منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
الإسلام دين التسامح  .! 3pekd110
الإسلام دين التسامح  .! 55958214
مرحبا بك عزيزي
في منتديات رجب الأسيوطى
أنت زائر لم تقم بالتسجيل بعد
عليك القيام بالتسجيل الآن

الإسلام دين التسامح  .! Icon611
الإسلام دين التسامح  .! 908877404
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
الإسلام دين التسامح  .! 3pekd110
الإسلام دين التسامح  .! 55958214
مرحبا بك عزيزي
في منتديات رجب الأسيوطى
أنت زائر لم تقم بالتسجيل بعد
عليك القيام بالتسجيل الآن

الإسلام دين التسامح  .! Icon611
الإسلام دين التسامح  .! 908877404
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط

ديني - ثقافي- اجتماعي- سياسي- رياضي- ترفيهي- فني- تكنولوجي  
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
<
** أهلا وسهلا بكم أعضاءنا الكرااام ****سعداء بانضمامكم لمنتدانا *** كما ويشرفني استقبال آرائكم واقتراحاتكم بكل ما يخص المنتدى ** ضيفنا الكريم سلام الله عليك ,, نعلم جميعاً أن المنتدى مكان لتبادل المنفعة ولكي نفيد ونستفيد **** من فضلك ساهم بقدر المستطاع واجعل دورك فعال بالمنتدى على الأقل قم بشكر الشخص الذي استفدت من موضوعه .. فنحن نعمل جميعاً على نشر الفائدة فشارك في هذا العمل ولا تكتفي بالمشاهدة فقط ** أخي / أختي : إن القدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك إذا لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته وان دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فلن تكن أفضل إلا إن عملت جاهدا بنفسك وحركت إبداعاتك بنفسك لذلك اعمل لتصل لتنجح لتصبح حياتك أفضل وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك فتصبح حياتك أفضل .. قل إنني هنا . إن ذاتي هي كل ما أحتاجها . فجر طاقتك الكامنة.. اذبحْ الفراغ بسكينِ العملِ.. إنَّ أخطر حالات الذهنِ يوم يفرغُ صاحبُه من العملِ ، فيبقى كالسيارةِ المسرعةِ في انحدارِ بلا سائقٍ تجنحُ ذات اليمين وذات الشمالِ . كن كالنحلة تأكلُ طيِّباً وتصنعُ طيِّبا..ً لا تحسبِ المجد تمراً أنتَ آكلُهُ.... لنْ تبلغ المجد حتى تلْعق الصَّبِرا*** إن المعالي لا تُنالُ بالأحلامِ ، ولا بالرؤيا في المنامِ ، وإنَّما بالحزمِ والعَزْمِ ** كلمة الإدارة

{ رجب الأسيوطى} {. ♣♣♣ تعلن جمعية النهضة لتنمية المجتمع الخيرية بقرية الحمام مركز أبنوب محافظة أسيوط ♣♣♣ والمشهرة برقم ( 747 لسنة 2007 م ) ♣♣♣ عن قبول التبرعات العينية والنقدية وذلك بمقر الجمعية أو بالأتصال بالأستاذ / عصام محفوظ مجلى برقم محمول ( 01222237440 -ــ 01001358418 ) ♣♣♣أو التبرع برقم حساب ( 5050 ) بنك التنمية والائتمان الزراعي بقرية الحمام. وجزاكم الله خيرا ♣♣♣ }كتب: { يسعد منتدى قرية الحمام أبنوب محافظة أسيوط في تقديم التحية إلى كل الأعضاء النشطاء من خلال تميزهم وإبداعاتهم }: {♣ ♣ }: تابع القراءة{♣♣ }


 

 الإسلام دين التسامح .!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رجب الأسيوطى
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
رجب الأسيوطى


الدولة : مصر
علم الدولة : مصر
الأوسمة الأوسمة :
الإسلام دين التسامح  .! رابط صورة الوسام

الساعة :
عدد المساهمات : 659
نقاط : 1928
التميز والأيداع وأنتقاء المشاركات : 0
تاريخ التسجيل : 29/01/2012
الموقع : موقع متخصص للنهوض بمربى وتربية نحل العسل

الإسلام دين التسامح  .! Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام دين التسامح .!   الإسلام دين التسامح  .! Icon_minitimeالإثنين يوليو 14, 2014 7:58 pm



الإسلام دين التسامح  .! 128
الإسلام دين التسامح  .! 516
الإسلام دين التسامح  
◘◘◘ التسامح قيمة من القيم التي رسخها إسلامنا المجيد ، ورسختها شريعتنا الغالية .
