♣♣♣ النفس المطمئنَّة ♣♣♣
◘◘◘ النَّفْسُ لغةً
النَّفْسُ - نَفْسُ : الرُّوحُ . ويقال : خرجت نفسُه ، وجاد بنَفْسِه : مات . و النَّفْسُ الدَّمُ . يقال : دفَقَ نَفْسَهُ . و النَّفْسُ ذاتُ الشيء وعينُه . يقال : جاءَ هو نفسُه أَو بنَفْسِه . والجمع : أَنْفُسٌ ، ونُفوسٌ . ويقال : أَصابته نَفْسٌ : عَيْنٌ . وفلانٌ ذو نَفْس : خُلُق وجَلَد . ويقال : في نَفْسِي أَن أَفْعل النَّفْسُ كذا : قَصَدِي ومُرادي . وفلانٌ يؤامر نَفْسَيْهِ : له رأيان لا يَدْرِي على أَيِّهما يثبُت . المعجم الوسيط
◘◘◘ مُطْمَئِنٌّ لغةً
مطمئن - مُطْمَئِنٌّ : جمع [ ط م ن ]. ( فاعل مِن اِطْمَأَنَّ ).
1- ( مُطْمَئِنٌّ فِي مَخْبَئِهِ ) : مُرْتَاحٌ .
2- (مُطْمَئِنٌّ عَلَى مُسْتَقْبَلِهِ ) : مُرْتَاحُ البَالِ .
المعجم: الغني
طمأنَ يُطمئِن ، طمأنةً ، فهو مُطَمْئِن ، والمفعول مُطمأَن:
• طمأنه على النَّتيجة سكّنه ، أدخل إلى نفسه السَّكينة ( طَمأَنَهُ مديرهُ بأنه لن يفقد وظيفته ، - طَمأنه الطبيبُ على صحَّته ، - نبأ مُطَمْئِن ) .
◘◘◘ أنواع الأنفس ◘◘◘
1- نفس أمارة بالسوء.
2- نفس لوامة.
3- نفس مطمئنة
♦♦♦ أن لابن آدم ثلاث أنفس: نفس مطمئنة، ونفس لوامة، ونفس أمارة، وأن منهم من تغلب عليه هذه، ومنهم من تغلب عليه الأخرى،
ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (سورة الفجر: الآية 27)
وبقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (سورة القيامة: الآيتان 1،2)، وبقوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} (سورة يوسف: الآية 53).
والتحقيق: أنها نفس واحدة، ولكن لها صفات متعددة، فتسمى باعتبار كل صفة باسم، فتسمى مطمئنة باعتبار طمأنينتها إلى ربها؛ بعبوديته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والرضا به، والسكون إليه.
♦♦♦ وأما النفس اللوامة، وهي التي أقسم بها سبحانه في قوله: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} فاختلف فيها، فقالت طائفة: هي التي لا تثبت على حال واحدة؛ أخذوا اللفظة من التلوم، وهو التردد، فهي كثيرة التقلب والتلون، وهي من أعظم آيات الله، فإنها مخلوق من مخلوقاته تتقلب، وتتلون..
♦♦♦ وأما النفس الأمارة: فهي المذمومة، فإنها التي تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها، إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له، كما قال تعالى حاكيًا عن امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ َلأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ( سورة يوسف: الآية 53) ، وقد امتحن الله سبحانه الإنسان بهاتين النفسين: الأمارة، واللوامة كما أكرمه بالمطمئنة، فهي نفس واحدة تكون أمارة ثم لوامة ثم مطمئنة، وهي غاية كمالها وصلاحها، وأعان المطمئنة بجنود عديدة، فجعل الملك قرينها وصاحبها الذي يليها ويسددها، ويرغبها فيه.
♣♣♣ النفس الأمارة بالسوء ♣♣♣
إن كلام العلماء عن النفس الأمارة بالسوء مؤلم للغاية،فهذه النفس هي مأوى الشر في الجسد،وهي مستقر الشر، مستقر القبائح والرذائل.والله تعالى يصف نفساً تتكلم {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}..
