام المتبادل بين أعضاء وأفراد المجتمع الواحد، بحيث يعزز من التعاون والدعم البناء الذي يساعد في نمو المجتمعات.
ويمثل التضامن الاجتماعي العديد من القيم الإنسانية الضروري في حياة الأفراد مثل: الولاء والانتماء، والصداقة، والرفق، بحيث يمنح أفراد المجتمع شعوراً يُسمى بالوحدة العاطفية من خلال دعمهم لبعضهم البعض.
والتكافل الاجتماعي قيمة دينية أخلاقية اجتماعية أقرها دين الإسلام وحث على ترسيخها بين المسلمين بغية تعزيز الفضيلة وحسن الخلق في المجتمعات الإسلامية، وهو من القيم التي تقوم على الأيمان بالله والامتثال إلى أوامره والرغبة فيما عنده من ثواب وتجنب ما نهى عنه. لذا فان التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم هو مسألة مبدأ راسخ وغير قابل للاجتهاد البشرى وهذا ما يميزه على كثير من صور التكافل في المجتمعات غير الإسلامية.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  1022
أما التنشئة الدينية فهي العملية التي تقوم من خلالها الأسر بإكساب أطفالها المعارف والمهارات المختلفة، والصفات الشخصية والأخلاقية والسلوكية التي تكسبهم التوجهات العامة في المستقبل على المستوى الفكري والقيمي، وتمكنهم من التعامل مع الأسرة والمجتمع بحيث يكونوا أفراداً فاعلين ومؤثرين انطلاقاً من توجهات الدين الحنيف.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Eqla3_10

وبما أن التنشئة الدينية أساسها الأسرة التي هي بدورها تعتبر أساس المجتمع، والتكافل الاجتماعي يبدأ كذلك من الفرد ثم الأسرة مروراً إلى مستوى الدولة والمجتمع الدولي، إذن كلاً من التكافل الاجتماعي والتنشئة الدينية عبارة عن أنشطة اجتماعية مستمدة من الشرع الحنيف وراسخة في المجتمعات الإنسانية قاطبة، وكل منهما تؤثر في الأخرى؛ أي أنهما يرتبطان بعلاقة دائرية قوامها التأثير والتأثر.

إن العطاء من الله وحده, يهب ما يشاء لمن يشاء, يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر, ولو شاء لجعل الجميع أغنياء, ولكنه سبحانه جعل في خلقه أغنياء وفقراء, وأقوياء وضعفاء؛ ليبلو بعضهم ببعض, والجميع في موضع الاختبار من الله، الفقير في موضع الاختبار من الله أيصبر أم يجزع.؟ والغني في موضع الاختبار من الله أيعطي أم يبخل ؟.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  523
والإسلام حين يكلف الغني برعايته للفقير, ويضع عليه التزامات معينة نحوه, إنما يهدف إلى رفعة قدر ذلك الغني والحفاظ على كرامته, وبناء شخصيته بناءً قويًّا كريمًا, حتى لا يذل أمام ما يملك, فيظل مالكًا لماله لا مملوكًا لهذا المال.
وهكذا شدد الإسلام النكير على حرمان المساكين من حقوقهم واعتبر ذلك إجرامًا يستحق المجرمون عليه العقاب الشديد، انظر إلى قول الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ . إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ . فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ . عَنِ الْمُجْرِمِينَ . مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ .قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (المدثر: ٣٨ - ٤٤)
أي: إن من أسباب القذف بهم في نار الجحيم أنهم لم يتكفلوا بإخوانهم المساكين، ولم يقوموا بالتزاماتهم نحوهم..
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  3010

و يستمد التكافل الاجتماعي في الإسلام مبناه من مبدأ مقرر في الشريعة ، وهو مبدأ الولاية المتبادلة بين المؤمنين في المجتمع .
يقول الله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).( سورة التوبة الآية 71 ).
والتكافل في الإسلام ، يعني التزام القادر من أفراد المجتمع تجاه أفراده , قال تعالى في وصف المؤمنين الصالحين ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) سورة الحشر. .
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  3010

