أيها المصريون ..
دعونى أناشد نفسى وإياكم وأقول لكم أيها المصريون.. أفيقوا من أكناف الماضى..
ولا تحاولوا أن تعيدوا حساب الأمس وما خسرنا فيه..
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا .. نهمل ما نحن فيه ونقف كثيرا على الأطلال البالية التى سكنتها الخفافيش وعرفت طريقها الأشباح...مامضى فات ولا يبقى إلا ما نحن فيه وقد يكون لحظات لا نملك أكثر منها..ولئن أجتمعت الجن والأنس على إعادة ما مضى ما أستطاعوا لألى اللبن المسكوب ؟؟!!
ولماذا أنتم مصرون فى ن هذا هو المحال بعينه. .
فإلى متى سنظل نبكى عأكناف الماضى ؟؟
وتنسون الحاضرالذى هو بأيدينا الأن !!
ولماذا نؤجل سعادتنا إلى مستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي وهو الأحتمال الأرجح !!
لقد تعودنا أن نعيش الأمس لفترات طويلة قد تصل إلى طوال العمر أحيانا..
دائما ننسى أننا فى حاضر قد ينفذ فى لحظات وربما لم نلحق بالمستقبل وأن الماضى لن يعود وأن ما خسرناه ما هو إلا أوراق تبلى مع أثار الزمان..
لقد تعودنا أن نعيش أحزاننا حتى صارت جزءا منا وصرنا جزءا منها..
إن الذين عانوا سنوات ظلام آن الأوان أن يعيشوا سعادة هذا اليوم ولا تقلبوا فى ظلمات الماضى الأليم ..
نعم إن ماعشناه جميعا من سنوات الظلم والفساد قد يفرض علينا هذا الشعور مما يجعلنا نتألم أسفا وحبا لهذا الوطن ولاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة.
إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة وأن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه. ويقول دانتي في هذا السياق: فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى وإن اليوم هو الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا. كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال: لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل. فإلى متى ستظل العقول تتحرك فى مربع أضلاعه فلول..وأحزاب..ومسيرات..ومليونيات؟؟!!
ألم يأن للذين يعقلون الأمور أن التفكير فى الإصلاح أهم من البحث فى غيابات مضت....
أن ما يستحق الذكر الأن أن نحسن فيما بقى لنا أننا إذا أسأنا فيما بقى أخذنا بما مضى وما بقى مع أعتبار أن الخلاص الوحيد الآن أن نقوم بإغلاق ملف الماضى بإحكام ولا نعيد حساب الأمس وما خسرنا فيه ، وأن ننسى أحلامنا الضائعة...ونحاول أن نجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد لغد مشرق نأملة جميعا ولا ننسى أن المسئولية كبيره تحتاج إلى جهد وتكاتف الأفراد والحكومات حتى نسير إلى الامام دون وقوف أو تراجع علما بأننا فى حاجه الى تحدى الصعاب والعمل الجاد إيمانا منا بأن الكثيرين لم يصلوا الى القمة إلا بعد أن ذاقوا الألام وذرفوا العرق والدموع وماعلينا إلا أن نتوجه بالدعاء إلى الله كي يرزقنا خير الحاضر فهو الخيرالوحيد الذي بوسعنا تناوله وأن يلهمنا جميعا الرشد والصواب فى وزن الأمور وإدارة الأولويات وأن يحى فينا العزيمة والإرادة القوية وإن يلهمنا سعة الصدر ورغبة فى العطاء الصادق لصاحب الفضل علينا جميعا ألا وهو الوطن بإستشعارنا المسؤولية والمساهمة في رفع شأن هذا الوطن والحفاظ على أمنه وأستقراره وكفانا عتابا على الماضى مهما كانت ألامنا فإن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة ونحن في سباق مع الزمن, فلنتكاتف جميعا يدا واحدة لإحياء ثورة حقيقية لنبث شعاعاً من النور يمحى ظلام الماضى أملين أن يتغير الحال ونتذوق معا معنى الراحة الحقيقية قبل فوات الأوان, وختاما اذكر نفسى وإياكم بقول الشاعر فاروق جويدة لمصرنا الحبيبة
رغْمَ إنطفاءِ الحُلِم بين عيـــــــــــوننا **سيعودُ فجرُكِ بعدَ طول غيـــــــابِ..