يسرنا أن نرفع لكم أخلص التهاني بمناسبة العودة إلى المدارس وبدء العام الدراسي الجديد
وبهذة المناسبة نغتنم الفرصة لتهنئة أبناءنا الطلاب في جميع مدارس جمهورية مصر العربية .
ونرجو أن يكون هذا العام عاماً يملؤه الإندفاع نحو التميز والتفوق والمثابرة ،
بجانب العزيمة والإصرار لبناء مستقبل مشرق .
لم يتبق في الإجازة الصیفیة سوى ساعات معدودة، ثم تبدأ سنة دراسية جديدة، حيث يستأنف الطلاب والطالبات العودة للمدارس، ويودعون فوضى الإجازة والسهر، وعدم التقيد بأوقات معينة للنوم، أو الطعام، والشراب، والسفر، ويبدءون مرحلة جديدة تتطلب كسر هذه الفوضى، في مطلع سنة دراسية جديدة تتطلب المزيد من القراءة والتحضير، والاستعداد اليومي للنشاطات الدراسیة المتعددة.
ويعد الجو الاجتماعي من أھم مقومات العملية التعلیمية، فالعلاقة التي تسود بين الطلبة مع بعضهم البعض، أو بينهم وبين معلميهم وإدارة المدرسة، علاقة تساعد على نجاح العملية التعليمية، وهي لا تكتمل إلا بتوفر الأجواء المريحة البعیدة عن التوتر والقلق والاكتئاب والعنف والتذمر، من خلال بناء علاقة وثيقة بين المدرسة والأسرة والطالب قوامها الحرص على المصلحة العامة.
لا بد للأمة المسلمة أن تضع التعليم في أعلى سُلم أولوياتها؛ صيانةً للنشء، وغرسًا للقيم النبيلة، وتعميقًا لروح الانتماء لتاريخ هذه الأمة العريق... ولنكن على يقين أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن من جدّ وجد، ومن زرع حصد، وأن غرسنا اليوم سنجنيه غدًا، إما نفعًا وخيرًا وازدهارًا واستقرارًا، وإما شؤمًا وخسارًا..
مع إشراقة عام دراسي جديد، ترجو الأمة منهم خيرًا كثيرًا، وتأمل منهم أن يكونوا على قدر المسئولية، وأن يكونوا في المستقبل ذُخرًا لأمتهم وعُدّة لبلادهم، وقبل كل ذلك ينفعون أنفسهم وأهليهم.
وإن طلب العلم النافع في شتى المجالات الدينية والدنيوية لهو من الأعمال المحبوبة عند الله -تبارك وتعالى-، فمن خرج في طلب العلم بنية خالصة لله سبحانه؛ ليرفع الجهل عن نفسه، ويساهم في نهضة أمته، وعزتها وتقدمها، فهو على سبيل صالح وعمل نافع يُؤجَر عليه بإذن الله –تعالى-.
كما أن طلب العلم وتحصيله يؤهل الطالب تربويًّا ويبنيه علميًّا، والعلم النافع يخلق أجيالاً صالحة مؤهلة لقيادة الأمة، وتحمل المسئولية، ويعمل على مواجهة الجهل الذي يفتك بالبشر، ويجرهم إلى الويلات والضلالات متى ما استسلموا له.
والعلم النافع مفتاح من مفاتيح التقدم الاقتصادي والرخاء المادي، ولا غرو، فالعلم يفتح أمام الإنسان غزو الفضاء، واكتشاف طبقات الأرض، ومعالجة الأدواء، ومقاومة الآفات، وفوق ذلك كله يعلّم الإنسان خشية الله والخوف منه، وكفى بهذا دلالة على فضله.
لا بد للأمة المسلمة أن تضع التعليم في أعلى سُلم أولوياتها؛ صيانةً للنشء، وغرسًا للقيم النبيلة، وتعميقًا لروح الانتماء لتاريخ هذه الأمة العريق... ولنكن على يقين أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن من جدّ وجد، ومن زرع حصد، وأن غرسنا اليوم سنجنيه غدًا، إما نفعًا وخيرًا وازدهارًا واستقرارًا، وإما شؤمًا وخسارًا..
إن الدول الغربية والحضارات الحديثة اهتمت بالتعليم وجعلته قضية أمن قومي، فأثمر ذلك حصادًا وفيرًا، ونهضة صناعية ضخمة، وازدهارًا في التجارة والصناعة، ورفاهية مادية، وبناء حضارة ذات مرود كبير على من يعيشون تحت ظلالها من أهلها ومن غيرهم.
إنهم لما سبقونا في التعليم والاهتمام به، ابتكروا وسموا المخترعات الحديثة بأسمائهم، وصنعوا ووضعوا أسماءهم على المنتجات، وصارت لهم الريادة والتقدم، وأصبحت الأمم الأخرى عيالاً عليهم... فهل وعينا خطورة التعليم وسوء آثار إهماله.؟!
إن الطالب المسلم بدًلا من أن يتعلم من مبادئ دينه الصدق، ومراقبة الله تعالى، والحرص على الاجتهاد، نراه يعتمد على الغش للأسف الشديد.. مما أنتج أجيالاً مشوهة، خالية الدسم والطعم واللون والرائحة، أشبه بمسخ، فلا دينه وقى، ولا لدنياه اكتسب.!!
إن المعلم عليه دور كبير في التنشئة والغرس والتعليم، ومتى جعل المعلم وظيفته رسالة سامية، يرجو من وراءها الأجر من الله تبارك وتعالى، بارك الله له في رزقه ونفع به، ومتى رأى عمله سبيلاً للاسترزاق، فقد فاته أجر كبير، إذ لا مانع من الجمع بين الاحتساب والاكتساب، وإنما الأعمال بالنيات.
وفي المقابل فإن على أولياء الأمور أن يحسنوا توجيه أبناءهم ويغرسوا فيهم النيات الحسنة لطلب العلم، ويوجهونهم لحسن التعامل مع المعلمين والإدارة التعليمية، ويحثونه على الحفاظ على المباني والمنشآت، وقبل ذلك كله على حثهم على جعل طلب العلم بابًا للحصول على رضا الله تبارك وتعالى.
كما أننا ننصح ونقول لأبنائنا الطلاب .
1ـ الحضور من أول يوم دراسي وعدم الغياب .
2ـ الحضور مبكراً للمدرسة وعدم التأخر .
3ـ ضرورة الجد والمثابرة من أول يوم دراسي لكي لاتتراكم الدروس .
4ـ الإلتزام بالآداب والأخلاق الحسنه.
كما أن هناك عدة نصائح وإرشادات للأولياء الأمور لتفادي المشكلات النفسیة والاجتماعیة التي قد يتعرض لها الطلاب مع بداية العودة للمدارس.
عدم التأفف والتذمر أمام الأبناء من المدرسة، والبعد عن التلفظ بألفاظ تؤدي إلى تكوين صورة سلبیة للمدرسة، وترديد الكلمات التي تؤثر على صورة المدرسة مثل: (المدرسة بدأت وارتحنا منكم)، أو (يا ريت ما في عطلة خلینا نرتاح).
الاستفادة من تجارب السنة الدراسية الماضية، وتفادي الأخطاء السلوكية أو التعليمية التي حدثت مع الأبناء، وتجاوزھا ومنع تكرارھا.
استمرار التواصل مع الأبناء وتذكيرھم بالاستعداد والتحضير الدائم للدراسة، والقيام بالواجبات الدراسية المتعددة، واعتبار أن أول يلتحق فيه الأبناء في الدراسة مثل آخر يوم، وكل يوم في المدرسة هناك مهارات وتحضيرات وواجبات دراسية تختلف عن اليوم السابق، والتسلح بالحكمة النبیلة (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).
تعاون الأهل الدائم مع المدرسة (إدارة ومعلمين)، والتأكيد على الأبناء بالالتزام بأنظمة وتعليمات المدرسة، وعدم الغياب عن المحاضرات أو الامتحانات، واحترام المعلم والمعلمة، وعدم المشاغبة أثناء الحصة التعليمية، وبناء صداقات مع الطلبة قائمة على التعاون والتسامح والتكافل والتنافس الشريف في مجالات الدراسة. والتأكيد على دور المعلم في العملية التعليمية وتفاعله مع الطلبة، والاستماع إلى ملاحظاتهم، والتعامل معهم باتزان ولطف ومحبة، واستخدام وسائل تعليمية متعددة في شرح المناهج الدراسیة؛ لضمان استيعابها من قبل الجمیع ومراعاة الفروق الفردية بین الطلاب.
تذكير الأبناء بالمحافظة على ممتلكات المدرسة، واعتبار أن أي أداة من الأدوات التعليمية أو الخدمیة الموجودة في المدرسة هي جزء من ممتلكات المنزل ومن ممتلكات الأسرة، ويجب المحافظة عليها، وعدم السماح لأي طالب في المدرسة بالقيام بتخريب المرافق والخدمات.
حضور الأهل لمجالس الآباء والأمهات، وعدم التكاسل والتقاعس عن حضورھا، فهي تزود الأهل بمعلومات ومهارات مفیدة في التعامل مع أبنائهم، وخاصة عن مواھب وإبداعات قد لا يعرف الأهل عنها، ويمكن تنميتها واستثمارھا بشكل يعود بالفائدة على الأبناء والمدرسة والأسرة والمجتمع والوطن، فالمدرسة لیست مكاناً لتحفيظ النصوص وتعليم الكتابة والقراءة، فمهمتها بناء شخصية متكاملة للطلاب في مختلف المجالات الإنمائية والفكرية والإبداعية.
الاستيقاظ المبكر وتدريب الأبناء على الاستيقاظ المبكر، والاستعداد للذھاب للمدرسة، وفي ھذه الحالة نؤكد على ضرورة اتباع الأهل لمهارة فن إيقاظ الأبناء من النوم، ويفضل أن يكون الإيقاظ قبل ساعة من الذھاب إلى المدرسة، والابتعاد عن الصراخ والتهدد أثناء الإيقاظ، ويفضل أن يكون بطريقة ودودة.
تفقد الحقائب المدرسیة باستمرار، والتأكد من خلوھا من بقايا الأطعمة والسندويتشات، وقراءة الملاحظات التي يدونها المدرسون في دفاتر المذكرات، أو سجل الطالب الذي يعد من الطرق المتبعة في التواصل بين الأهل والطلبة والمدرسين.
جلوس الأهل مع الأبناء ومحاورتهم، والاستماع إليهم وإلى ملاحظاتهم، ومتابعة تحصيلهم الدراسي أولاً بأول.
سائلين المولى عزوجل أن يجعله عاماً سعيداً وموفقا على الجميع .
ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كل عام وانتم بخير .