عَنْ أَبي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفر مَعَ اَلنبِيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، إِذْ جَاءَ رَجُل عَلَى رَاحِلَة لَهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينأ وَشِمَالاً ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْل مِن زَاد فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ ، قَالَ : فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ اَلْمَالِ مَا ذَكَر ، حَتُّى رَأَيْنَا أَنَهُ لاحق لأَحَدٍ منا فِي فَضْل. أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود.
وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسؤولية المجتمع عن كل فرد محتاج فيه ، في عبارة قوية في إنذارها للفرد والمجتمع : (ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه ) رواه البخاري في الأدب المفرد.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  426

تظهر الزكاة التي هي أحد أركان الإسلام ،وفريضته الاجتماعية ، أول صور التكافل الاجتماعي في الإسلام ، وهي فريضة على كل مسلم ، وهي حق مقدر بتقدير الشارع الحكيم في المال بشروط معينة ، وهي تدل على معنى أخص من الصدقة التي لا تتحدد بمال معين أو قدر بذاته .
الصدقة متروكة لاختيار الأفراد في قدرها ، وفيمن توجه إليه من المحتاجين ، وذلك على خلاف الزكاة التي فرضها الله في أنواع المال التي حددها الشارع ، وبين نصاب كل نوع ، ومقدار الزكاة فيه.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  3010

ومن صور التكافل الاجتماعي في الإسلام ، ما شرعه الله من وجوب نفقة الأقارب الفقراء على القريب الغني ، فنفقة الزوجة على الزوج ، والأبناء على الأب ، ونفقة الوالدين الفقيرين على الولد القادر ، ونفقة الأخ الفقير أو المحتاج على أخيه الذي يرثه ، وقد وسع بعض علماء المسلمين في شأن نفقة الأقارب ، حتى تصل إلى ذوي الأرحام.

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  3010

ومن صور التكافل الاجتماعي ، أحكام الديات في القتل الخطأ ، فإن الدية تجب لورثة القتيل ، وقد يكونون صغارا ، فتعينهم على مواجهة الحياة بعد فقد مورثهم. .
ويتشارك أقرب العصبة إلى القاتل خطأ في دفع الدية إلى ورثة المقتول والدية هنا ، تمثل ضمانا من المجتمع لورثة المقتول ، فلا يضيع دم إنسان هدرا في مجتمع مسلم.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  919
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الخير للناس
وفي كفالتهم فها هي قصته مع جابر بن عبد الله الصحابي الجليل .. قتل أبوه في معركة أحد .. وخلف عنده سبع أخوات ليس لهن عائل غيره .. وخلف ديناً كثيراً .. على ظهر هذا الشاب الذي لا يزال في أول شبابه ..فكان جابر دائماً ساهم الفكر .. منشغل البال بأمر دَينه وأخواته .. والغرماء يطالبونه صباحاً ومساءً ..خرج جابر مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع .. وكان لشدة فقره على جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير .. ولم يجد جابر ما يشتري به جملاً .. فسبقه الناس وصار هو في آخر القافلة ..وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في آخر الجيش .. فأدرك جابراً وجمله يدبُّ به دبيباً .. والناس قد سبقوه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مالك يا جابر ؟ قال : يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنخه .. فأناخه جابر وأناخ النبي صلى الله عليه وسلم ناقته .. ثم قال : أعطني العصا من يدك أو اقطع لي عصا من شجرة ..فناوله جابر العصا ..برَكَ الجمل على الأرض كليلاً ضعيفاً ..فأقبل صلى الله عليه وسلم إلى الجمل وضربه بالعصا شيئاً يسيراً .. فنهض الجمل يجري قد امتلأ نشاطاً فتعلق به جابر وركب على ظهره ..مشى جابر بجانب النبي صلى الله عليه وسلم .. فرحاً مستبشراً .. وقد صار جمله نشيطاً سابقاً .. التفت صلى الله عليه وسلم إلى جابر .. وأراد أن يتحدث معه ..فما هي الأحاديث التي اختارها النبي صلى الله عليه وسلم ليثيرها مع جابر ..جابر كان شاباً في أول شبابه .. هموم الشباب في الغالب تدور حول الزواج .. وطلب الرزق ..قال صلى الله عليه وسلم : يا جابر هل تزوجت ..؟ قال جابر : نعم .. قال : بكراً .. أم ثيباً ..قال : بل ثيباً .. فعجب النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن شاباً بكراً في أول زواج له .. يتزوج ثيباً ..فقال ملاطفاً لجابر : هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ..فقال جابر : يا رسول الله .. إن أبي قتل في أحد .. وترك تسع أخوات ليس لهن راعٍ غيري .. فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن الخلافات .. فتزوجت امرأة أكبر منهن لتكون مثل أمهن .. هذا معنى كلام جابر ..رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن أمامه شاب ضحى بمتعته الخاصة لأجل أخواته ..فأراد صلى الله عليه وسلم أن يمازحه بكلمات تصلح للشباب فقال له :لعلنا إذا أقبلنا إلى المدينة أن ننزل في صرار. فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق يعني وإن كنت تزوجت ثيباً إلا أنها لا تزال عروساً تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها .. وتصف عليه الوسائد .. فتذكر جابر فقره وفقر أخواته .. فقال : نمارق !! والله يا رسول الله ما عندنا نمارق ..فقال صلى الله عليه وسلم : إنه ستكون لكم نمارق إن شاء الله ..ثم مشيا .. فأراد صلى الله عليه وسلم أن يهب لجابر مالاً فالفت إليه وقال : يا جابر ..قال : لبيك يا رسول الله ..فقال : أتبيعني جملك ؟ تفكر جابر فإذا جمله هو رأس ماله .. هكذا كان وهو كليل ضعيف .. فكيف وقد صار قوياً جلداً !!لكنه رأى أنه لا مجال لرد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..قال جابر : سُمْه يا رسول الله .. بكم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : بدرهم !!
قال جابر : درهم !! تغبنني يا رسول الله ..فقال صلى الله عليه وسلم : بدرهمين ..قال : لا .. تغبنني يا رسول الله فما زالا يتزايدان حتى بلغا به أربعين درهماً .. أوقية من ذهب ..فقال جابر : نعم .. ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إلى المدينة ..قال صلى الله عليه وسلم : نعم ..فلما وصلوا إلى المدينة .. مضى جابر إلى منزله وأنزل متاعه من على الجمل ومضى ليصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وربط الجمل عند المسجد فما خرج النبي صلى الله عليه وسلم قال جابر : يا رسول الله هذا جملك ..فقال صلى الله عليه وسلم : يا بلال .. أعط جابراً أربعين درهماً وزده ..فناول بلال جابراً أربعين درهماً وزاده .. فحمل جابر المال ومضى به يقلبه بين يديه .. متفكراً في حاله !! ماذا يفعل بهذا المال ؟! أيشتري به جملاً .. أم يبتاع به متاعاً لبيته .. أم ..وفجأة التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلال وقال : يا بلال .. خذ المال وأعطه جابراً جبذ بلال الجمل ومضى به إلى جابر .. فلما وصل به إليه .. تعجب جابر .. هل ألغيت الصفقة ؟!
قال بلال : خذ الجمل يا جابر ..قال جابر : ما الخبر !!.. قال بلال : قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعطيك الجمل .. والمال ..فرجع جابر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن الخبر .. أما تريد الجمل !!
فقال صلى الله عليه وسلم : أتراني ماكستك لآخذ جملك .. يعني أنا لم أكن أطالبك بخفض السعر لأجل أن آخذ الجمل وإنما لأجل أن أقدر كم أعطيك من المال معونة لك على أمورك .
ولا يقتصر التكافل الاجتماعي في الإسلام ، على الجوانب المادية فحسب ، بل يمتد إلى ما يعد تعاونا شاملا على البر.قال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (2) سورة المائدة.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  122
وحينما يجعل الله عز وجل ما يعطيه القادر فرضًا واجبًا عليه, وحقًا مشروعًا لغير القادر, فإنما يهدف إلى طمأنة الفقير على حياته, وإلى صون كرامته وعزة نفسه؛ لأنه حين يأخذ فإنما يأخذ حقه الذي شرعه الله له, فلا ينبغي أن يشعر بذلة أو مهانة؛ لأنه خُلق فقيرًا.
هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى فإن الغني حين يؤدي ما فرضه الله عليه, فإنه يتقرب إلى الله بأعظم القربات؛ لأن الله عز وجل يقول في حديثه القدسي الجليل: (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ. . إلى آخر الحديث القدسي الشريف
وهذا يبين عظيم الجزاء الذي ينتظر المعطي إذا أعطى قاصدًا بعطائه وجه الله, قال الله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
. (البقرة: ٢٦١).
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Jkhf14