وبالتسامح تتعاضد الأمة وتتكاتف وتتكامل وتتوحد .
وبالتسامح تشق طريقها بين الأمم ويعلى قدرها .
التسامح والتساهل والتيسير والوسطية قيم حث عليها الإسلام ، فالقرآن الكريم ملئ بالآيات التي ترسخ هذه القيم ، والسنة النبوية الشريفة مليئة بالأحاديث التي تقعد هذه القيم ، وهى مليئة أيضا بالمواقف التي تبين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متسامحا مع أهله ومع جيرانه ومع أصحابه ، بل مع أعدائه .
وهى مليئة أيضا بالمواقف التي كانت لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تدل على أنهم بلغوا أعلى درجات التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القيم .
◘◘◘ إن التسامح وفق المنظور الإسلامي، فضيلة أخلاقية، وضرورة مجتمعية، وسبيل لضبط الاختلافات وإدارتها، والإسلام دين عالمي يتجه برسالته إلى البشرية كلها، تلك الرسالة التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وتُرسي دعائم السلام في الأرض، وتدعو إلى التعايش الإيجابي بين البشر جميعاً في جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم.
فالجميع ينحدرون من (نفس واحدة)، كما جاء في القرآن الكريم:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾.(19) .
◘◘◘ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة قال عنه ربه عز وجل: (لقد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب: 21) لهذا لم يكتف النبي بمواقفه المتسامحة ولكنه دعا الناس إلى التسامح، وقد جعل الله تعالى الإسلام (كتاباً وسنة) شاملاً لكل أحوال الناس ولكل الأزمنة والأمكنة حفاظاً على روح الحب ونشر ثقافة التسامح بين الناس، فيأتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليعبر عن ذلك خير تعبير فيما رواه الطبرانى عن ابن عمر مرفوعاً وموقوفاً (من نظر إلى امرئ نظرة يخيفه فيها في غير حق أخافه الله يوم القيامة) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) ، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أشار إلى أخيه بحديدة لم تزل الملائكة تلعنه حتى يضعها وإن كان أخاه لأبيه وأمه) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (من مر في أسواقنا أو في مساجدنا ومعه سهام فليمسك بنصالها حتى لا يصيب أحداً من المسلمين).
◘◘◘ أن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه المتعددة بين ما يجب على المسلم تجاه أخيه المسلم حتى يكون مصدر سلام وسماحة بين الناس.
الإسلام دين التسامح  .! 323
◘◘◘ التسامح في القرآن الكريم◘◘◘
إن الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقدمه ذلك التقدم الملحوظ حمل بين طياته قوانين عدة مهمة عملت على نشره في شتى أرجاء العالم الأكبر.
فمن أشهر هذه القوانين المهمة التي كان لها الدور الأكبر والطائل في تقدم المسلمين في مختلف الميادين هو قانون: اللين واللاعنف والتسامح الذي أكدت عليه الآيات المباركة فضلاً عن الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.
ففي القرآن الكريم هناك أكثر من آية تدعو إلى اللين والسلم ونبذ العنف والبطش.  
◄(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) .
◄يقول: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا).(سورة الفرقان/ 63.).
