مستقبل الإسلام السياسي في مصر ..؟؟
ما هو مستقبل تيارات الإسلام السياسي بعد عزل الرئيس محمد مرسي..؟
هل هذه القوى السياسية انهزمت أم أنها تخوض معركة ثورية..؟
تبدو تيارات الإسلام السياسي في موقع حيرة، بعد ضياع حلم السلطة.. القيادات الإسلامية قيد الحبس وعلى ذمة تحقيقات، وبعضها هارب بينما تحاول قواعد هذه التيارات التظاهر في الشوارع، ولم يعد يرحب بهم.. خاصة وأن الشعارات التي يرفعها أنصار التيار الإسلامي تبدو مناهضة لحليفهم السابق الجيش المصري. بينما يبدو التيار السلفي الناجي الوحيد من هذه الحيرة بعد إعلان ذراعه السياسية حزب النور المشاركة في اللجنة، التي ستقوم بتعديل الدستور المصري المعطل ..
إن المستقبل المنتظر لهذه القوى في السياسة المصرية بعد عزل محمد مرسى.
وكوادرها وجمهورها، منقسمون بين الإحساس بالانهزام والفشل لأسباب كثيرة منها خلافات داخلية نتيجة خيارات التيارات الإسلامية، وبين الإحساس بخوض معركة ثورية مع "الآخرين" لا يمكن تجنبها"، - مع استثناءات قليلة - هو الشعور بالظلم الشديد والقسوة الشديدة والمرارة والتعرض لحملة واسعة لوصمهم بالإرهاب..
أن الانقسام الشديد خلف التوحد الظاهر، ينذر بأن التيارات الإسلامية تسير في اتجاه الانقسامات...
بعضها حادث بالفعل في صفوف حزب النور، الحزب السلفي الأهم، الذي انضم عدد كبير من كوادره وجمهوره لاحتجاجات الإخوان رغم الموقف الرسمي للحزب، الذي شارك في بيان 3 يوليو2013م
هناك شرخ أوسع في الشارع بين جمهور هذه التيارات والجمهور المعادي لها. الاشتباكات الأهلية تركت عشرات القتلى أيضا، وكل هذا يهدد أي عملية سياسية قادمة بشكل عام وليس فقط دور أي تيار، مما لا يبشر بأي عملية سياسية ذات معنى أو يمكن أن تحقق أي تقدم، خاصة مع تصعيد الإخوان الانتحاري ..
كما أن " التحالف الوطني لدعم الشرعية، هو مجرد اسم جديد للأشكال التنسيقية المستمرة بين التيارات الإسلامية منذ يناير 2011، في قلبه الإخوان وعلى هوامشه التيارات الأخرى00
كما يلعب الأزهر دوراً مركزياً أكثر من ذي قبل، حيث شارك شيخ الأزهر في بيان الجيش، وتمّ تعيين وزير الأوقاف من أعضاء مكتب الشيخ الطيب، وهناك توقعات بأن تلعب هذه المؤسسة دورا مركزيا أكبر، حيث قد يفجر وضعه المستقبلي في الدستور المعطل معركة أخرى..
كما كان هناك فترة من الانقسام بين قيادة الأوقاف وهيئاتها الموالين للإخوان وبين "النخبة التقليدية" الأزهرية التي اتخذت موقفا متحفظا من الإخوان، خلال فترة حكمهم، وهي الآن تساند النظام الجديد بوضوح، كما تساهم في دعم مواقفه السياسية والظهور في المساجد مع قائد الجيش ورجال الحكومة.
ومن المتوقع أن يحاول الأزهر والأوقاف استعادة السيطرة على المساجد ودفع الأئمة والخطباء غير المحسوبين على التيارات الإسلامية للأمام ، ولكن ذلك سيصنع معركة كبيرة، وهناك بالفعل رصد لعشرات الاشتباكات في مساجد كبيرة وصغيرة ، بين المصلين والأئمة أو المصلين وبعضهم البعض، أو ضد استخدام التيارات الإسلامية للمساجد في اجتماعاتها.. وهذه نذر من معركة أوسع للسيطرة على المساجد، خاصة في ظل المركزية القانونية لوزارة الأوقاف وحقها في الإشراف على كل المساجد في مصر".
وأن هناك اتجاه لجعل الأزهر هو المرجعية الوحيدة للإسلام حسبما أعلن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي حيث يوضح:"مركزية الأزهر/الأوقاف كانت أداة حاول الإخوان تطويعها لسلطتهم كلما أمكن، لكنها تعود- الآن- لقواعدها وتلعب معركتها التقليدية ضد هذه التيارات".
أن سقوط حكم الإخوان في مصر "يضيف محنة جديدة إلى تيارات الإسلام السياسي ككل، لاسيما أن الإخفاق هذه المرة وقع للجماعة الأم، وفي الدولة المركزية للحركات الإسلامية في الزمن الحديث والمعاصر"، حيث أن مشروع الإخوان تجسد شعار "الإسلام هو الحل" كما رأته الجماعة الأم وتصوره وتطرحه"، لكن سرعة سقوط الإخوان في تجربة الحكم، لا تعني أن معهم أغلب فصائل الإسلام السياسي، وأنهم سيعترفون بالخطأ الواقعين فيه، بل على النقيض من هذا أخذوا ينكرون ما جرى، ويغضون البصر عن عشرات الملايين من المحتجين في الشوارع ليسقطوا الإخوان عن الحكم، ويركزون فقط على نقطة تدخل الجيش، ليسوقوا الأمر على أنه انقلاب عسكري، بما يمهد الطريق أمام ما سيقولونه لاحقا من أن مشروعنا لم يُمنح الفرصة كاملة".
كما أن مستقبل هذه التيارات بعد عزل مرسى، قد يميل في الغالب إلى "الدخول في عملية تفاوض مع السلطة الجديدة بشكل يعيدهم للحياة العامة تحت طائلة المشروعية القانونية والشرعية السياسية، وخوضهم للانتخابات البرلمانية والمحلية وربما الرئاسية ويظهرون تسليمهم التام بما جرى،، لكنهم سيبطنون عكس ذلك من خلال تمويل وتحريك بعض التنظيمات التكفيرية التي تمارس الإرهاب لاستنزاف الدولة. ويتطلب الشق الأول من هذا الخيار الإبقاء على "حزب الحرية والعدالة" الذراع السياسية للإخوان تحت طائلة الشرعية، أما إذا صدر حكم قضائي أو غيره بعزل الإخوان وحل حزبهم، مثلما يطالب البعض، فإن الجماعة ستعود إلى ما كانت عليه قبل قيام ثورة يناير".