إن العطاء إذا قصد به وجه الله فإنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد المسكين، يقول الله تعالى يوم القيامة لأحد عباده:
(يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي.؟ قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ..؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي.)
إذن الذي يتلقى منك الصدقة ليست يد المسكين, وإنما الذي يتلقاها بالقبول والجزاء والثناء هو الله.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Jkhf14

روى مالك في الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSadمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا طَيِّبًا - كَانَ إِنَّمَا يَضَعُهَا فِي كَفِّ الرَّحْمَن،ِ يُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَه،ُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْـجَبَلِ) .
قال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) (التوبة: ١٠٤) ، وقال عزوجل: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) (البقرة: ٢45) ؛ ولذلك لم يقل الله في كتابه: من يعطي المسكين، وإنما قال: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ) (البقرة: ٢٤٥) ، فالصدقة قرضٌ مبارك لله, يخلف الله على صاحبها ويبارك له؛ ولذلك فهي لا تنقص المال ولا تغنيه, وإنما تطهره وتزكيه, وتضاعفه وتنميه, فضلًا عن أنها تبعث في القلوب أسمى ألوان المحبة, وتشعر المسكين بأن هناك قلوبًا تحنو عليه وترعاه, ونفوسًا تذكره ولا تنساه, وهي كذلك ذخر للغني في آخرته, وضمان له في دنياه, إذا قلبت له الدنيا ظهر المجن, فزايله ماله, وتخلى عنه غناه؛ ولذلك على المرء أن يأخذ من غناه لفقره, ومن قوته لضعفه؛ إذ الدنيا لا تدوم على حالة واحدة, ولكنها متغيرة متقلبة, وصدق من قال:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها
على الناس واعلم أنها تتقلــب
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Jkhf14

ولقد نظر الإسلام إلى الصدقة على أنها دليل عملي على صدق إيمان المؤمن، يقول عليه الصلاة والسلام: (الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْـحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْـحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ: تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) .
فقد جعل صلى الله عليه وسلم الصدقة برهانًا على صدق الإيمان في قلب الإنسان، فالإسلام لا يقتصر على أنه عقيدة تعتقد, أو كلمة تقال فقط, وإنما هو دين عملي يرسم للبشرية المنهج الذي تسير عليه في هذه الحياة، فهو دين لا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر من صاحبها شيئًا ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرد, مؤدية بسبب هذا الإخلاص إلى آثار في القلب تدفع إلى العمل الصالح, وتتمثل في سلوك عملي تصلح به حياة الناس وترقى.

التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  Jkhf14

وقد يقول إنسان بلسانه: إنه مسلم, وإنه مصدق بهذا الدين وقضاياه, وقد يؤدي بعض شعائر العبادات, ومع ذلك تظل حقيقة الإيمان بعيدة عنه, ويظل بعيدًا عنها؛ لأن لهذه الحقيقة علامات تدل عليها, وبراهين تشير إليها, وما لم توجد هذه البراهين والدلائل فلا إيمان ولا تصديق, مهما قال اللسان، ومهما ادعى الإنسان؛ ولذلك يعطينا الله صورة من التكذيب بهذا الدين، فيقول: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الماعون: ١ - ٣ )، فكأن من لم يخرج قواعد الدين إلى سلوكه العملي في الحياة, ولم يدفعه إيمانه إلى الخير والبر بإخوانه في البشرية المحتاجين إلى الرعاية والحماية- فكأنما كذب بهذا الدين.
ويا ويل هذا الإنسان حين ينال جزاءه، فيؤتى كتابه بشماله يوم القيامة، يقول - وقد أسقط في يده, وندم وقت لا ينفع الندم, فقد زلت به القدم :- (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ . يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) (الحاقة: ٢٥ - ٢٩) ، ثم يصدر الأمر من العلي الأعلى إلى ملائكة العذاب: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) (الحاقة: ٣٠ – ٣٢).
لماذا يا رب العزة .؟ لماذا هذا العذاب المهين .؟ ويجي السبب (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الحاقة: ٣٣ – ٣٤).
وفي قوله: (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الحاقة: ٣٤) دليلان على عظم الجرم, وبشاعة الذنب في حرمان المسكين من حقه, في مال الله الذي آتاه الأغنياء؛ الدليل الأول: عطفه على الكفر وجعله قرينة له، والدليل الثاني: أن الله ذكر الحض دون الفعل، فلم يقل: ولا يطعم المسكين، وإنما قال: ( وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الحاقة: ٣٤) ، وذلك ليعلم أن تارك الحض بهذه المنزلة من العذاب الشديد، فكيف بتارك الفعل ؟.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  12827310

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وَيْلٌ لِلأَغْنِيَاءِ مِنَ الْفُقَرَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا ، ظَلَمُونَا حُقُوقَنَا الَّتِي فَرَضْتَ لَنَا عَلَيْهِمْ ، فَيَقُولُ عز وجل: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُدْنِيَنَّكُمْ؛ لأُبْعِدَنَّهُمْ).
وهكذا يبعدون من ساحة الرضا والرضوان, ويطردون من رحمة الله؛ ليذوقوا عذابًا ما أشده وما أقساه, وهو ما عبر عنه رسول الله في الحديث الذي بين أيدينا بقوله: (أَلا وَإِنَّ اللهَ يُحَاسِبُهُمْ حِسَابًا شَدِيدًا، أَوَ يُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)؛ وذلك لأنهم لم يشكروا الله على نعمته, وما آتاهم من فضله, ومنعوا الخير أن يصل إلى ذويه, وإلى أصحاب الحق فيه, فاستحقوا ذلك الحساب الشديد، والعذاب الأليم؛ جزاءً وفاقًا.
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.  12827310

قال تعالى في سورة الحديد: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (الحديد: ٧) ، وقال في سورة المعارج: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ . لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج: ٢٤ - ٢٥) ، وقال في سورة الإسراء: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) (الإسراء: ٢٦) ، وقال في سورة الروم: ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الروم: ٣٨) ، هو حق الفقراء إذن, فرضه الله وأوجبه على الأغنياء, ومن ثَم آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم التعبير بكلمة (فَرَضَ)؛ حتى يمتثل الغني لأمر الآمر سبحانه, فيؤدي ما فرضه الله عليه, طيبةً به نفسه, منشرحًا به صدره, غير منتظر شكرًا ولا حمدًا، ولا معروفًا يسدى، ولا خدمةً تؤدى, إنما يرجو طاعة الله تعالى ورضاه.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://kenanaonline.com/users/ragabalasuotie/
 
التكافل الأجتماعى وأثره في المجتمع.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال لكل مستخدمى شبكات التواصل الأجتماعى .؟
» جمعية النهضة لتنمية المجتمع الخيرية بقرية الحمَّام مركز أبنوب محافظة أسيوط .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط :: قسم قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط :: ما يهم القرية-
انتقل الى: