منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 3pekd110
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 55958214
مرحبا بك عزيزي
في منتديات رجب الأسيوطى
أنت زائر لم تقم بالتسجيل بعد
عليك القيام بالتسجيل الآن

أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. Icon611
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 908877404
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 3pekd110
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 55958214
مرحبا بك عزيزي
في منتديات رجب الأسيوطى
أنت زائر لم تقم بالتسجيل بعد
عليك القيام بالتسجيل الآن

أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. Icon611
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 908877404
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط

ديني - ثقافي- اجتماعي- سياسي- رياضي- ترفيهي- فني- تكنولوجي  
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
<
** أهلا وسهلا بكم أعضاءنا الكرااام ****سعداء بانضمامكم لمنتدانا *** كما ويشرفني استقبال آرائكم واقتراحاتكم بكل ما يخص المنتدى ** ضيفنا الكريم سلام الله عليك ,, نعلم جميعاً أن المنتدى مكان لتبادل المنفعة ولكي نفيد ونستفيد **** من فضلك ساهم بقدر المستطاع واجعل دورك فعال بالمنتدى على الأقل قم بشكر الشخص الذي استفدت من موضوعه .. فنحن نعمل جميعاً على نشر الفائدة فشارك في هذا العمل ولا تكتفي بالمشاهدة فقط ** أخي / أختي : إن القدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك إذا لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته وان دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فلن تكن أفضل إلا إن عملت جاهدا بنفسك وحركت إبداعاتك بنفسك لذلك اعمل لتصل لتنجح لتصبح حياتك أفضل وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك فتصبح حياتك أفضل .. قل إنني هنا . إن ذاتي هي كل ما أحتاجها . فجر طاقتك الكامنة.. اذبحْ الفراغ بسكينِ العملِ.. إنَّ أخطر حالات الذهنِ يوم يفرغُ صاحبُه من العملِ ، فيبقى كالسيارةِ المسرعةِ في انحدارِ بلا سائقٍ تجنحُ ذات اليمين وذات الشمالِ . كن كالنحلة تأكلُ طيِّباً وتصنعُ طيِّبا..ً لا تحسبِ المجد تمراً أنتَ آكلُهُ.... لنْ تبلغ المجد حتى تلْعق الصَّبِرا*** إن المعالي لا تُنالُ بالأحلامِ ، ولا بالرؤيا في المنامِ ، وإنَّما بالحزمِ والعَزْمِ ** كلمة الإدارة

{ رجب الأسيوطى} {. ♣♣♣ تعلن جمعية النهضة لتنمية المجتمع الخيرية بقرية الحمام مركز أبنوب محافظة أسيوط ♣♣♣ والمشهرة برقم ( 747 لسنة 2007 م ) ♣♣♣ عن قبول التبرعات العينية والنقدية وذلك بمقر الجمعية أو بالأتصال بالأستاذ / عصام محفوظ مجلى برقم محمول ( 01222237440 -ــ 01001358418 ) ♣♣♣أو التبرع برقم حساب ( 5050 ) بنك التنمية والائتمان الزراعي بقرية الحمام. وجزاكم الله خيرا ♣♣♣ }كتب: { يسعد منتدى قرية الحمام أبنوب محافظة أسيوط في تقديم التحية إلى كل الأعضاء النشطاء من خلال تميزهم وإبداعاتهم }: {♣ ♣ }: تابع القراءة{♣♣ }


 

 أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رجب الأسيوطى
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
رجب الأسيوطى


الدولة : مصر
علم الدولة : مصر
الأوسمة الأوسمة :
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان..  صورة الوسام

الساعة :
عدد المساهمات : 659
نقاط : 1928
التميز والأيداع وأنتقاء المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 29/01/2012
الموقع : موقع متخصص للنهوض بمربى وتربية نحل العسل

أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. Empty
مُساهمةموضوع: أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان..   أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. Icon_minitimeالأربعاء يوليو 10, 2013 11:05 pm



أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. Images22
أهم المعارك و الغزوات و الفتوحات الإسلامية
يشهد التاريخ الإسلامي أنَّ أغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في شهر رمضان كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، من هنا حرص الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تكون أغلبُ غزواته في شهر رمضان؛ تقربًا إلى الله - عزَّ وجلَّ - وإرشادًا للمسلمين إلى سبيل الاسـتعداد لاحتمال الشـدائد في الجهاد، وهنا تجتمع - لدى المجاهد الصائم - مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء؛ فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران: هما الانتصار على هوى النفس، والانتصار على أعداء الله، وإذا استُشْهِد لقِيَ الله - سبحانه وتعالى - وهو صائم، وتحقَّق فيه قولُ الله - تبارك وتعالى:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) [التوبة: 111].
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 414
ومن أهمَّ الغزوات التي سجَّلها التاريخ الإسلاميُّ خلال شهر رمضان المبارك:
موقعة بدر الكبرى:و كانت بين المسلمين والمشركين في 17 رمضان من الســـنة الثانية للهجرة .
غزوة أحد: و كانت بين المسلمين والمشركين في 15 شوال من الســـنة الثالثة للهجرة .
غزوة الخندق (الأحزاب) : و كانت بين المسلمين والمشركين وأنصارهم من اليهود في السنة الخامسة للهجرة .
غزوة بني المصطلق من خزاعة: و كانت بين المسلمين والمشركين في الســنة السادسة للهجرة
صلح الحديبية : و كانت بين المسلمين والمشركين في الســنة السادسة للهجرة
غزوة مؤتة :و كانت بين المسلمين والروم في الســنة الثامنة للهجرة
فتح مكة : خرج الرسول من المدينة في 10 رمضان ودخل مكة في 20 منه في السنة الثامنة من الهجرة
غزوة تبوك: و كانت آخر غزوة لنبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والروم في السنة التاسعة من الهجرة .
حجة الوداع :و كانت في الســـنة العاشرة للهجرة
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم : و كان في يوم الاثنين 12 ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة
فتح الحيرة :و كان على يد قائد المسلمين خالد بن الوليد في السنة الثانية عشر للهجرة
فتح الأنبار : و كانت بين المسلمين والفرس بقيادة خالد بن الوليد في السنة الثانية عشر للهجرة
فتح دومة : الجندل على يد قائد المسلمين خالد بن الوليد في السنة الثانية عشر للهجرة
موقعة اليرموك: و كانت بين المسلمين والروم في السنة الثالثة عشر للهجرة
فتح دمشق: و كان بعد انهزام الروم في وقعة اليرموك في السنة الرابعة عشر للهجرة
موقعة القادسية: و كانت بين المسلمين والفرس وبدأت في 15 شعبان من السنة الرابعة عشر ،و كان قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص.
:وفتح حمص وبعلبك كانت بين المسلمين والروم و كان قائد المسلمين أبو عبيدة عامر بن الجراح في السنة الخامس عشر للهجرة .
فتح بيت المقدس (إيليا) : وقد تم الصلح بحضور عمر بن الخطاب في السنة السادسة عشر للهجرة .
فتح المدائن : وفيها إيوان كسري في السنة السادسة عشر للهجرة
فتح مصر : على يد قائد المسلمين عمر بن العاص في السنة العشرون من الهجرة
موقعة نهاوند : و كانت بين المسلمين والفرس وقائد المسلمين النعمان بن مقرن في السنة الحادية و العشرون من الهجرة .
فتح طرابلس: الغرب حيث حاصرها عمرو بن العاص شهراً ثم فتحت في السنة الثانية و العشرون من الهجرة
فتح خراسان : و كان المسلمون بقيادة الأحنف بن قيس في السنة الثانية و العشرون من الهجرة .
فتح سجستان: و كان المسلمون بقيادة عاصم بن عمرو في السنة الثالثة و العشرون من الهجرة .
غزوة الأندلس : و كانت بقيادة عبد الله بن نافع ن الحصين وعبد الله بن نافع بن عبد القيس في السنة السابعة و العشرون من الهجرة .
غزوة ذات الصواري : معركة بحرية بين المسلمين والروم، و كان قائد المسلمين عبد الله بن سعد بن أبي السرح في السنة الحادية و الثلاثون من الهجرة .
غزوة السند : بقيادة المهلب بن أبي صفرة في السنة الرابعة و الاربعون من الهجرة
غزوة القسطنطينية : بقيادة سفيان بن عوف في عهد معاوية في السنة التاسعة و الأربعون من الهجرة
غزو ما وراء النهر : بقيادة المهلب بن أبي صفرة في السنة الثمانون من الهجرة
غزو مسلمة بن عبد الملك أراض الروم : وقيل أن الذي قام بالغزو هشام بن عبد الملك في السنة السابعة و الثمانون من الهجرة .
فتح قتيبة بخارى : في السنة التسعون من الهجرة
فتح طارق بن زياد الأندلس : في السنة الثانية و التسعون من الهجرة
فتح قتيبة بن مسلم سمرقند : في السنة الثالثة و التسعون من الهجرة
غزو قتيبة بن مسلم الصين : في السنة الخامسة و التسعون من الهجرة
حصار مسلمة بن عبدالملك القسطنطينية : حتى افتتحها في السنة الثامنة و التسعون من الهجرة
فتح المعتصم عمورية : وقيل كان ذلك سنة أربع وعشرين ومائتين من الهجرة..
وفى العصر الحديث
كانت حرب رمضان 1973 أو حرب أكتوبر- كان في رمضان سنة 1393هجرية، وفيها تمكنت القوات  المصرية من الانتصار على القوات الصهيونية الغاصبة ( إسرائيل )، فعبرت الجيوش قناة السويس وحطمت أسطورة "الجيش الإسرائيلي" الذي لا يقهر، وهدموا بحمد الله خط بارليف.
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان.. 20524_10
وإليكم بعض ما حدث في بعض  تلك الغزوات :
1- غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة
في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، دارت رَحَى معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، بين الإيمان والطغيان، بين حزب الله وحزب الشيطان، تلكم هي غزوة بدر الكبرى.
إنها موقعةٌ فاصلةٌ في تاريخ الإسلام والمسلمين، بل في تاريخ البشرية كلِّها إلى يوم الدين، إنها معركة الفرقان؛ (إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال: 41].
وهذه الموقعة شكَّلت محطةً بارزةً في ردِّ العدوان الشركيِّ؛ إذ مكث النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضِعَ عَشْرةَ سنةً ينذر بالدعوة من غير قتال، صابرًا على شدة إيذاء العرب بمكة المكرمة، واليهود بالمدينة المنورة، فكان يأتيه أصحابُه ما بين مضروب ومجروح، يشكون إليه حالهم، ويطلبون منه السماح لرد العدوان بالمثل، فيقول لهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم: (اصبروا لأنيِّ لم أُؤمرْ بالقتال) ، حتى إن بعض أصحابه قُتِل من جراء العذاب؛ منهم: سميَّة أمُّ عمار بن ياسر، وزوجُها ياسر، عذَّبهما المغيرة على إسلامهما؛ ليرجعا عنه، وماتا تحت العذاب.
والغزوة ليست للاعتداء والظلم، بقدر ما هو القضاء على الدول الباغية الظالمة المستكبرة في الأرض، بل وسيلةٌ لدفع العدوان؛ وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله - سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: آية 39-40].
أضفْ إلى ذلك ما مُني به المسلمون من الظلم والاعتداء، وما أُكرِهوا عليه من الإخراج من الديار والأوطان بغير حق؛ ويقول الله - سبحانه وتعالى -: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) [النساء: آية 75]، وتلبيةً للنداء الرباني، وسعيًا للقضاء على الظلم بأنواعه؛ خرج الحبيبُ المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً؛ لاعتراض قافلة تجارية قادمة من الشام، فيها أموال عظيمة لقريش، يقودها أبو سفيان بن حرب، فلما عَلِم أبو سفيان بخُطَّة المسلمين انحاز بالقافلة، ولَحِق بساحل البحر، واستنفر قريشًا للدفاع عن تجارتهم وأموالهم، فخرجوا في ألف شخص مزهوّين بقوتهم وعتادهم، يعلنون التحدي والطغيان؛ ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [الأنفال: 47]، فالتقى الجيشان صبيحةَ يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان، في منطقة (بدر) بين مكة والمدينة؛
(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا * لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال: 42 – 43].
وكان المسلمون - لضعفهم وقلة عتادهم - يودُّون الظفر بالقافلة، ولا يتمنون لقاء الجيش المكي؛ (وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) [الأنفال: 7]، وعندما بدأت المعركة، وحَمِيَ وطيسُها، واشتد أُوارها، واشتعلت نارها، أيَّد الله - سبحانه وتعالى - أهلَ الحق بملائكة السماء؛ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الأنفال: 9]،
بل وقاتلتِ الملائكة مع المؤمنين؛ (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [الأنفال: 12]، إنها ليست بطولاتٍ أرضيةً محضة، بل هي مؤيَّدةٌ من قِبَل الله - جلَّ وعلا - تستمد قوَّتَها من خلال دعائه، والاستغاثة به، واللجوء إليه، والتوكل عليه، فيمُدُّ أصحابَها بتأييده ونصره؛ قال - تعالى:
(إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].
فكانت النتيجة هزيمةً ساحقة وقعتْ على الظلم والشرك وأهله، وأعوانه ومؤيديه، وتمخِّضتْ عن هلاك عدد كبير من فراعنة قريش وصناديدها.
دروس وعبر:
إن دعوة الإسلام اليوم تُواجه ظروفَ المسلمين الذين خاضوا معركة بدر، فنصرهم الله وأعزَّهم، وجدير بنا أن نتلمسَ العبرَ والعِظَاتِ من هذه الغزوة المباركة؛ لتكون لنا نِبراسًا وهاديًا، ونحن نخوض معركتنا مع أعداء الله - عزَّ وجلَّ - وتَظهر للمتأمل جملةٌ من الحقائق التي تنير الطريق:
أ- إن الدعواتِ الأرضيةَ لن تُجمِّعَ الأمة، ولن تُنشئَ قاعدةً صُلبة تحفظ الأمة، وتُعيد لها كرامتها، فلا اللغة، ولا القومية، ولا الأنساب، أغنتْ يوم بدر؛ بل العقيدة الإسلامية.
ب- إن النصر ليس بالعدد الكثير ولا بالسلاح الوفير، إنه مقرون بالإخلاص في العمل، وجميل التوكل على الله.
ج- إن النصر في "بدر" لم يكن لفئة خاصة أو دولة معينة، بل لعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
د- على المسلم ألاَّ يستعجل النتائج، ولا يطلب منه سوى القيام بالواجب: (الإخلاص في العمل، الاستعداد، العدة العسكرية، ...).
2- "فتح مكة" في السنة الثامنة من الهجرة
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [النصر: ١ - ٣]
ورد في تفسير هذه السورة الكريمة أن المراد بالنصر: العون، وأما الفتح، فهو فتح مكة، كما قال مجاهد، ونقل الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي في تفسيره عن الحسن - رضي الله عنه - قال: "لمَّا فتح رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكَّةَ، قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان – أي: طاقة - فدخلوا في دين الله أفواجًا".
إن فتح مكة في الثالث والعشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة شكَّل الآية العظمى على مدى الأخلاقية النبوية الإنسانية التي التزم بها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقدمًا أرفع نموذج للتسامح والتواضع والسموِّ الذي عرفته البشرية عبر تاريخها.
وعندما هاجر لُوحق ورُصدتْ الأموال الطائلة لمن يغتاله، بعد أن فشلت مؤامرة قتله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في داخل مكة، ثم - أخيرًا - الأعوام الثمانية التي قضاها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -  في مكة، وهم يلاحقونه ويتربصون بكل أصحابه، ولا تمرُّ الأيام أو الأسابيع إلاَّ وهم متآمرون عليه مع اليهود أو المنافقين، أو مُوعِزون لبعض القبائل بترويعه في المدينة والسطو على مسارح المسلمين التي تسرح فيها دوابهم، أو مقاتلون له مباشرة طورًا ثالثًا.
وها هي السنوات الطوال قد مضت، وها هو أنبل الناس وأزكى الناس، الذي حورب واضطُهِد يعود فاتحًا لبلده، أَجَل، بلده مكة التي أُخرج منها وهو يذرف الدمع ويقول: (والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أنَّ أهلَكِ أخرجوني منك ما خرجْتُ).
المشهد المؤثر بعد معركة الفتح:
بينما - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخفق قلبه بأروع المشاعر؛ لأنه في طريقه إلى المسجد الحرام والكعبة، وقد فعل ما أراد، واستلم الحجر الأسود، طاف بالبيت، ولم يكن محْرمًا، وهو يتلو قول الله – تعالى:
(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81]، ثم دخل إلى جوف الكعبة، فأزال آثار الوثنية من داخلها، كما أزالها من خارجها، ثم دار في البيت يُوحِّد الله ويُكبِّره، وكل ذلك وهم ينظرون إليه، إنهم في وادٍ بعيد عنه، إنه في الآخرة، في الملأ الأعلى، أما هم فيفكرون هَلِعين فيما ينتظرهم، متذكرين ماضيهم الأسود معه.
ونظر - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى آلاف الوجوه التي فعلت به الأفاعيل طِيلَة عقدين من الزمان، بعد أن دخل مكة من أعلاها، من كداء، وهو يضع رأسه - وهو راكب - على دابَّته، تكاد تلامس رأسه ظهر الدابة؛ تخشُّعًا وخضوعًا لله، وهم ينتظرون القضاء العادل، لكنهم مع ذلك كانوا يعرفون أن محمدًا هو محمد رسول الرحمة؛ لأنه الرسول الأخلاقي الذي وصفه ربُّه بالخلق العظيم؛ (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، إنه لن يعاملهم بالعدل، فلو عاملهم بالعدل لانتهى كل شيء، ثم فاجأهم النبيُّ الأعظم بالسؤال: ((يا معشرَ قريش، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟))، وكأنما كان السؤال نفسه طوق نجاة لهم، فسرعان ما أجابوه قائلين: خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم، قال: (فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته:
(لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) [يوسف: 92]، اذهبوا، فأنتم الطلقاء).
ثم تتوالى آيـات عظمته، وعندما كانت الجيوش الإسلامية تزحف على مكة في ظل أوامر صـارمة بعدم إراقة الدماء إلاَّ في الدفاع عن النفس - أخطأ أحد القادة - وهو الرجل العظيم سعد بن عبادة - فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم يذلُّ الله قريشًا، فانتُزِعتْ منه الراية - بأمر الرسول - وأعطيت لابنه قيس، وصَحَّح الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - العبارة حتى لا تذهب إلى الناس وتُروِّعهم قائلاً: (اليوم يوم المرحمة، اليوم يُعزُّ الله قريشًا) ، وقد صدق؛ فلولاه ولولا دخول مكة في الإسلام لما كانت لمكة قيمة، ولَمَا كان لقريش قيمة أبدًا.
3- معركة (حطين) واسترداد بيت المقدس
بين المسلمين بقيادة صلاح الدين، وبين الصليبين
قام المجاهد "عماد الدين زنكي" - رحمه الله - بعد قتال عنيف مع الحاميات الصليبية باستعادة بعض المدن والإمارات؛ من أبرزها: إمارة "الرها" عام 1144م، وواصل خَلَفُه "نور الدين محمود" - رحمه الله - التصدي للفرنجة؛ فمَدَّ نفوذَه إلى دمشق عام 1154م، واستكمل القائد المجاهد "صلاح الدين الأيوبي" - رحمه الله - تلك الانتصارات فكانت معركة حطين الشهيرة التي استُرِدَّ بعدها بيت المقدس عام (583هـ - 1187م).
وكان صلاح الدين الأيوبي يعلم علم اليقين أن النصارى الصليبيين ليسوا من السهولة أبدًا؛ ولذلك سارع إلى إدخال إصلاحات جذرية في الجهاد، وكان يطبق قول الله: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال: 60]؛ ولذلك هيَّأه الله - سبحانه وتعالى - لترتيب صفوف المسلمين، وفي تخطيطه - رحمه الله - لإعداد الأمة للجهاد، لم يكن الرجل يُعِدُّ نفسَه وأهلَ بيته فقط، ولا المدن التي كانت حوله فقط، كان يُعدُّ الأمة الإسلامية قاطبةً لحرب الصليبيين. وابتدأت المسألة من جوانب الاقتصاد، وإعداد السلاح، والجند والجيوش، والدواوين والأسلحة، والمؤن والذخائر والعتاد، والخطط الحربية، وسنأتي على كل شيء بلمحات تُبيِّن عِظَمَ تلك العقلية التي قيَّضها [أي: هيَّأها وسبَّبها] الله - سبحانه وتعالى.
فعلاً، كانت معركة حطين تمهيدًا لدخول صلاح الدين - رحمه الله - إلى بيت المقدس، وتم بفضل الله نصر الله المبين حيث التقتْ جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين في "حطين"، وكان ذلك في عام 583هـ - 1187م.
لقد جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل، جمعوهم من كل دويلات الصليبيين واشتبك الجيشان، وانجلت المعركة عن نصر ساحق لصلاح الدين مع تدمير تام لجيش أعدائه، لم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلاَّ أن يتقدم نحو القدس، وقبل أن يتقدَّم نحوها استسلم له حصن "طبرية"، وفتح "عكَّا"، واستولى على "الناصرية"، و"قيسارية"، و"حيفا"، و"صيدا"، و"بيروت"، وبعدها اتَّجه صلاح الدين إلى القدس.
استرداد القدس:
ولكن الصليبيين تحصَّنوا بداخلها، فاتَّخذ صلاح الدين "جبل الزيتون" مركزًا لجيوشه، ورمى أسوار المدينة بالحجارة عن طريق المجانيق التي أمامها، ففرَّ المدافعون، وتقدَّم المسلمون ينقبون الأسوار، فاستسلم الفرنجة، وطلبوا الصلح، فقبل صلاح الدين، واتفق الطرفان على أن يخرج الفرنجة سالمين من المدينة على أن يدفع الرجل عشرة دنانير، والمرأة خمسة، والصبي دينارين، ووفَّى المسلمون لهم بهذا الوعد، وكان ضمن من خرجوا "البطريرك الأكبر" يحمل أموال البِيَع (الكنائس)، وذخائر المساجد التي كان الصليبيون قد غنموها في فتوحاتهم.
المشهد المؤثِّر بعد المعركة:
يمكن استخلاصُ عِبَرًا كثيرة في سياق موقعة "حطين" الشهيرة، لكنَّ المشهد الذي استوقفني:
رحمة صلاح الدين:
"ويُروى أن مجموعةً من النبيلات والأميرات قلْنَ لصلاح الدين - وهنَّ يغادرْنَ بيت المقدس -: "أيُّها السلطان، لقد مننْتَ علينا بالحياة، ولكن كيف نعيش وأزواجنا وأولادنا في أسرك؟! وإذا كنا ندع هذه البلاد إلى الأبد، فمَن سيكون معنا من الرجال للحماية والسعي والمعاش؟! أيُّها السلطان، هَبْ لنا أزواجنا وأولادنا؛ فإنك إن لم تفعلْ أسلمْتنا للعار والجوع"، فتأثر صلاح الدين بذلك، فوهب لهنَّ رجالهن".
رحمك الله يا صلاح الدين، فقد كنت مثالاً للرحمة والعفو وحسن الخلق، وكنت مثالاً حسنًا لمبادئ الحضارة الإسلامية وعظمة الإسلام، وانظروا إلى الحضارة الغربية التي تأتي على الأخضر واليابس في العراق وأفغانستان، بل انظروا إلى ما تصنعه الآلة العسكرية الصهيونية في فلسطين، لا تفرق بين المدنيين والعسكريين؛ بل تستهدف حتى الرضَّع، إنها ثقافة الجبناء..!
4- معركة (عين جالوت)
حيث انتصر المسلمين على التتار، بين المسلمين بقيادة "سيف الدين قطز" والمُغُول
في عهد الدولة المملوكية استطاع "سيف الدين قطز" و"الظاهر بيبرس" صدَّ الغزو المغُولي الذي اجتاح أجزاءً واسعةً من العالم الإسلامي في معركة "عين جالوت" قرب الناصرة في عام 1259م، فكانت واحدةً من أهم وأشهر المعارك الإسلامية.
الخروج إلى القتال:
في (شهر رمضان 658هـ = أغسطس 1260م) خرج "قطز" من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومَن انضمَّ إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وترك نائبًا عنه في مصر هو الأتابك فارس الدين أقطاي المستعرب، وأمر الأمير "بيبرس البندقداري" أن يتقدَّم بطليعة من الجنود؛ ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقِيَ طلائع لهم في "غزة"، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمةً كان لها أثرٌ في نفوس جنوده، وأزالتِ الهيبةَ من نفوسِهم، ثم تقدَّم السلطان "قطز" بجيوشه إلى "غزَّة"، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى "عكَّا"، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض، واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى "قطز" الأمير "بيبرس" عند "عين جالوت" بين "بيسان"، و"نابلس".
وكان الجيش المغولي يقوده "كيتوبوقا" (كتبغا) بعد أن غادر "هولاكو" الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمُغُول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرَّقت ببلاد الشام في جيش موحد، وعسكر بهم في عين جالوت.
اللقاء الحاسم:
وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (25 من رمضان 658هـ = 3 من سبتمبر 1260م) حتى اشتبك الفريقان، وانقضَّتْ قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقق نصرٌ خاطفٌ، وتمكَّنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غيرَ أن السلطان "قطز" ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمَّت صرخته أرجاءَ المكان، وتوافدتْ حوله قواتُه، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال، وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه، وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفرُّوا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم "كيتوبوقا" يسقط صريعًا في أرض المعركة.
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبَّعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في "بيسان" القريبة من "عين جالوت"، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان "قطز" يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات ويتضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز"، وما هي إلا ساعة حتى مالت كفة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوية للمغول لأول مرة منذ "جنكيز خان"، ثم نزل السلطان عن جواده، ومرَّغ وجهه على أرض المعركة وقبَّلها، وصلَّى ركعتين شكرًا لله4].
5- فتح القسطنطينية على يد (محمد الفاتح)
إن القسطنطينية التي بشَّر الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم – بفتحها: (لتفتحُنَّ القسطنطينية، فلنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش) ؛ روه الإمام أحمد في مسنده، من ذا الذي فتحها غير السلطان "محمد الفاتح" - رحمه الله - الذي وضع خُطَّة غاية في دهاء التدبير، وروعة في الإعداد العسكري ودقة التنفيذ؟! يوم حمل السفن برًّا على جذوع الشجر، ثم دحرجها وأنزلها إلى البحر خلف البيزنطيين من حيث لا يتوقعون، مما أدى إلى دحر أسطولهم وهزيمتهم، وفتح القسطنطينية التي أصبحت فيما بعد عاصمة الخلافة، وحملت اسم "إسلامبول" أو "إستانبول"؛ أي: مدينة السلام .
كيف تم فتح القسطنطينية ؟
أراد محمد الفاتح منذ تولِّيه الحكم حسم مشكلة القسطنطينية، فقد كانت وكرًا للمؤامرات على الدولة العثمانية، واستعد السلطان سياسيًّا وعسكريًّا لذلك، ثم حشد "الفاتح" أكثر من ربع مليون جندي أحدقوا بالقسطنطينية من البَرِّ، واستمر حصار المدينة ثلاثة وخمسين يومًا، تم خلالها بناء منشآت عسكرية ضخمة، واستقدام خيرة الخبراء العسكريين، ومِن بينهم الصانع المجري الشهير "أوربان"، والذي استطاع صنع مدافع عظيمة تقذف كرات هائلة من الحجارة والنار على أسوار القسطنطينية، وقد بذل البيزنطيون قصارى جهدهم في الدفاع عن المدينة، واستُشهِِد عددٌ كبير من العثمانيين في عمليات التمهيد للفتح، وكان من بين العقبات الرئيسة أمام الجيش العثماني تلك السلسلة الضخمة التي وضعها البيزنطيون؛ ليتحكموا بها في مدخل القرن الذهبي، والتي لا يمكن بحال فتح المدينة إلا بتخطّيها، وقد حاول العثمانيون تخطي هذه السلسلة دون جدوى، ووفق الله "الفاتحَ" لفكرة رائعة، تدل على عبقرية حربية فذَّة؛ حيث استطاع نقل سبعين سفينة بعد أن مُهِّدت الأرض وسوُيت في ساعات قليلة، وتم دهن الألواح الخشبية ووضعها على الطريق؛ تمهيدًا لجرِّ السفن عليها مسافة ثلاثة أميال، وقد تمَّ كل هذا في ليلة واحدة، وبعيدًا عن أنظار العدو، وكانت فكرةً مبتكرةً وناجحةً بكل المقاييس، ثم بعد الهجوم الكاسح على المدينة واستسلامها بعد مقتل الإمبراطور، كان التسامح التام مع أهل المدينة؛ حيث كانت لهم الحرية التامة في ممارسة شعائرهم الدينية، واختيار رؤسائهم الدينيين، ومما يدل على ذلك أن السلطان محمد الفاتح استقبل "بطريرك المدينة"، وتناول معه الطعام، وتحدَّثا في أمور شتى: دينية وسياسية واجتماعية، مما أعطى هذا البطريرك انطباعًا مختلفًا عمَّا كان عليه قبل لقائه السلطان الفاتح.
لقد كانت القسطنطينية قبل فتحها عقبةً كبيرةً في وجه انتشار الإسلام في أوروبا؛ ولذلك فإن سقوطها يعني فتح أوروبا لدخول الإسلام بقوة وسلام أكثر من ذي قبل، ويعتبر فتح القسطنطينية من أهم أحداث التاريخ العالمية، وخصوصًا تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام، حتى عدَّهُ المؤرخون الأوروبيون ومَن تابعهم نهايةَ العصور الوسطى وبدايةَ العصور الحديثة..
والمعارك والغزوات التي كُلِّلت بالانتصار في هذا الشهر المبارك كثيرة، لكن اقتصرت على أشهرها، أو كما يقال: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق؛ أي: يكفي فخرًا للمسلمين أن يستحضروا هذه المشاهد الخالدة في التاريخ الإسلامي؛ ليأخذوا منها الدروس والعبر.
وختامًا:
إن المجاهدين المخلصين  في كل زمان ومكان قادرون - بتوفيق من الله - على صنع النصر من رماد الهزيمة، وبناء النصر والحضارة الراقية في خرائب العدوان، وزرع حدائق العلم والنور في ظلمات الجهل، إذا وجدوا مَن يُحسن قيادتهم، ويضرب لهم المثل والقدوة، ويتميز بالتضحية والشجاعة والإخلاص لله  تعالى - ويُغلّب همَّ إعلاء كلمة هذا الدين على مصالحه الشخصية البالية الفانية، لكن إذا هانوا واستكانوا كانوا قصعة مستباحة لكل الأدعياء قبل الأعداء، واللهَ نسأل أن يردَّ هذه الأمة إلى دينها ردًّا جميلاً، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://kenanaonline.com/users/ragabalasuotie/
 
أهم المعارك والإنتصارات للمسلمين فى شهر رمضان..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدعاء في شهر رمضان..!!
» شهر رمضان وأحكامه..!!
»  فقه المرأة وصيام رمضان..!!
» مائدة الرحمن فى شهر رمضان.!
» صلاة التراويح في شهر رمضان.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط :: القسم الأسلامى :: إسلاميات-
انتقل الى: