هناك بعض الناس تنسى أن الكلمات ليست ملكه وحده و أن الرصاص متبادل
فإن انطلقت كلمتك صدتها كلمتي
و لن تنتهي الكلمات و لكن ستزيد الصراعات و الأحقاد
فهل هذا من الإسلام ..؟
قال الله سبحانه و تعالى:
(ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم)
سورة القلم:10-11
هماز تعنى : طعان في الناس
فإن كانت الكلمة جارحة و تخوض في الأعراض
و تؤذى الشرف و العرض قبل الفرد
فهل هذا فعل مسلم ..؟؟
هل نسينا قول الله سبحانه و تعالى
(ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) الحجرات:12
اللسان نعمة وهبنا الله إياها
هناك بشر لا يستحقون تلك النعمة
فهي لهم نقمة يؤذون بها العباد
و يقطعون الأرحام و يخوضون في الأعراض
و نسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
♣♣ أتدرون ما الغيبة ..؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: ذكرك أخاك بما يكره.
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول..؟
قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
و لا يلجأ إلى الإشاعات والغيبة إلا من سفه نفسه
و قلت همته و ضعفت عزيمته
فلكى يصل إلى ما لا يستطيع يهدم من
استطاع أن يصل قبله
و بما أن الضعف أساسه و الجبن أصله
فلا يجد إلا الغيبة و النميمة و الإشاعة سلاحا له
وهو كاذب
قال ابن مسعود: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقام رجل (أي غاب عن المجلس) فوقع فيه رجل من بعده.
فقال النبي لهذا الرجل: "تخلل"
فقال: ومم أتخلل..؟ ما أكلت لحما.
قال: (إنك أكلت لحم أخيك).
هناك من لا يحب الخير لغيره
بل يقتله الحقد فيبعثر الكلمات كما تطلق الرصاصة
ربما يصيب شيئا أو يزعج شخصا
و تكون كلماته كريح نتنة تؤذى الصالح قبل الطالح
فلا ندرى هل نسى أن المسلم من سلم الناس من يده و لسانه
وعن جابر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فهبت ريح منتنة
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أتدرون ما هذه الريح.. ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين).
وقال: (شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب).
♣♣ و خلاصة القول في قصة صغيرة و هي
دخل رجل على عمر بن عبد العزيز
فذكر له عن شخص آخر شيئا يكرهه.
فقال عمر: إن شئت نظرنا في أمرك،
فإن كنت كاذبا فأنت من أهل
هذه الآية:
(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
وإن كنت صادقا فأنت من أهل
هذه الآية:
(هماز مشاء بنميم)
وإن شئت عفونا عنك.
قال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبداً
فلا أدرى أيها المسلم
(و أقول لكل مسلم لكي تتذكر ما فضلك الله به من نعمة)
أي من هذه الآيات تختار لنفسك
♣♣ أن تكون فاسقا
كما قال الله سبحانه و تعالى :
(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
♣♣ أم تختار أن تكون هماز مشاء بنميم
كما قال الله سبحانه و تعالى :
(هماز مشاء بنميم )
فأيهما تختار للسانك
أن يكون
نقمة بالغيبة و النميمة و الإشاعة
أم نعمة بالكلم الطيب و التسامح و حسن الخلق ..؟
كما أن هناك قتل بالرصاص هناك قتل بالكلام
الكلمة التي تـنـطـلـق من أفـواهـنا
أحـيـانا ً تقـتل
هــل نفـكر قبـل أن نـتـحـدث مـع الآخرين.. ؟
هـل ننتقـي كلماتنـا باهتمام عندمـا نكـتـب للآخـريـن.. ؟
عندمـا نعاتبهـم
أو
عندمـا نحبهـم
أو
عندما نغار عليهم
أو
عندمـا نحتـج عليـهـم
الكلمة
سلاح خطير يجب أن نتعامل معهـا بكـل عناية وحـذر
حـتى لا نقـتل أحـدا ً ما
أو
تتسـب لـه بضـرر بالغ
أو
إعاقة نفسـية مزمنة
كم يقتل الصمت فينا من أشياء
ولكن ما يقتله الكلام أكثـر
كم مـن كلـمة قالت لصاحـبها دعـنــي
لـن نخسـر شيئـا ً حيـن نقـول كلمـة جميلة
ونخسـر كثيـرا ً حين تفلـت منـا كلمـة جارحـة
تحطـم قلـب
وتـؤذي نفـس
وتـتـرك بـصـمة مـؤلمة بالـذاكــرة
ومـخـزون قاســي مـــن الـذكـريـات الحـزيـنـة
نخسر إنسان
ربما لن تعوضه لنـا الحيـاة في الأيام القادمة
نخـسـر قـلـب
ربما لن نـجـد مثله
و فيما بـعـد
نخسر راحة ضميرنا وراحـة أنفسنا
والكثيـر مـن حسناتنا
♣♣ أقـــول♣♣
علينــــا
أن نعيد صياغة القديم
ونحاول فهـم معانيه مـن جديـد
علينــــا
أن نتمهل قبل الـشــروع بالقـتل بكلماتنا
علينـــا
أن نتمهل قـبـل أن نشـهـر سـيوف حـروفنا
إننـــي أتســاءل .... ؟
هل الذي قتلناه بكلماتنا قادر على المسامحة في كل الأوقات ؟
أظن أن لكــل قلب ولكل روح طــاقة معينـــة وحد معين
قد يفقد القدرة على المســامحة بعد نفاذها
هل لنا أن نتحكم ونراقب مسدسات أفواهنا وأقلامنا
حتى لا تنطلق منها كلمة قاتلة
وإن لم تقتل فلابد أن تجرح بعمق؟
نعم
... فهذا أمر سهل جداً ما إن حاولنا بجدية ...
إذاً إخواني / أخواتي
(علينــــا أن ننتقي من حروفنـــا وكلمــاتنا الأجمل والأنقى والأصفـى)
لأننــــا نعيش وســطــ أنــاس
لهم من المشــاعر والأحاسيس الرقيقة الكثير والكثير
وأن لم نلمسها ظاهريـــاً
فهــــي موجودة في حنــــايا أرواحهم
وأرواحنــــا نحن أيضــــاً
والكلمة كالرصاصة
متى انطلقت
لا تعود
من روائع الإمام الشافعي
♣♣ إذا نطق السفيه فلا تجبه .. فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه .. وإن خليته كمدا يموت..
♣♣ إذا سبني نذل تزايدت رفعة و ما العيب إلا أن أكون مساببه
و لو لم تكن نفسي علي عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه..
♣♣ قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم .. إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف .. وفيه أيضا لصون العرض إصلاح..
أما ترى الأسْد تُخشى وهي صامته..؟.. والكلب يـُخسَا لعمري وهو نباح..
♣♣ يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا..
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحتراق طيبا..