♣♣♣ النفس اللوامة ♣♣♣
وهي النفس التي تكثر من اللوم لصاحبها، معنى ذلك أن صاحب هذه النفس يقع في الرذائل فتوبخه هذه النفس، وتندم وتستشعر الندم والتقصير في حق الله، يقول عنها الله سبحانه وتعالى(لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة )ونجد أمرا يدعو إلى التأمل، فهذه الآية هي في سورة القيامة، وكأن الله تعالى حين يحدثنا عن القيامة يربط بين اللوامة وبين يوم القيامة، فكل سورة القيامة من مطلعها إلى منتهاها تتحدث عن يوم القيامة، وفي الوقت نفسه تزلزل النفس من الداخل ، وتأمل قوله (لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه)وتتابع الآيات وهي تتحدث عن يوم القيامة (فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر) إلى قوله (أيحسب الإنسان أن يترك سدى )…وطوال السورة يبقى الحديث عن القيامة والنفس اللوامة ولذا تجد كثيراً من الناس يتأثرون بها ويحفظونها، ولارتباط النفس اللوامة بيوم القيامة، لذا بدأت السورة بعنوانها(لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة) ويقسم الحق تبارك تعالى بالاثنين معاً، يوم القيامة والنفس اللوامة، ولذلك فان النفس اللوامة هذه دائماً بحاجة إلى تذكر بالآخرة، فمن أراد أن تكون نفسه لوامة فليذكرها دائماً باليوم الآخر، ومن أراد أن تكون نفسه خائفة ومستعدة للقاء الله عز وجل في يوم القيامة، فليبقها نفسا لوامة، إن لام نفسه على الذنوب يتذكر يوم القيامة، وان تذكر يوم القيامة تصبح نفسه لوامة،الاثنان يؤثران في بعضهما كعلاقة طردية بينهما.
♣♣♣ النفس المطمئنة ♣♣♣
♦♦♦ فكما أن النفس الأمارة هي مستقر الشر، فان النفس المطمئنة هي مستقر الإيمان ومستقر الأنوار، وهذه النفس اعز على الله واحب إلى الله من الكعبة، لأنها مستقر الإيمان في الأرض،فهي نفس خاشعة، نفس متوكلة على الله، نفس واثقة في الله، نفس محبة لله، تأنس بالله وتشتاق إلى الله…والله تعالى يكرمها يوم القيامة وذلك كما اخبرنا ربنا في القرآن،يقول تعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) فلو اطمئن القلب تماماً، و أصبحت عادته الاطمئنان صارت نفسه نفساً مطمئنة.
♦♦♦ هي إحدى درجات النَّفس الإنسانيَّة، التي ترتقي بأعمالِها من حال النَّفس الأمَّارة بالسوء، حتَّى تصل إلى مرتبة الاطمِئْنان.
والطمأنينة: هي سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطِرابه وقلقه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم:- (البرُّ: ما اطمأنَّ إليْه القلب) ؛ أي: سكن إليْه، وزال عنه اضطِرابه وقلقه.
◘◘◘ وجعل الله - سبحانه - الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم، وجعل الغِبْطة والبشارة بدُخُول الجنَّة لأهل الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب.
والطمأنينة: سكونٌ يُثْمر السَّكينة والأمن.
والفرق بين الطُّمأنينة والسكينة: أنَّ الطمأنينة أعمُّ وأشمل، وتكون في العلم واليقين؛ ولهذا اطمأنَّت القلوب بالقرآن، أمَّا السكنية، فإنَّها ثبات القلْب عند هجوم المخاوف عليْه، وسكونه وزوال قلقِه واضطرابه.
والنفس المطمئنة: هي النفس التي سكنت واستقرَّت في مقام الاطمئنان والسَّكينة والأمن.
◘◘◘ فإن كثرة الذكر والصلاة من أسباب صلاح النفس، وترقيها في مراقي الإيمان. فالصلاة تعين على منع النفس من الفواحش كما قال الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
وأما الذكر فهو العاصم لها من تسلط الشيطان عليها كما في الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الألباني.
♦♦♦ وبقدر ما يجاهد العبد نفسه في التمسك بالطاعات، والبعد عن المنهيات يزداد إيمانه حتى تكون نفسه مطمئنة، خاضعة لله، راضية بحكمه الشرعي والقدري.
وقد قال ابن القيم: وأفرض الجهاد جهاد النفس, وجهاد الهوى, وجهاد الشيطان, وجهاد الدنيا, فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته.
♦♦♦ وقال أيضا: وقد ركب الله سبحانه في الإنسان نفسين: نفسًا أمارة, ونفسًا مطمئنة، وهما متعاديتان، فكل ما خف على هذه ثقل على هذه، وكل ما التذت به هذه تألمت به الأخرى، فليس على النفس الأمارة أشق من العمل لله، وإيثار رضاه على هواها، وليس لها أنفع منه، وليس على النفس المطمئنة أشق من العمل لغير الله، وما جاء به داعي الهوى, وليس عليها شيء أضر منه، والملك مع هذه عن يمنة القلب، والشيطان مع تلك عن يسرة القلب، والحروب مستمرة لا تضع أوزارها إلا أن يستوفى أجلها من الدنيا، والباطل كله يتحيز مع الشيطان والأمارة، والحق كله يتحيز مع الملك والمطمئنة، والحرب دول وسجال، والنصر مع الصبر، ومن صبر وصابر ورابط، واتقى الله فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكمًا لا يبدل أبدا: أن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين ..
◘◘◘ وتَمتاز النَّفس المطمئنة بالسَّكينة، والتَّواضع، والإيثار، والرِّضا، والصبر على الابتِلاء، والتوكل، وتَسير بمقتضى الإيمان إلى التوحيد والإحسان، والبر والتقوى، والصبر والتوبة، والإقبال على الله.
والنَّفس المطمئنَّة: هي النفس التي تجد أمْنَها وسكينَتَها مع ذكر الله؛ {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركَن إلى جانب الله، وتسكُن عند ذِكْره، وترضى به مولًى ونصيرًا.
◘◘◘ ثم يؤكِّد - سبحانه -: أنَّ اطمِئْنان القلوب لا يتمُّ إلا بذِكْره؛ ورُوي: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لرجُل: (قل: اللهُمَّ إني أسألُك نفسًا بك مطمئنَّة، تؤمن بلقائِك، وترضى بقضائِك، وتقنع بعطائك) ؛ أخرجَه الحافظ ابنُ عساكر.
والنَّفس المطمئنَّة: نفس متوازنة، متفاعلة، متكامِلة الجوانب، لا يغلب عليها الحسُّ، فتتصرَّف وفقًا لغرائزِها، ولا يطغى عليْها العقْل، فتتصرَّف وفْقًا لمقولات مجرَّدة منطقيَّة؛ إنَّما هي تتصرَّف وفْقًا لإرادةٍ حرَّة من خلال أشْكال جماليَّة: عمل فني، عمل أخلاقي، عمل علمي.
♦♦♦ قوله تعالى { يا أيتها النفس المطمئنة} لما ذكر حال من كانت همته الدنيا فاتهم اللّه في إغنائه، وإفقاره، ذكر حال من اطمأنت نفسه إلى اللّه تعالى. فسلم لأمره، واتكل عليه. وقيل : هو من قول الملائكة لأولياء اللّه عز وجل. و { النفس المطمئنة} الساكنة الموقنة؛ أيقنت أن اللّه ربها، فأخبتت لذلك؛
وقيل : المطمئنة بذكر اللّه تعالى { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} [الرعد : 38]. وقيل : المطمئنة بالإيمان، المصدقة بالبعث والثواب.
♣♣♣ صفات أصحاب النفس المطمئنة ♣♣♣
◘◘◘ الإخــلاص ◘◘◘
وللإخلاص علامات في نفسك لتعلم أأنت مخلصٌ أم لا، وهي:
♦♦♦ أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته . أي إنه ليس كثيــر التعثُر وأحواله ليست مضطربة أو متباينة، كما قال ابن الجوزي(. إنما يتعثر من لم يخلص).
♦♦♦ بذل المجهود في الطاعة .
♦♦♦ أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال . إلا على ما ينبغي إظهاره، مثل: الصلاة والدعوة والجهاد.
♦♦♦ الحرص الشديد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه . لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله يبذله لوجه الله .
♦♦♦ وجل القلب وخوفه من عدم القبول .
◘◘◘ متابعة الهدي النبوي ◘◘◘
فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي حذو القُذة بالقُذة، حتى تطغى محبته للنبي على حب المال والولد وحتى النفس . عن أنس قال: قال رسول الله (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [متفق عليه] وعلامة الإتباع: شدة الحرص على معرفة سُنَّتِهِ وأحواله وسيـرته، والإقتــداء به .
◘◘◘ الرضــا عن الله تعالى ◘◘◘
فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئنٌ ساكنٌ هاديء .. عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله (ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا) [رواه مسلم]
◘◘◘ شدة محبة الله تعالى وتعظيمه ◘◘◘
فقد صُبِغَت حياته بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعَمَ عليه يشكر ربِّه ويحمده على نِعَمهِ .. فهو سبحــانه ربٌّ ودودٌ يتودد إلى عبــاده الصالحين،
قال تعالى في سورة مريم: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
♦♦♦ وعلامات محبتك لله تعالى هي:
1- الأنس بالله تعالى في الخلوة .
2- التلذذ بتلاوة كلام الله .
3- كثرة اللهج بذكر الله .
4- موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره .
◘◘◘ الصدق ◘◘◘
لن ينفعك في التعامل مع الله سوى الصدق، والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا .. عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة(رواه أحمد وصححه الألباني، )
♦♦♦ وللصدق أنواع، هي:
1- الصدق مع الله تعالى، ويكون . صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا .وصدقًا في الأحوال؛ فلا تراوغ ولا تتلوَّن . وصدقًا في الأعمال؛ بأن تكون مُخلصًا لله تعالى مُتبعًا لهدي النبي صل الله عليه وسلم في أعمالك.
2- الصدق مع النفس . بأن يكون بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله . وأن ينصح نفسه؛ حتى لا تميـل مع الشهوات وتركن إليها . فيُحاسب نفسه قائلاً: يا نفسُ، أخلصي تتخلصي . واصدقي تصلي إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي عن الريب والشكوك،
3- الصدق مع الناس . فلا يظهر أمام الناس بوجه مُختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى.
♦♦♦ التقوى
♦♦♦ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
♦♦♦ الإحسان إلى عبـــاد الله .
♦♦♦ الولاء والبــراء .
♦♦♦ حُسن الخُلُق .
◘◘◘ سمات النفس المطمئنة ◘◘◘
ولكيْ تُحقِّق هذه النَّفس التَّوازُن والاستِقْرار، فلَهَا سمات تتَّسم بها:
♦♦♦ الوحدة في ملكاتِها، وعدم التَّنافُر بين فعلِها وإيمانِها الدَّاخلي؛ أي: بين الفعل والقوْل، الدَّاخل والخارج.
♦♦♦أنَّها نفس بسيطة، رقيقة، تلقائية، وبهذه الصِّفات تلمس الأشْياء بِحواسِّها الدَّاخليَّة، بِمعنى أنَّها تمتلِك نورًا بِداخِلِها، يبصِّرها بحقائق الأمور.
♦♦♦تتَّسم بالابتِكار والأصالة، فهي دائمًا متجدِّدة مُبدعة، تبتعِد فيها عن النَّظْرة الضيِّقة المحدودة.
♦♦♦ النَّفس المطمئنَّة نفسٌ حرَّة، لا تخضع إلاَّ لقانون الإنسانيَّة الفطري، الذي دعاها الله له في خاتم رسالته: "اقرأ"، فالقراءة: قراءةٌ لكلِّ ما في الوجود من أشياءَ وجبالٍ، وبحار وأناسٍ، وعلاقاتٍ، تُفْهَم جميعًا؛ لتثْمِر القراءةُ علمًا وثقافةً وفنًّا وفلسفةً، وشرْطُ القِراءة الحرِّيَّة.
♦♦♦ النَّفس المطمئنَّة نفسٌ راضية.
♦♦♦ من سماتِها: أنَّها لا تحكم على الآخرين، وتنشغِل بإصْلاح عيوبِها.
♦♦♦ لا تقبل أن تُجَرَّ وتندفع في مهاترات ومجادلات، توقعها في الخطأ في حقِّ النَّاس، مِن سبٍّ وشتائمَ وحُكْم خاطئ، يُفْقِدها طاقتَها النُّورانيَّة التي وهبها الله لها.
♣♣♣ الإيمان الجميل ♣♣♣
لا شك أنَّ النفس المطمئنَّة نفسٌ مؤمنةٌ إيمانًا جميلاً كاملاً، إيمانًا بالله خالق هذا الكوْن الجميل، واحترام قوانينه ورسائله التي أنزلها على الإنسان، والإيمان أوسع وأشْمل من إقامة بعض الشعائر وارتِداء بعْض الملابس، بل الإيمان هو إيمان بالله والحياة والإنسان، فهو العمْق الذي يبعدنا عن السطحيَّة والزيْف والخداع؛ لأنَّه تَجربة شعوريَّة جماليَّة، نؤمن فيها بِما نفعلُه، ونحقِّق فيها ما نُحبُّه، بلا أنانيَّة وبلا خداع.
♣♣♣ نحو نفس مطمئنة واثقة ♣♣♣
أيها الأخوة حينما خلق الله سبحانه وتعالى هذا الإنسان .. هذا المخلوق .. خلق فيه النفس والجسد والروح ..
وما كان للنفس أن تستقر حقيقة الاستقرار إن لم تطمئن الروح ..
وما كان لنفس أن تستقر أيضاً حقيقة الاستقرار إذا كان البدن مُعنّىً بأشياء يمكن علاجها ولم يستطع أن يتعامل معها ذلك الإنسان ..
وبهذه التركيبة الثلاثية. إن لم تتناسق وتتناغم هذه مع بعضها البعض فإن هذا الكيان سيضطرب ..
♦♦♦ إن علاجاتنا النفسية لن تكون كافية وحدها لطمأنينة ابن آدم .. إن لم يجتمع معها طمأنينة الروح ..
♦♦♦ أدعو إلى الدين بجانبه السلوكي .. وبجانبه الانفعالي .. وبجانبه المعرفي ..
♦♦♦ (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ).
♦♦♦ النفس لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها ..
♦♦♦ لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبّر عن ذاتها ..
♦♦♦ إن الإيثار أن تعطي وأنت قادر على المنع ..
إن التواضع أن تتنازل وأنت قادر على قول لا ..
هذا هو المؤثر الحقيقي .. هذا هو المتواضع الحقيقي ..
إن المتكبر في الأمة أهون خطراً من الضعيف الذليل الخائف..
♦♦♦ كيف أعرف نفسي واثقاً أو غير واثق ؟!!
♦♦♦ وجد أن التكامل لا يكون إلا حينما تتعانق النفس والروح .. ويتلاءم ذلك مع الجسد ..
لا يمكن أن تستقر النفس إن لم تطمئن الروح ..
إذن .. نحتاج إلى ماذا ..؟
إلى تزكية النفس ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
♦♦♦ وتزكية النفس ليس فقط بالأعمال الصالحة ، وإنما بالأخلاق الكريمة السامية .. إذن تجتمع الأخلاق ويتجمع الدين .. إذن في هذه المنظومة المتكاملة يكون ذلك الطرح الإسلامي الذي نريده في هذه الحياة ..
إذن .. نحتاج أن نفهم ذاتنا ..
♦♦♦ إذن النفس المطمئنة .. النفس الواثقة هذه مطلب ديني لك أيها الإنسان ..
مطلب لكي تحقق دين الله على الأرض ..
مطلب لكي تحقق لك السعادة لك أنت أيها الإنسان ..
مطلب لكي هي الطريق المعبّد بإذن الله أو واحد من الطرق المعبّدة إلى الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى إن كان معها صحة في المنهج ..
♦♦♦ إذن نحتاج إلى نفوس واثقة .. نحتاج إلى هذه النفوس والنبي صلى الله عليه وسلم أشار إليها في مواطن كثيرة : ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )
ما استقرت نفس إذا ما استقرت في علاقتها مع الله ..
ما استقرت في فهم حقيقة هذا الدين ..
ما استقرت في حقيقة معنى الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ..
وصل الله على سيدنا محمد وعلى أله صحبه أجمعين.