♣♣♣ مفهوم الحجاب في الإسلام ♣♣♣
◘◘ الحجاب في اللغة : الستر ، والحجاب : اسم ما احتجب به ، وكل ما حال بين شيئين فهو حجاب .
◘◘ والحجاب : كل ما يستر المطلوب ويمنع من الوصول إليه ..
◘◘ والخمار : من الخمر ، وأصله الستر ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : خمروا آنيتكم ، وكل ما يستر شيئا فهو خماره .
لكن الخمار صار في العرف اسما لما تغطي به المرأة رأسها.
ويعرفه بعض الفقهاء بأنه ما يستر الرأس والصدغين أو العنق .
◘◘ والفرق بين الحجاب والخمار أن الحجاب ساتر عام لجسم المرأة ، أما الخمار فهو في الجملة ما تستر به المرأة رأسها .
◘◘ النِّقاب - بكسر النون - : ما تنتقب به المرأة ، يقال : أنتقبت المرأة ، وتنقبت : غطت وجهها بالنقاب .
◘◘ والفرق بين الحجاب والنقاب : أن الحجاب ساتر عام ، أما النقاب فساتر لوجه المرأة فقط .
♣♣ إلا أن النقاب أو البرقع - والذي تظهر منه عيون المرأة - قد توسعت النساء في استعماله وأساءت بعضهن في لبسه ، مما جعل بعض العلماء يمنع من لبسه لا على أنه غير شرعي في الأصل ، بل لسوء استعماله وما آل إليه الحال من التساهل والتفريط واستعمال أشكال جديدة من النقاب غير شرعية تشتمل على توسيع فتحتي العينين حتى يظهر منهما الخدّ والأنف وشيء من الجبهة .
♣♣ الحجاب في الإسلام بينه القرآن وهو: أن المرأة المسلمة ينبغي أن تكون عفيفة، وأن تكون ذات مروءة، وأن تكون بعيدة عن مواطن الشبه، بعيدة عن اختلاطها بالرجال الأجانب. هذا هو معنى الحجاب بالإضافة إلى ستر وجهها ويديها عن الرجال الأجانب، لأن محاسنها وجمالها هو في وجهها، والله سبحانه وتعالى يقول: { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } [ النور: 31 ] . ومعناه: هو أن ( الخمر ) : جمع خمار وهو ما تجعله المرأة على رأسها، ثم تنزله حتى يصل إلى جيبها. والجيب: هو الفتحة التي تكون على الصدر، هذا معنى: { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } ..
{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } [ الأحزاب: 59 ] . الجلابيب: جمع جلباب، والجلباب: هو ما تجعله المرأة على رأسها مرْخية له على وجهها، هكذا ينبغي، وهذا هو
( الحجاب ) .
والغرض من هذا كله: هو إبعاد المرأة المسلمة عن مواطن الفتنة ألا تفتتن بالرجال، وأن لا يفتتنوا بها فإن ( النساء شقائق الرجال )..
[ رواه أو داود 236 ، والترمذي 113 ، وأحمد 6/256 من حديث عائشة رضي الله عنها، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 2863 ]
والله سبحانه وتعالى أخبر عن نساء النبي، وهن أطهر قلوبا، وأعمق علما وأعظم من نساء وقتنا، والصحابة أَجَلّ وأفضل وأطهر قلوبا، وأعمق علوما من رجال زماننا. قال الله تعالى: { وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } ( الأحزاب: 53 ).
♣♣♣ والحجاب: وسيلة، والغاية من تلك الوسيلة هو محافظة المرأة على نفسها والبقاء على مروءتها، وعفافها، وإبعادها عن مواطن الشبه، وأن لا تفتتن بغيرها، وأن لا يُفتتن غيرها بها..
◘◘◘ قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) الأحزاب
◘◘◘ وقوله تعالى:
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى
◘◘◘ وقوله تعالى:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) مريم
وفي جميع سوَر القرآن الكريم تبين بوضوح إن الحجاب هو ما يحجب ويفصل ويمنع كليا عن الرؤية!!..
وفي الآية ( الأحزاب 53 ) فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ... وهي تختص فقط بنساء النبي وآل بيت النبي أمهات المؤمنين , وهن حالة خاصة وهن لا يُسمح لهن بالزواج بعد موت النبي ( صلوات الله عليه) ولا يجوز النظر المباشر إليهن إلا من وراء حجاب ( حاجز أو ساتر يمنع الرؤية(.
وكما هو واضح في الآية أدناه ( الأحزاب 32)
◘◘◘ قوله تعالى:
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب
◘◘◘ وكما في الآية أعلاه ( الشورى 51) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ... فلا يستطيع الإنسان أن يرى الله جل جلاله أبدا إلا من وراء حجاب... ومن مننا يستطيع أن يرى الله جل جلاله..!
وكذلك في قصة كليم الله سيدنا موسى ( صلوات الله عليه ) كان يستطيع أن يكلم وحي الله عز وجل من وراء حجاب. ولكنه لم يستطع أن يراه.. !
لأنه كان يكلمه من وراء حجاب .وكذلك أثناء خلق سيدنا المسيح عيسى
( صلوات الله عليه )
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) مريم
وهنا عندما جاء وحي الله جل جلاله من وراء حجاب لم تره سيدتنا مريم العذراء( صلوات الله عليها ) أبدا, لأنها أتخذت من دونهم حجاب ( حاجز أو ساتر )... فهي كانت تكلمه من وراء حجاب وقد صور لها أو تهيأ لها في هيئة بشر لم تره سيدتنا أم عيسى أبدا .
◘◘◘ وقوله تعالى:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) الأحزاب
وهذين الآيتين أعلاه حينما كان كُفار وسادة قريش يستهدفون أزواج وبنات النبي والمؤمنات بالأذى والإساءات والملاحقات وهن قد كن عُرضة للتسفيه والقتل..!
فقد أمر الله جل جلاله النبي بأن يتنكرن ويختبئن ويدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين.
◘◘◘ إن ما نراه اليوم من تحجيم وهتك لكرامات النساء وتحقيرها باسم الإسلام..! وتحويلها إلى بهيمة لا تفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال والإنسان والحيوان..!!! وتحويلها إلى إناء لتفريغ الشهوة والتسفيه ..!!! هو لا يمت إلى الدين والتشريع والإسلام بصلة..؟
◘◘◘ إن ما يسمى بحجاب المرأة اليوم ليس إلا بدع واختلاقات وافتراءات وطلاسم وتحريف للكلم عن مواضعه, وحق يراد به باطل..؟؟؟ من خلال أصحاب المرجعيان والأديان الأرضية المذهبية غير الشرعيين..؟
وكثير من النساء هن أنزه وأشرف وأطهر وأذكى من كثير من الرجال , ولا يجوز بأي حال من الأحوال تقييدهن والجور عليهن وقد كرمهن الله في جميع كتبه ورسالاته السماوية.
◘◘◘ فالمرأة مثلها مثل الرجل لها كافة الحقوق وعليها كافة الواجبات , وهي الوحيدة من يقرر كيفية ظهورها أمام الله وأمام الناس... ولا يحق لكائن من كان أن يُعرف المرأة بواجباتها..!
لأنها وللتاريخ أثبتت أنها أكثر جدارة وثقة واحتراما وشجاعة من كثير من الرجال.
♣♣♣ الحجاب الشرعي على نوعين : ظاهري و باطني :
♣♣ أما الحجاب الظاهري ، فهو الحجاب الذي أمر الله عز و جل الفتيات و النساء الالتزام بمواصفاته كساتر للبدن أمام الرجال غير الزوج و المحارم ، و قد أمر به في القرآن الكريم ، و أكدته أحاديث النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) .
الحجاب هو ستر الفتاة أو المرأة لكافة أجزاء بدنها ما عدا الوجه و الكفين عن غير الزوج و المحارم ، و لا خصوصية للجلباب في الحجاب إذا حصل الستر بغيره .
نعم يجب أن تتوفر في الساتر ( الحجاب ) الأمور التالية :
1- أن لا يكون مثيراً .
2- أن لا يكون ضيقاً بحيث يُظهر مفاتن البدن .
3- أن لا يكون رقيقاً بحيث يُرى من خلاله ما يجب ستره .
فإذا إجتمعت الأمور المذكورة في ما يستر البدن كان هذا الساتر حجاباً شرعياً ، حتى لو كان الساتر قميصاً و بنطلوناً واسعين .
و هنا لا بُدَّ أن نذَكِّر بأن ستر القدمين أيضاً واجب من الأجانب ، و لا فرق في ستره بالجورب أو بغيره .
و أنه كلما كان الحجاب محتشماً كان أفضل .
♣♣ أما الحجاب الباطني : فهو ما أمر الله عز وجل به الفتاة و المرأة كما أمر به الشباب و الرجال أيضاً في القرآن الكريم و أكدته أحاديث نبيه الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله )..
و المقصود بالحجاب الباطني هو ما يحجب الإنسان عن الرذيلة و الفساد و كل ما يسخط الله ، أي العفة و الحشمة و غض البصر ، و الحجاب الباطني هو الحجاب الذي يتعلق بسلوك الفتاة و المرأة ، و كذلك الفتى و الرجل ، و هو الأهم ، حيث أن كل من الحجابين مكمل للآخر ، و لا معنى للحجاب الحقيقي إلا بمراعاتهما معاً .
♣♣♣ وأما المراد بقوله تعالى: {إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [سورة النور: آية 31]، فالصحيح من قولي المفسرين أن المراد بما ظهر منها: زينة الثياب والحلي، فالمراد بذلك الزينة التي تلبسها المرأة لا زينة الجسم، وإنما المراد بالزينة الظاهرة الزينة التي تلبسها المرأة إذا ظهر منها شيء بغير قصد، فإنها لا تؤاخذ على ذلك، أما إذا تعمدت وأظهرته فإنها تأثم بذلك ويحرم عليها، فقوله: {إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [سورة النور: آية 31] أي: ظهر من غير قصد، فإذا ظهر شيء من زينة ثياب المرأة أو من حليها من غير قصد فإنها لا تأثم بذلك، ولكن إذا علمت بذلك وتركته أو تعمدت إخراجه وإظهاره فإنها تأثم لما في ذلك من الفتنة للرجال.
♣♣♣ فالإجماع أن المرأة لابد أن تغطي جسمها كله ما عدا ما ظهر منها، والذين استثنوا الوجه والكفان، الأمر الثاني أن يكون هذا الثوب الذي يغطي الجسم مما لا يشف ولا يصف، فلا يجوز للمرأة أن تلبس ملابس زجاجية، هذا ليس ستراً..
♣♣♣ النبي صلى الله عليه وسلم لعن النساء الكاسيات العاريات، ما معنى هذا، كاسية ولكن عارية، فالثوب يصف عما وراءه، أو يحدد مفاتن الجسم، كما هو الشأن في الملابس العصرية التي تقلد فيها النساء الموضات كما يقولون عنها.
♣♣♣ الرسول صلى الله عليه وسلم لعن هؤلاء الكاسيات العاريات ليدل على أنه ليس المهم أن تغطي الجسم، بل أن تغطيه بما لا يشف ولا يصف، أي يحدد مفاتن الجسم، وللأسف نحن الآن في الحضارة الغربية ثقافتها أن المرأة تلبس ما يجذب الرجال..
يجب ألا تفعل ما يجذب الرجال، لذلك قال تعالى (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) كانت تلبس (الخلخال) وتضرب به ليسمع الجميع، أو تتعطر ليشم الرجال ريحها، وهذا ممنوع، فلابد أن المرأة تلبس ما لا يصف ولا يشف، ولا تلبس ما يتميز به الرجال لأنه (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) ونهى الرجل أن يلبس لبسة المرأة، ونهى المرأة أن تلبس لبسة الرجل، ليظل لكل جنس من الجنسين خصائصه، لا يتخنث الرجل، ولا تسترجل المرأة.. ◘◘◘ يجب أن تظل المرأة بأنوثتها ويظل الرجل برجولته..
الإسلام لا يريد المرأة أن يكون كل همها جذب الرجل، كلها.
(الملابس مهمتها الستر (يا بني آدم أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى، ذلك خير)، الشيطان يريد أن ينزع عن الناس لباسهما ليريهما سوءتهما، فهذا من عمل الشيطان.
و في الختام نبتهل إلى الله و نقول : اللهم ارزقنا توفيق الطاعة و بُعدَ المعصية و صدق النية و عرفان الحرمة .
و على النساء بالحياء و العفة .