◄ويقول: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).(سورة العنكبوت/ 46.).
◄ويقول: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).(سورة الأعراف/ 199.).
◄ويقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).(سورة آل عمران/ 159).
◄ويقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (سورة النور/ 22.)..
◄ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) (المؤمنون:96).
◄(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34) .
◄(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53).
◄(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) (الغاشية:21) (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:22)
◄(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90).
◄(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).
◄(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118)
◄(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256) .
◄(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8 ) .
◄(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108) .
◄ (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108) .
◄ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:94) .
◄ (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات:7)
◄ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107).  
الإسلام دين التسامح  .! 225
◘◘◘ القرآن والتسامح◘◘◘
يقول الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) [ الحجرات / 13 ].
فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية  أنه خلق الناس جميعا من نفس واحدة وهى آدم ، وجعل من هذه النفس زوجها حواء ، ثم جعل الله شعوبا ـ وهى بطون الأعاجم ـ وقبائل ـ وهى بطون العرب ـ فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء عليهما السلام سواء ، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية ، وهى طاعة الله تعالى ومتابعة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .
وقد خلق الله الناس على هذه الصفة ليحصل التعارف بينهم ، وجعل الله التفاضل عنده سبحانه وتعالى بالتقوى لا بالأحساب ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ) [أخرجه البخارى عن أبى هريرة].
◄وقال أيضا : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ).
◄وقال أيضا : (كلكم بنو آدم وآدم من تراب ... )[أخرجه مسلم عن أبى هريرة .].
◄ويقول الله تعالى : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) [هود/118 ، 119].
فلو شاء الله تعالى لاضطرهم إلى أن يكونوا أهل أمة واحدة أي ملة واحدة ، وهى ملة الإسلام ، ولكنه سبحانه وتعالى مكنهم من الاختيار الذي هو أساس التكليف ، فاختار بعضهم الحق ، واختار بعضهم الباطل ، فاختلفوا لذلك ، إلا ناسا هداهم الله ولطف بهم ، فاتفقوا على دين الحق  .
◄ويقول الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) [ البقرة / 256 ].
فالله عز وجل لم يجعل الأيمان إلا قائما على الاختيار ، فقد أمر الله عز وجل ألا يكره أحد على الدخول في الإسلام .
◄وقال تعالى :
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) [ الممتحنة /8 ] .
فقد أمرنا الله عز وجل أن نبر بهؤلاء الذين يخالفوننا في العقيدة ، ورخص لنا في أن نصل من لم يجاهر منهم بقتال المؤمنين أو بإخراجهم من الديار .
◄ويقول الله تعالى : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى أخدان ...... ) [ المائدة / 5 ].
فقد أحل الله عز وجل ذبائح أهل الكتاب ـ وهذا أمر مجمع عليه ـ وكذلك أحل الله عز وجل الزواج من الحرائر والعفائف من أهل الكتاب .
وهذا يدل على أن القرآن الكريم أحل التعامل مع الغير حتى في أدق الأمور وأخصها ، فأباح الطعام ، ويدل هذا على الاختلاط بينهم ، لان الطعام لا يكون إلا في البيوت عادة ، كما أباح الزواج ، وهذا يدل على الاختلاط فيه بأدق معانيه ، والبر في أحسن صوره .
◄ويقول الله تعالى :
( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) [ الانعام / 108 ].
فبالرغم من أن سب آلهة المشركين في ذاتها تعتبر طاعة ، إلا أن القرآن نهى عن ذلك واعتبر ذلك معصية ، لأنها تكون مفسدة في هذه الصورة ، وذلك كالنهى عن المنكر فإنه طاعة ، بل من أجل الطاعات ، إلا أنه اذا علم أنه يؤدى إلا زيادة الشر انقلب معصية ووجب النهى عنه
◄ويقول الله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ) [ النساء / 94 ].
وقد ورد عن ابن عباس : كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون ، فقال : السلام عليكم ، فقتلوه وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله فى ذلك هذه الآية ، قال ابن عباس : عرض الدنيا تلك الغنيمة .
فقد أمرنا الله عز وجل أن نسلم من ألقى علينا السلام ، ولا نعتدي عليه ، فقد جعل الله تحية الإسلام السلام ، فلا ينبغي علينا أن نغض الطرف عن هذه التحية ، ونعادى من يلقيها علينا .
◄ويقول الله تعالى : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون) [ الجاثية / 14 ].
فانظر إلى سماحة القرآن الكريم التي تتسع المعادى للدين الإسلامي فشملت الذين لا يرجون لقاء الله ولا يرجون الآخرة ، فهؤلاء طلب منا القرآن الكريم أن نسامحهم وأن نغفر لهم ، وأن نعفو عنهم ، ثم يكون الجزاء والحساب في الآخرة .  
الإسلام دين التسامح  .! Get-1110
◘◘◘ الإحسان في القرآن الكريم ◘◘◘
◄فقال تعالى : ( .... وقولوا للناس حسنا ... ) [ البقرة / 83 ].
آي قولوا للناس قولا حسنا .
◄وقال تعالى ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) [ البقرة / 112 ].
فبين سبحانه وتعالى أن الإحسان بعد إخلاص النفس لله تعالى وحده بالعبادة له الأجر الذي لا يخشى بعده خوف ولا حزن .
◄وقال تعالى : ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) [ البقرة / 195 ].
فأمر تعالى بعد الإنفاق في سبيل الله ، والبعد عما يؤدى إلى الإهلاك ، وهو ترك الجهاد وطلب بعد ذلك الإحسان .
◄وقال تعالى : ( فأثابهم بما قالوا جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) [ المائدة /85 ] .
فجعل الله جزاء هؤلاء المحسنين الجنة بأنهارها وخلودها .
◄وقال تعالى : ( ..... ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى ) [ النجم / 31 ].
◄وقال تعالى ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) [ الرحمن / 6 ].
◄وقال تعالى : ( ... إن رحمة الله قريب من المحسنين ) [ الأعراف / 56 ].
فقرر سبحانه وتعالى أن الرحمة قريبة من هؤلاء الذين أحسنوا في حياتهم .
وقرر القرآن أن المحسنين لا يضيع أجرهم أبدا
◄قال تعالى : ( واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) [ هود / 115 ].
◄وقال تعالى ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) [ الكهف / 30 ].
ووعد الله المحسنين بالبشرى ، فقال تعالى : ( وبشر المحسنين ) [ الحج / 37 ].
◄وقرر القرآن معية الله للمحسنين ، فقال تعالى : ( وإن الله لمع المحسنين ) [العنكبوت/69].
وقد أمرنا القرآن الكريم أن نجادل الذين يخالفوننا في العقيدة بالتي هي أحسن ، فقال تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) [ العنكبوت / 46 ] .
الإسلام دين التسامح  .! 56710810
◘◘◘ آيات العفو في القرآن الكريم ◘◘◘
ذكر العفو  في القرآن الكريم في حوالي خمسة وثلاثين موضعا .
والعفو صفة من صفات الله عز وجل ، فهو العفو الغفور .
◄قال الله تعالى ( ولقد عفا الله عنهم ) [ آل عمران / 155 ].
◄وقال الله تعالى ( عفا الله عما سلف ) [ المائدة / 95 ].
◄وقال تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) [ الشورى / 25 ].
وقد أمرنا الله عز وجل أن نحتذى هذه الصفة ، وأن يكون العفو سلوك المؤمن الصالح .
فأمرنا أن نعفو وإن كنا نملك الجزاء .
◄قال تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) [ الشورى /40].
فمن عفا عن من ظلمه وأصلح ما بينه وبين من عفا عنه فإن الله عز وجل يكافئه بالأجر .
وجعل العفو أقرب شئ من التقوى ، وذلك في مجال الزواج والطلاق ،  
◄قال تعالى ( إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير ) [ البقرة / 237 ].
فقد ذكر الله عز وجل في بداية الآية ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ) فيجب للمرأة اذا طلقت قبل المسيس أو الدخول النصف ، ويرجع النصف الآخر للمطلق ، ثم قال سبحانه وتعالى ( إلا أن يعفون ) أي لكن أن يتم العفو من الزوجات فيتركن للازواج هذا النصف ( أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح ) وهو الزوج فيترك كل المهر ، ثم قرر أن العفو أقرب للتقوى . فندب إلى العفو من الجانبين الزوج والزوجة . هنا يجعل الله العفو والتسامح أساسا في معاملة كل واحد مع الآخر وان كان بينهما ما بينهما من شقاق .
◄فقال تعالى ( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ) [النساء/ 149 ].
وهنا يتحدث القرآن الكريم عن إظهار الخير أو إخفائه ـ بأن يعمل سرا ـ أو العفو عن الظلم كل ذلك سبب لعفو الله ومغفرته .
◄قال تعالى ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) [ التغابن / 14 ].
◄وقال تعالى ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) [النور/22].
◄وحث على العفو بكظم الغيظ ، فقال تعالى ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) [ آل عمران / 134 ].
فيتحدث القرآن عن الذين ينفقون في طاعة الله في اليسر والعسر ، ويكظمون غيظهم مع قدرتهم ، ويعفون عن من ظلمهم ويتركون عقوبتهم ، فإن هذه الأفعال سبب للإثابة والمغفرة ، ويكون الإحسان بهذه الأفعال .
وقد أوصى القرآن الكريم بأن ندفع ونرد ونجازى السيئة بالحسنة ووعد الله عز وجل بأن من فعل ذلك كان له عاقبة محمودة .
◄فقال تعالى ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ) [ الرعد / 22 ].
◄وقال تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصنعون ) [ المؤمنون / 96 ].
وقال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) [ الفرقان / 63 ].
فأمرنا أن نسالم السفهاء والطائشون .
◄وقال تعالى : ( ... ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم ) [فصلت / 34 ].
فبين لنا الله سبحانه وتعالى أن دفع السيئة بالحسنة بلا قسوة ولا غلظة ، يجعل بينك وبين من كانت عداوته ظاهرة ، كأنه صديق قريب مهتم بأمرك وشئونك .
الإسلام دين التسامح  .! 710
◘◘◘ التسامح في السنة النبوية ◘◘◘
في الكتب الصحيحة أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم تأمر بالتسامح والتساهل في أمور الحياة كلها ، كما أن في سيرته صلى الله عليه وسلم مواقف عظيمة لهذا التسامح مع غيره .
فأن معنى التسامح هو التساهل والمساهلة في كل جوانب الحياة لذلك جاء قول الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم : (رحم الله امرئ سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى).
إن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأهل بيته عليهم كانوا أبرز تجلٍّ ومصداق لسلوك منهجية السلام والتسامح في الأمة؛ فالرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى اله وسلم قائد الحركة السلمية اللاعنفية الأولى في تاريخ العالم.
 وهو صلى الله عليه وعلى اله وسلم حامل راية السلم والسلام لأنه يحمل للبشرية النور والهداية والخير والرشاد والرحمة والرأفة فيقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم : (إنما أنا رحمة مهداة) ، ويتحدث القرآن الكريم عن رسالته فيقول : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)(سورة الأنبياء:107) .، فأن الرحمة والسلم والسلام جاء بها الإسلام للناس كافة.
الإسلام دين التسامح  .! 616
◘◘◘ من تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم◘◘◘
◄لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم التسامح ويستعمله حتى مع المنافقين الذين يعرف أنهم كذلك، ومع أنهم يمثلون أعداء الداخل فلقد عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن أبي سلول مراراً، وزاره لما مرض، وصلى عليه لما مات، ونزل على قبره، وألبسه قميصه، وهذا الرجل هو الذي آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه يوم حادثة الإفك؛ فيقول عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتصلي عليه وهو الذي فعل وفعل.؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عمر، إني خُيّرت فاخترت قد قيل لي : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ)، ولو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت) أخرجه البخاري، فنسخ جواز الصلاة عليهم بقوله تعالى: (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ) [التوبة:84]، لكن التسامح لم ينسخ أبداً.
◄من مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم حينما همَّ أعرابي بقتله حين رآه نائمًا تحت ظل شجرة، وقد علَّق سيفه عليها، فعن جابر رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع (إحدى غزوات الرسول)، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلَّق بها سيفه، فجاء رجل من المشركين، وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلَّق بالشجرة فأخذه، فقال الأعرابي: تخافني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، فقال الأعرابي: فمَن يمنعك مني.؟  
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله، فسقط السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال: مَن يمنعك مني.؟
فقال الأعرابي: كن خير آخذ. فقال صلى الله عليه وسلم السيف: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.؟
قال: لا، ولكني أُعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس) [صححه ابن حبان].
◄غلظة الأعرابي وتسامح الرسول
عن أنس بن مالك قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني (عباءة) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة ـ [أي جذبه جذبة قوية] حتى رأيت صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته (تركت الجذبة علامة على عنق الرسول)، فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
◄تسامحه مع جاره اليهودي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوره جار يهودي، وكان اليهودي يحاول أن يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يستطيع خوفًا من بطش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فما كان أمامه إلا الليل والناس جميعاً نيام؛ حيث كان يأخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولما يستيقظ رسولنا الكريم فيجد هذه القاذورات كان يضحك صلى الله عليه وسلم، ويعرف أن الفاعل جاره اليهودي، فكان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يزيح القاذورات عن منزله ويعامله برحمة ورفق، ولا يقابل إساءته بالإساءة، ولم يتوقَّف اليهودي عن عادته حتى جاءته حمى خبيثة، فظلَّ ملازمًا الفراش يعتصر ألمًا من الحمى حتى كادت توشك بخلاصه.
وبينما كان اليهودي بداره سمع صوت الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الباب يستأذن في الدخول، فأذِن له اليهودي فدخل صلوات الله عليه وسلم على جاره اليهودي وتمنّى له الشفاء، فسأل اليهودي الرسول صلى الله عليه وسلم وما أدراك يا محمد أني مريض.؟؟
فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: عادتك التي انقطعت (يقصد نبينا الكريم القاذورات التي يرميها اليهودي أمام بابه)، فبكى اليهودي بكاءً حارًا من طيب أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتسامحه، فنطق الشهادتين ودخل في دين الإسلام.
◄اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي
لمّا اشتدّ بلاء قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاة ناصره أبي طالب، عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من سفهاء قريش ما عاناه؛ حيث إنّهم تجرّؤوا عليه وكاشفوه بالأذى، ونالوا منه ما لم ينل قومه في مكة.
وقد كان معه آنذاك زيد بن حارثة مولاه، فأقام بينهم في الطائف عشرة أيّام لا يدع أحداً من أشرافهم إلاّ جاءه وكلّمه.
فقالوا: أخرج من بلادنا، وأغرّوا به سفهاءهم، فأخذوا يضربونه بالحجارة حتّى اختضبت نعلاه بالدماء.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض فيأخذونه بعضديه ويقيمونه، فإذا مشى رجموه وهم يضحكون، بينما كان زيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتّى لقد شجّ في رأسه شجاجاً.
فعمد إلى الظلّ وانصرف عنه السفهاء، فأخذ صلى الله عليه وسلم يناجي ربّه ويدعوه بالدعاء قائلاً: (اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني.؟ إلى عدوّ بعيد يتجهّمني، أو إلى عدوّ ملّكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أُبالي، غير أنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك).
فإذا بجبريل عليه السلام ينادي ويقول إن الله قد سمع قول قومك لك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلّم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين (وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوبًا وشمالاً)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.  
◄وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يوصى به الأمة بالوصية بالقبط .
فعن عبد الرحمن بن شماسة المهدى قال سمعت أبا ذر رضى الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ..... ).
وروى أيضا عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما ).
وهذا يدل دلالة لا ريب فيها على سماحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أمره بالتسامح مع غير المسلم ، فقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلب المسلمون الوصية من أنفسهم بإتيان أهلها خيرا ، وأن نقبل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم إذا دخلنا مصر وأن نحسن إليهم ونقابلهم بالعفو .
ويخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا الولاة والحكام بهذه المساحة فهم على رأس من يفتح البلاد .
وقد تعددت مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في التسامح وكثرت ، وقد ضرب للمسلمين بهذه المواقف الأسوة والقدوة التي تحتذي في هذه الحياة الدنيا .
◄ فقد استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران في المسجد واستضافهم ، وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم متسامحا ومتساهلا في عرض الإسلام على غيره ، وترحيبه بالناس أيما ترحيب .
وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية غير المسلم ، فقبل هدية المقوقس له .  
الإسلام دين التسامح  .! 42574410
◘◘◘ هكذا التسامح في الإسلام◘◘◘ .
◄وعن أبى أمامه الباهلى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكنى بعثت بالحنيفية السمحة ).
وعن ابن عباس قال قيل لرسول الله أى الاديان أحب إلى الله ، قال (الحنيفية السمحة ).
◄وعن عاشئة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لتعلم يهود أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة ).
◄وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : (أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة ).
وفى هذه الأحاديث كلها يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين الإسلامي بأنه دين الحنيفية السمحة ، دين السماحة ، دين التساهل ، دين اليسر ، دين الوسطية ، دين الفسحة التي لا توجد في غيره من الأديان .
فأحب الدين إلى الله هذا الدين الذي هو مبنى على السماحة والتسامح .
وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلخص الدين كله في هذه الكلمة ( السماحة ).
وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول : إن كل ما في هذا الدين قائم على التسامح والتساهل .
وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول : إن عصب هذا الدين هو السماحة .
وكأنه يقول صلى الله عليه وسلم إن أوامر هذا الدين سمحة .
الإسلام دين التسامح  .! Images19
◘◘◘ من مواقف الصحابة التي تدل على التسامح ◘◘◘
◄ أنه مر أمير المؤمنين عمر بشيخ كبير من أهل الذمة يقف على الأبواب يسأل الناس ، فقال له : ما أنصفناك أن كنا أخذنا منك المال في شبيبتك وضيعناك في شيبك ، ثم أجرى عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه .
فهو موقف عظيم يدل على أن الإسلام يراعى مصالح الناس جميعا ، لا مصالح المسلمين فحسب ، فهو دين أصحابه يقفون بجوار من يحتاج ، بغض النظر عن عقيدته .
ومن المواقف أيضا انه اشتكت امرأة قبطية عمر رضى الله عنه من عمرو بن العاص رضى الله عنه ، والذي ضم بيتها إلى المسجد ، فأرسل إليه عمر ، وسأله عن ذلك ، فقال : إن المسجد ضاق بالمسلمين ، ولم أجد بدا من ضم بعض البيوت والدور المحيطة بالمسجد ، وعرضت على هذه المرأة ثمنا باهظا لأسترضيها وأشترى منها بيتها ، فأبت أن تأخذه ، فادخرته لها في بيت المال ، وانتزعت ملكيتها مراعاة للمصحلة ، فأمر عمر أن يهدم هذا الجزء من المسجد ، وأن يعاد بناء البيت كما كان لصاحبته .
هكذا يكون العدل بين المسلمين وبين غيرهم ، وهكذا يطبق الصحابة هذا المنهج ويصححون الأوضاع لما هو أفضل وأحق ، فالعدل هو الغاية والتسامح وسيلة إلى هذا العدل .
◄ومن مواقف التسامح لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لما فتحوا البلاد وأقاموا حكم الإسلام ، وأقاموا العدل في هذه البلاد لم يهدموا الكنائس التي كانت في هذه البلاد ، وإنما تركوها مراعاة لحرية العقيدة .
فعندما دخل عمرو بن العاص مصر فاتحا ، ودافع عن أهل مصر من ظلم الرومان الذين قتلوا وسفكوا دماء القبط وظلموهم ، فإن عمرو لم يأمر بهدم الكنائس ، وإنما تركها حرية لعقيدة أصحابها ، فلا إكراه في الدين ، والدليل على ذلك هذه الكنائس القديمة التي ما زالت موجودة حتى الآن .
◄ومن مواقف الصحابة أيضا قصة الرجل الذي سابق نجل عمرو بن العاص ، فلما سبقه غضب ولطمه أو جلده ، وقال له أنا ابن الأكرمين ، فلما اشتكى هذا الشاب إلى عمر بن الخطاب استدعى عمر بن الخطاب رضى الله عنه الرجل وابن عمرو بن العاص وعمرو بن العاص واستمع إلى كل ، ولما عرف الحق أمر الرجل أن يضرب الرجل ابن عمرو بن العاص ، كما ضربه وبذلك تحقق العدل . وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).
◄وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حروبهم لا يقتلون شيخا كبيرا ، ولا امرأة ، ولا وليدا ، ولا راهبا ، ولا يقطعون شجرة ....
فعن صالح بن كيسان قال : لما بعث أبو بكر يزيد بن أبى سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع خرج أبو بكر معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشى فقال يزيد : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إما أن تركب وإما أن أنزل فقال : ما أنت بنازل وما أنا براكب ، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله . يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها بأصناف من الطعام فسموا الله على أولها واحمدوه على آخرها ، وإنكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا على أنفسهم ، وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رؤوسهم مقاعد فاضربوا تلك الأعناق ، ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ، ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل ، ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز ، أستودعك الله وأقرئك السلام ، ثم انصرف .  
◘◘◘ وإذا نظرنا ودققنا النظر في سماحة الإسلام في شخص النبي - صلوات الله وسلامه عليه - لوجدْناها تتجلى في أحسن صُوَرها حينما فتح مكة، فقال لأهلها الذين آذوه أشد الإيذاء: (ما تظنون أني فاعل بكم.؟)، قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال لهم - صلوات الله وسلامه عليه  (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ، نِعْم السماحة، ونِعْم العفو عند المقدرة.
◘◘◘ الإسلام دين يدعو إلى العفو والصفح عند المقدرة، وأنَّ من يتسامح في حقه ويعفو، ويصفح عن المسيء إليه يكون نبيل الخلق، عظيمَ الشأن، متساميًا عن الدنايا؛ قال الله - سبحانه وتعالى: - ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].
فالإسلام يجيز أن ترد الإساءة بالمثل؛ فتعاقب المسيء بمثل ما آذاك به، ولكن المثل الأسمى في الإسلام أن تُحسن إلى من أساء إليك، وتعفو عمن ظلمك.
◘◘◘ وقد تعددت مواقف العلماء في التسامح وكثرت أيضا ، اقتداء بمورثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالعلماء ورثة الأنبياء ، واقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم المصابيح التي يقتدي بها في الطريق إلى الجنة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://kenanaonline.com/users/ragabalasuotie/
 
الإسلام دين التسامح .!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم لبس النقاب في الإسلام.؟
» الوسطية في الإسلام..
» المرأة فى الإسلام..!!
» الإسلام دين ودولة ..!!
» الإسلام دين الحضارة والبناء .!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية الحمَّام أبنوب محافظة أسيوط :: القسم الأسلامى :: أنصر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: