قال الله جلَّ جلاله فى محكم التنزيل .
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾[سورة الروم: 21]
♦♦♦ المودة هى السلوك المحبَّب الذي يشفُّ عن الحب العميق، أما الرحمة فهذا السلوك الأخلاقي، لو أن الإنسان انقطعت مصلحته من زوجته، إذا ذهب الود تبقى الرحمة، ولو أن امرأةً انقطعت أسباب مصلحتها من زوجها لكبرٍ أصابه، أو لفقرٍ طارئٍ ألمّ به، ماذا يبقى.؟
الرحمة، فكلمة المودة والرحمة كلمتان دقيقتان.
♥♥♥ أمر الدين الإسلامي بالزواج كسنة من السنن التي هي أساس البشرية، والهدف الاسمي منها هو عمارة الأرض بإنجاب الذرية الصالحة، كما ونهانا عن التبتل وهو ترك الزواج والعزوف عنه، والزواج احد سنن الأنبياء التي أشار لها النبي في العديد من مواضع الأثر، وهو سنة وأية من آيات الله في الكون، حيث قال الله في محكم التنزيل وهو اصدق القائلين مشدداً على الزواج (وَمِن آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).
♦♦♦ فالمرأة جعلها الله سكناً للزوج، لأنه يكمل فيها نقصه، والزوج جعله الله سكناً للمرأة، لأنها تكمل فيه نقصها، الرجل له خصائص عقليةٌ وجسمية، واجتماعية ونفسية، هي كمالٌ فيه، وكمالٌ في مهمته التي أنيطت به، والمرأة لها خصائص جسمية وعقلية، ونفسية واجتماعية، هي كمالٌ فيها، لعل جانب العاطفة يرجح عند المرأة، ولعل جانب العقل يرجح عند الرجل، فالرجل يكَمِّل بزوجته نقصه، فيسكن إليها، يجد في دفء عاطفتها الشيء الكثير، وهي تجد في عقله وبعد نظره وحزمه وقوَّته الشيء الكثير.
♣♣♣ هناك أدوار رسمها الله عزَّ وجل للرجال والنساء، فإذا تشبَّهت المرأة بالرجل، أو تشبه الرجل بالمرأة فقد فسدت الحياة .
♦♦♦ العلاقة بين الزوجين هي أقدس علاقةٍ على الإطلاق :
إنَّ العلاقة بين الزوجين هي أقدس علاقةٍ على الإطلاق، قال تعالى:
﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾
[سورة النساء : 21]
الميثاق الغليظ الخطير المُقَدَّس هو عقد الزواج، أقدس عقدٍ تبرمه في حياتك هو عقد زواجك مع امرأةٍ، جعلتها شريكة حياتك، ينبغي أن نسير عليه، ليس في الإسلام سفاحٌ إطلاقاً، ليس فيه إلا زواج، الله جلَّ جلاله يقول: ﴿ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾[سورة النور: 26].
♦♦♦ أي أنه ينبغي أن يكون الطيِّبون للطيبات، أي يا عبادي احرصوا أن يكون الطيبون للطيبات، هذا أمرٌ تكليفي، وليس أمراً تكوينياً، أي ينبغي، أي احرصوا، أي اجعلوا همَّكم أن يكون الطيبون للطيبات، وهذه مسؤولية الأب والأم، ومسؤولية الفتاة، ومسؤولية أبيها وأمها، الأب والأم للزوج، والأب والأم للزوجة مسؤوليتهم جميعاً أن يكون الطيبون للطيبات، لأن هذه شركةٌ عميقةٌ جداً، وهي دائمةٌ مدى الحياة، فإن لم يكن هناك توافقاً عقلياً، وثقافياً، واجتماعياً، وخلقياً، ودينياً، أصبحت الحياة جحيماً لا يطاق، لذلك الأصل أن الإنسان يتزوج ليبقى مع زوجته إلى نهاية الحياة، هذا هو الأصل.
♣♣♣ مبادئ الزواج في الاسلام .
وضع الاسلام نظاما محكما للزواج يقوم على مبادئ راسخة تحقيقا لسعادة الاسرة وإنتشار الفضيلة في المجتمع ومن أهم تللك المبادئ مايلي :
♦♦♦ من حيث الباعث على الزواج أوجب أن يكون أمداد المجتمع بنسل صالح يدرك ماله وما عليه حتى يسكن كل من الزوجين للآخر
ويطمئن اليه .
♦♦♦ أما أن يكون قضاء الشهوة أحد مقاصد الزواج فهذا مالاينكره الاسلام استجابة لدوافع الفطرة ولكنه لايجعل من ذالك هدفا رئيسيا ومن خلال ذلك فضل السوداء الولود على الحسناء العقيم .
♦♦♦ وفي هذا يشير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سوداء ولود خير من حسناء لاتلد )
وليس أدل على مراعاة الراحة النفسية والسعادة الأسرية في طلب الزواج من قوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ).
♣♣♣ إنَّ سعادة اللأسرة يتوقف في أحيان كثيرة على حسن أختيا ر كل من الزوجين لللآخر بحيث لايتأثر هذا الاختيار بعاطفة هوجاء أو مصلحة عابرة أو لذة عاجلة فان ذلك كله سيؤدي الى زوال العاطفة أو برودها بعد حين ومن ثم تبدأ المشاكل بالظهور مما يفسد الحياة الاسرية بشكل ينعكس على الآولاد الذين يدفعون الثمن دون سبب ويزيدون رصيد المجتمع من الأسر المفككة التي تحمل رضيدا متزايدا من المشاكل الاجتماعية .
♦♦♦ أما الأساس السليم الذي يختار عليه كل من الزوجين صاحبه وشريك حياته فقد وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
تنكح المرأة لأربع ( لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها – فاظفر بذات الدين –تربت يداك .
♦♦♦ وأما التحذيرمن عاقبةالمال والجمال وحدهما فذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : اياكم وخضراء الدمن قالوا وماخضراء الدمن يارسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء .
♣♣♣ أن الاسلام أمرالرجل بأن يقدم مايدل على رغبته في معاشرة الزوجة بالمعروف وبداية ذلك اثبات ذلك بتقديم المهر الذي يعتبر رمزا لتكريم المرأة وإعزازها ومن هنا كره الاسلام التغالي في المهور ؛ وقد زوج النبى صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه على أن يعلم زوجته ما يحفظه من القرآن الكريم وقد قال لبعض أصحابه التمس ولو خاتما من حديد اشارة الى مايرمز اليه المهر من تقدير الآنسانية السعيدة في المراة كشريكة أساسية في بناء اسرة قوامها المودة والاحساس بالمسؤولية.
♣♣♣ مع أن عقد الزواج في الاسلام عقد مدني لايتطلب شكليات معينة لإنعقاده إلا أن ضوابط الاستيثاق من العقد ؛ وعدم التهرب من التزاماته وعدم التهرب من نتائجه فقد أستحب الاسلام شهر الزواج وإعلانه باقامة الافراح وضرب الدفوف ودعوة الأهل والأصدقاء حتى أن كثيرا من العلماء أوجب تلبية دعوة العرس وكره التخلي عنها الا لعذر موجب وذلك لأن الزواج هو بناء خلية وقال صلى الله عليه وسلم إذا دعي احدكم الى وليمة عرس فليجب.
♣♣♣ اذا تم الزواج في جو من البهجة الشعبية البريئة أصبح كل من الزوجين مسؤولا أمام الله عن حقوق الاخر ورعاية كرامته وحفظ غيبته؛ وأساس هذه الحقوق التكافؤ إلا في رئاسة الأسرة فهي معقودة للرجل فالزوج هو رئيس الأسرة دون إفراط ولا تفريط فالزوج هو المسؤول عن قيادة الخلية كما فال عليه الصلاة والسلام (كلكم راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.
♦♦♦ والدين هو احد الركائز العظيمة التي ينبغي أن تتوفر بين الزوجين، فيتوجب أن يكون الزوج مسلماً ملتزماً بأحكام الدين وشرائعه، ومطبقاً لها في كافة جوانب حياته، فالعبد المؤمن لا يظلم زوجته، فأن أحبها صانها وحفظها وأكرمها، وأن لم يحبها لم يظلمها أو يبخس حقها، وهذا يتضح من تفضيل الله العبد المؤمن على العبد الكافر في الزواج.
♦♦♦ ويستحب أن يكون من عائلة معروفة طيبة، ذو نسب معروف بين الناس، فأن تقدم زوجان لفتاة، درجتهما في الدين واحدة، فلا حرج أن يقدم موكل الزوجة، الشاب صاحب الأسرة الطيبة على غير ذلك بغية المحافظة على أمر الله تبارك وتعالى ما دام الزوج الأخر لا يتقدمه في الدين، لأن صلاح أقارب الزوج يسري إلى نسله من أولاده، ويُستحب أيضاً أن يكون مظهر الفتاة لائقاً، حتى إذا نظر إليها الزوج أسرته، وفقاً لمنهج النبوي في اختيار الزوجة.
♦♦♦ وصحة الزوجين تنطوي على شروط من أهمها تعيين الزوجين، فلا ينبغي أن ولي الزوجة أن يقول : زوجتك بنتي وله بنات أخريات، بل لا بد التميز بذكر الاسم أو الصفة، كبنتي الكبرى أو الصغرى، حتى لا يقع لبس في ذلك .
♦♦♦ وجود ولي الزوجة، فأن لم يكُن والدها، فمن ينوب عنه، كجدها أو ابنها أو أخوها الشقيق أو عمها ثم الأقرب فالأقرب.
♦♦♦ رضا الزوجين .
♦♦♦ الشهادة على الزواج، أي ينبغي أن يكون هنالك شاهدين عدل.
♦♦♦ خلو موانع الزواج، وهذا يعني خلو الزوجين من أي موانع لعقد القران، كإرضاع أو مصاهرة أو اختلاف دين، ويستثنى في ذلك زواج المسلم من كتابية شريطة العفة، أي أن تكون بكر.
♥♥♥ وتتجلى حكمة الله في وضع القواعد التي تنظم الزواج، وذلك حرضاً على سلامة العقيدة، وحفظاً للنسل .
فمن قصد الزواج ، حقق فوائد كثيرة منها: انه من يقصد الزواج يعينه الله على السنة، كما انه طريق لإشباع الغريزة الجنسية بالطريقة التي تحقق رضا الله عز وجل.
♥♥♥ لا فرق إطلاقاً بين المرأة والرجل في شؤون الإسلام والإيمان والدين، بل إنها مكلفةٌ بالإيمان كما هو مكلف، ومكلفةٌ بأركان الإسلام كما هو مكلف، مكلفةٌ بالإيمان، ومكلفةٌ بالإسلام، ومسؤولةٌ عن كل تصرفاتها.
♣♣♣ الزواج المسيار. ♣♣♣
♥♥♥ زواج المسيار هو عقد الزواج كسائر العقود المتعارفة فهو قد أكمل جميع الشروط لعقد الزواج المتعارفة وهي وجود زوجين لا يوجد لديهم موانع شرعية تمنع صحة العقد ويوجد ولي للزوجة وشاهدا عدل ويتم بحضرة القاضي ويوثق كأي عقد فهو من الناحية الشكلية صحيح مئة بالمئة ,لكن يقع الاختلاف في هذا العقد من الناحية الموضوعية,لأن الزوجة تتخلى عن حقها كزوجة في النفقة والمبيت والسكن.
♦♦♦ هو زواج شرعي يتميز عن الزواج العادي أن المرأة أو الزوجة فيه تتنازل عن بعض حقوقها على الزوج.
♦♦♦ زواج المسيار هو : أن يعقد الرجل زواجه على امرأة عقدًا شرعيّاً مستوفي الأركان والشروط ، لكن تتنازل فيه المرأة عن بعض حقوقها كالسكن أو النفقة أو المبيت .
♣♣♣ تعريف المسيار لغةً:
1- المِسْيار: - على وزن مِفْعال - صيغة مبالغة اسم الفاعل من سار، يسير، سَيْراً، ومَسيراً، والمسيار هو: الرجل الكثير السير، فنقول رجل مسيار، وسيّار
2- ولكنَّ بعض الباحثين ذهبوا إلى أن كلمة ( مسيار ) كلمة عامية تستعمل في إقليم نجد في المملكة العربية السعودية بمعنى الزيارة النهارية، وقد سُمِّي هذا النوع من الزواج ( مسياراً )، لأن الرجل يذهب إلى زوجته غالباً في زيارات نهارية، شبيهة بما يكون من زيارات الجيران .
♣♣♣ تغريف المسيار اصطلاحاً:
1- الفقهاء القدامى لم يتعرضوا لتعريف ( زواج المسيار )، وإن كان من حيث المعنى والمضمون هو زواج قديم كان يسمى ( زواج النهاريات ) وهو: أن يشترط الزوج أن تكون علاقته بزوجته في النهار، حرصاً على مبيته عند زوجته الأولى في الليل، وقد عرفه بعض المعاصرين بأنه: (زواج شرعي، يتميز عن الزواج العادي، بتنازل الزوجة فيه عن بعض حقوقها على الزوج، مثل ألا تطالبه بالنفقة، والمبيت الليلي إن كان متزوجاً، وفي الغالب يكون زواج المسيار هو الزواج الثاني أو الثالث، وهو نوع من تعدد الزوجات) .
♥♥♥ و قد سمى بهذا الأسم تمييزا له الزواج العادي هو زواج طبيعى ولكن فيه تتنازل الزوجة عن بعض من حُقوقِها الشرّعِية مثل المبيت عندها كل ليلة او النفقة عليها، لأن الزوج هنا في زواجِ المسيار يذهب إلى الزوجة في أوقات مختلفة بمعنى أنه لا يستقر عندها في بيتها ولا يبيت او ينام عندها .
و هو يختلف عن الزواجِ المُتعارف عليه فقد قال الله تعالى بسم الله الرحمن : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) سورة الروم/الآية 21 صدق الله العظيم.
وإن الذهاب إلى الزوجة والسكن والنوم معها على سرير واحد واعطاها جميع حقوقها الشريعة في منزلها وفي حياتها وفي حُسنِ المعاملة بين الزوجِ وزوجته التي ألزمنا بها الله ورسوله الكريم تجلب معها إلى بيتِ المُسلم المودة والرحمة والراحة والطمأنينة لأن عندما تحصل الزوجة على تلك الحقوق تشعر بالإستمْتاعِ و اللذّةِ أيضاً ونبين لكم أيضاً الفائدة من وجود الأولاد والعمل على تربيتهم تربية إسلامية صحيحة كل هذا تجده متوفر في الزواج الذي نص عليه الله والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولكن لا تجد في الغالب مثل هذا متوفر ما بين الزوجين من الذين تزوجوا زواج مسيار.
♣♣♣ هوزواج موصىً بكتمانه، تحقق فيه الصيغة والشهادة والمهر والتوثيق ووجود الولي، وتنازلت فيه المرأة عن كلِّ أو بعض حقوقها في المبيت والمسكن والنفقة، وغالباً تكون الزوجة في هذا العقد هي الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
♣♣♣ والأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الزواج كثيرة ، منها :
أسباب ظهوره غلاء المهور. كثرة العوانس. ازدياد حالات الطلاق. ازدياد رغبة الرجل في المتعة بأكثر من امرأة. عدم رغبة الزوجة الأولى ان يتزوج عليها زوجها امرأة اخرى مما يدفع الزوج الى الزواج مرة اخرى سرا خوفا منه على تدمير اسرته وبيته من الزوجة الاولى.
♦♦♦ ازدياد العنوسة في صفوف النساء بسبب انصراف الشباب عن الزواج لغلاء المهور وتكاليف الزواج ، أو بسبب كثرة الطلاق ، فلمثل هذه الأحوال ترضى بعض النساء بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها .
♦♦♦ احتياج بعض النساء للبقاء في بيوت أهاليهن إما لكونها الراعية الوحيدة لبعض أهلها ، أو لكونها مصابة بإعاقة ولا يرغب أهلها بتحميل زوجها ما لا يطيق ، ويبقى على اتصال معها دون ملل أو تكلف ، أو لكونها عندها أولاد ، ولا تستطيع الانتقال بهم إلى بيت زوجها ونحو ذلك من الأسباب .
♦♦♦ رغبة بعض الرجال من المتزوجين في إعفاف بعض النساء لحاجتهن لذلك ، أو لحاجته للتنوع والمتعة المباحة ، دون أن يؤثر ذلك على بيته الأول وأولاده .
♦♦♦ رغبة الزوج أحياناً في عدم إظهار زواجه الثاني أمام زوجته الأولى لخشيته مما يترتب على ذلك من فساد العشرة بينهما .
♦♦♦ كثرة سفر الرجل إلى بلد معين ومكثه فيه لمدد متطاولة ، ولا شك أن بقاءه فيه مع زوجة أحفظ لنفسه من عدمه .
♣♣♣ أقوال العلماء في هذا الزواج :
1. سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : عن زواج المسيار ، وهذا الزواج هو أن يتزوج الرجل ثانية أو ثالثة أو رابعة ، وهذه الزوجة يكون عندها ظروف تجبرها على البقاء عند والديها أو أحدهما في بيتها ، فيذهب إليها زوجها في أوقات مختلفة تخضع لظروف كل منهما ، فما حكم الشريعة في مثل هذا الزواج ؟ .
♦♦♦ فأجاب :
(لا حرج في ذلك إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً ، وهي وجود الولي ورضا الزوجين ، وحضور شاهدين عدلين على إجراء العقد ، وسلامة الزوجين من الموانع ؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المسلمون على شروطهم ) ، فإذا اتفق الزوجان على أن المرأة تبقى عند أهلها ، أو على أن القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً ، أو في أيام معينة ، أو ليالي معينة : فلا بأس بذلك ، بشرط إعلان النكاح ، وعدم إخفائه) .
♥♥♥ (شروط النكاح هي تعيين الزوجين ورضاهما والولي والشاهدان ، فإذا كملت الشروط وأعلن النكاح ولم يتواصوا على كتمانه لا الزوج ولا الزوجة ولا أولياؤهما وأولم على عرسه مع هذا كله فإن هذا نكاح صحيح ، سمِّه بعد ذلك ما شئت).
♣♣♣ أن زواج المسيار إذا استوفى شروط الزواج الصحيح من الإيجاب والقبول ورضا الولي والشهود أو الإعلان : فإنه عقد صحيح ، وهو صالح لأصنافٍ معينة من الرجال والنساء تقتضي ظروفهم مثل هذا النوع من العقود ، وأنه قد استغل هذا الجواز بعض ضعاف الدين ، لذا فالواجب عدم تعميم هذه الإباحة بفتوى ، بل يُنظر في ظرف كلٍّ من الزوجين ، فإن صلح لهما هذا النوع من النكاح أجيز لهما وإلا منعا من عقده ؛ وذلك منعاً من التزوج لأجل المتعة المجردة مع تضييع مقاصد النكاح الأخرى ، وقطعاً للسبيل أمام بعض الزيجات التي يمكن الجزم بأنها ستكون فاشلة وتسبب ضياع الزوجة ، كمن يغيب عن امرأته الشهور الطويلة ويتركها في شقة وحدها تنظر إلى القنوات ، وتتصفح المنتديات ، وتدخل عالم الإنترنت ، فكيف يمكن لمثل هذه المرأة الضعيفة أن تقضي وقتها ؟! وهذا بخلاف من كانت تعيش مع أهلها ، أو مع أبنائها ، وعندها من الدين والطاعة والعفاف والستر ما يمكن أن يصبرها أثناء غياب زوجها .
فزواج المسيار له صورتان :
♦♦♦ الأولى : أن يتم عقد الزواج بين الزوجين مستوفياً جميع الأركان والشروط المطلوبة في العقد من وجود المهر والولي وشاهدي عدل، إلا أن الزوج يشترط في العقد إسقاط النفقة أو المسكن، بحيث تسكن هي في مسكنها ويأتي الزوج إليها في مسكن مخصص لها ، فيكون الزوج غير مكلف بالسكنى والنفقة عليها، هذه صورة.
♦♦♦ والصورة الأخرى ألا يشترط الزوج إسقاط النفقة، لكن يشترط عدم الالتزام بالقسم في المبيت، وهو الأكثر، لأن الحامل على مثل هذا الزواج هو رغبة الزوج في إخفاء أمر هذا الزواج عن أهله وأولاده، درءاً للمشاكل المحتملة منهم إذا علموا بذلك، والأول قد يكون الحامل عليه رغبة الزوجة التي لم يتيسر لها زوج ترضى به ، في أن ترزق بذرية وأن تحمي نفسها من الوقوع في الحرام، فإذا كان ما ذكر هو زواج المسيار، فهو عقد صحيح، ولا يعكر عليه إسقاط أحد الزوجين بعض حقوقه، إذا كان فعل ذلك راضياً مختاراً، مقدماً مصلحة أعلى بالنسبة له، سواء كان ذلك أثناء العقد أو بعد تمامه.
♣♣♣ وقد يظن البعض أن زواج المسيار زواج مؤقت بوقت وليس كذلك، بل لو وُقت بوقت محدد كان باطلاً لأنه والحالة هذه يكون متعة.
♣♣♣ إن في زواج المسيار مصالح كثيرة، فهو يُشبع غريزة الفطرة عند المرأة، وقد تُرزق بالولد، وهو يقلل من العنوسة للنساء اللاتي فاتهن قطار الزواج، وكذلك المطلقات والأرامل.
ويعفُ كثيرًا من الرجال الذين لا يستطيعون تكاليف الزواج العادي المرهقة .
♣♣♣ أوجه الشبه والاختلاف بين زواج المسيار والعرفي.
♦♦♦ أوجه الشبه عقد الزواج في كلاهما يحتوي على جميع الأركان والشروط التي يجب توافرها في النكاح المتفق عليها عند الفقهاء، من حيث الإيجاب والقبول والشهود والولي.
♦♦♦ يترتب على كلا الزواجين في حق الاستمتاع بين الزوجين، وإثبات النسب والتوارث بينهما، ويحرم عليهما ما حرم على الزواج الشرعي.
♦♦♦ السرية وعدم اعلان الزواج في كلا الزواجين .
♦♦♦ أوجه الاختلاف الزواج العرفي لا يوثق في اي جهة من الجهات الرسمية و زواج المسيار يوثق في الجهات الرسمية .
♦♦♦ الزواج العرفي يشمل حق الزوجة في النفقة والمبيت، ولكن في زواج المسيار لا يشمل النفقة والمبيت.
♣♣♣ أوجه الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة.
♦♦♦ المتعة مؤقتة بزمن، أمّا المسيار فهو غير مؤقت ولا ينتهي إلا بالطلاق.
♦♦♦ لا يترتب على زواج المتعة نفقة وسكن وطلاق وعدة وتوارث،و إنّما يترتب عليه فقط إثبات النسب،أمّا زواج المسيار يترتب عليه اثبات النسب ، الطلاق والعدة ، التوارث أمّا لنفقة والسكن والمبيت لا يترتبوا عليه.
♦♦♦ في زواج المتعة لا يكون هناك طلاق يلحق بالمرأة ، بل يتم الانفصال مباشرة بعد انقضاء المدة المتفق عليها، بخلاف زواج المسيار. ♦♦♦ لا يشترط وجود الولي والشهود في زواج المتعة، على عكس زواج المسيار فإن الشهود والولي شرط من شروط صحته .
♦♦♦ في زواج المتعة يستطيع المتمتع أن يتمتع بأي عدد من النساء شاء، بخلاف المسيار ؛ فلا يجوز للرجل إلا التعدد المشروع ، وهو أربع نساء حتى ولو تزوجهن كلهن عن طريق المسيار.
♦♦♦ حكم زواج المتعة إنّ نكاح المتعة : باطل و المحرم بالإجماع فلا يجوز لأحد الإقدام عليه ولا التفكير فيه ولا الاستماع إلى شبهات من يبيحه.
♣♣♣ أضراره يتحول الزواج إلى سوق للمتعة بحيث ينتقل الرجل من امرأة إلى أخرى، وكذلك الأمر مع المرأة.
♦♦♦ الإخلال بالمفهوم الحقيقي للزواج والأسرة التي يجب أن تكون قائمةً على المودة والرحمة بين الزوجين، مع توفر السكن الدائم لهما.
♦♦♦ إنّ عدم قوامة الرجل في المنزل يغير سلوك المرأة الى سلوكيات سيئة تضر بنفسها وبالمجتمع.
♣♣♣ أمثلة من بعض زوجات المسيار
إليكم بعض من الآراء التي قالها ورواها أصحابها او صحباتها زوجات تعرضوا لهذا النوع من الزواج يعرضوا لكم ما قابلوه من قبول او رفض لذلك الفعل
♦♦♦ قالت احداهن ( قدمت الكثير من التنازلات في هذا الزواج لكي اتزوج من انسان احبه وارضى به ولكن لا انكر ان هذا الزواج يقدم العديد من الاطمئنان والأمل في مستقبل قد يكون افضل ان شاء الله وان تحصلي من زوجك على الذرية الصالحة ولهذا السبب حتى الآن لا ارى اي سبب لكي اعترض او غيري يقدم اعتراضاً على هذا النوع من الزواج طالما كلٌ منا علم ما هو معنى زواج المسيار وما هي الاضرار وايضاً ماهي المنافع المترتبة عليه ) .
♦♦♦ وقالت أخرى وهي تحكي النجاح المبهر لها في هذا الزواج وتقول : انا احمد وأشكر الله سبحانه وتعالى كثيراً على النعم التي لا اقدر على وصف جمالها التي انعم علي بها وانا في الحقيقة لا أحلم بأكثر من هذا في الزواج زوج صالح والذرية الصالحة واحصل على الحقوق التي ارضاها.
♦♦♦ اما الثالثة فهي قالت ( تزوجت بهذه الطريقة ، وبصراحة أقول : عندما تم زواجي بهذه الطريقة صراحةً انا اقول لكم اني استطعت ان احقق النجاح في تجربتي اي تجربة زواج المسيار التي مررت بها وبالفعل وصلت إلى مرحلة جيدة جداً في الاستقرار النفسي والرضا واعتقد ان هناك امكانية كبيرة لتطبيق ذلك النوع من الزواج في المجتمع شرطاً ان يتوافر معه الوعي والنضوح التام العقلي والنفسي للطرفين اي الزوج والزوجة لان هذا النوع يحمي كلٌ من الرجل والمرأة عندما يكون اي منهم في ظروف معينة تمنع عنه الزواج من الوقوع فيما حرمه الله عز وجل او قبول العيش بدون زواج وبدون رفيق طول العمر.
♦♦♦ اما الرابعة فقد قالت لقد تعايشت مع تلك التجربة لفترة قصيرة واقول ان بعد خوضي لهذه التجربة ان هناك نسبة كبيرة جدا في نجاح تلك العلاقة بهذه الطريقة ولكن شرط قبول واتفاق كلا الطرفين مع وجود انسجام بينهما ولكن ايضاً لا أنكر ان هناك اضرار قد تحدث بسببه.