أثر الفرد في بناء الأسرة والمجتمع.
إن الأسرة هي النواة الأولى واللبنة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي وبناء الحياة الإسلامية، والأسرة هي أساس المجتمع، وفي ظلال الأسرة يتربى الفرد الصالح وتنمو المشاعر الصالحة، مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة. ويتعلم الناس التعاون على الخير وعلى البر في ظل الأسرة.
والأسرة هي أساس الكيان الأساسي لبناء مجتمع إن كان مجتمع صالح وناضج ومتحمل المسؤولية أم المجتمع أصبح عشوائي وغير متحمل لأي مسؤوليات حوله، فكلا منا يحاول الحفاظ على كيان الأسرة وبناء مجتمع راقي متحضر ومزدهر أيضا.
والأفراد هم نواة ومفردات المجتمعات ومن حصيلة سلوكهم تتشكل السلوكيات. والمجتمع بناء يعتمد في صلابته أو هشاشته على ما يكونه من لبنات وقوة الفرد من قوة المجتمع.
وأن سنة الله في كونه أن تكون قائمة على الزوجية فسبحانه وتعالى خلق من كل زوجين اثنين. وأودع عز وجل ميلا فطريا بين زوجي كل جنس، وذلك لكي تتكاثر المخلوقات وتستمر الحياة.
إن الله تعالى قد كرم الإنسان ورفع قدره على جميع أنواع الخلق : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). وكان من مقتضى هذا التكريم إن وهبه العقل الذي جعله فيه مناطا للتكليف بالأوامر والنواهي والحدود. ولقد تحمل الإنسان مهمته وتقبل المسؤولية فقال تعالى في ذلك : (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان.. ) وكان من أوائل مظاهر المسؤولية الشخصية مسؤولية الفرد عن نفسه وبدنه. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (نفسك مطيتك فأرفق بها).
وفيه يوجب الإسلام على الفرد الرفق بنفسه بحيث لا يحملها ما لا تطيق، ويعالجها بالراحة والدواء إذا ما أصابها ضيق أو نزل بها مرض، وذلك ليتمكن من الوصول إلى أغراضه ومصالحه. وفي هذا المعنى ورد أيضا عنه صلى الله عليه وسلم ( إن لبدنك عليك حقا). فعلى الفرد توفير الطعام لنفسه، والشراب والمسكن والملبس، وعليه أيضا أن لا ينهك بدنه بالعمل فوق الطاقة والسهر المضنى، وإن لا يزجه في مالك الضنك والهلاك، وأن يحافظ عليه بحيث يبقى قويا صحيحا، سليما من العيوب والآفات.
وكما أن الفرد مسؤول عن بدنه، ومسؤول أيضا عن عقله وفكره. ولذلك وجب عليه أن لا يضيع نشاطهما ويبعثر جهودهما، ويجعلهما في غير ما ينفعه وينفع الناس أو يصلحه ويصلحهم.
فهذا الكون قائم بين يديه، يدله اختلاف مظاهره ودقة صنعه، وما فيه من جمال وروعة وسعة، على عظمة الخالق، وحكمة الصانع، وقدرة المصور، فلا يصح أن يمر عليها جميعها مر الغافل المغمور، الذي لا يشغل بها فكره، ويستنتج منها ما يزيده إيمانا بالله، وإجلالا له، وذلا بين يديه، وتسليما لأوامره، وانقيادا لتوجيهاته. قال تعالى : (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها؟ ) وقال : (فاعتبروا يا أولي الأبصار ) وقال : (إنما يتذكروا أولوا الألباب).
والعقل كالجسد، فإذا كان الأخير يتضرر بالمطاعم والمشارب الفاسدة، فكذلك العقل يتضرر بالآراء الزائفة والأفكار الإلحادية الطائشة، ويسوء أيضا بالاتجاهات الأدبية الماجنة، التي تجني عليه أكثر مما تجني له. ولذلك كان على الفرد أن يختار لعقله وفكره ومشاعره .
فقد شجع الإسلام الفرد المسلم على طلب العلم وحضه عليه فقال صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم). وقال تعالى : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ ) وقال أيضا : (وقل رب زدني علما ) وقال صلى الله عليه وسلم : (من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم).
وقال صلى الله عليه وسلم مكرما أهل العلم : (أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء ) وقال : (إن مثل العلماء كمثل النجوم يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة).
ونظرا لان الفرد هو اساس اي مجتمع ولا يمكن تحقيق الاهداف الاجتماعية الا بتفاعل وتعاون ومساعدة الافراد وبعضها البعض ويعتمد المجتمع علي الأفراد كمصادر قوة ويد عاملة لإصلاح المجتمع ونتيجة لهذا التفاعل يتوقع المجتمع من كل فرد القيام بعمل او مهمة او وظيفة او دور للمشاركة في تحقيق هذا الهدف ويحدد المجتمع لجميع افراده السلوك المناسب والمتوقع لأداء هذا الدور في شكل واجبات يلتزم الفرد بأدائها وفق لمعايير الاداء المتوقع من المجتمع بصرف النظر عن دوافعه ورغباته الشخصية ويعتبر فرد مخالف في حالة عدم الالتزام بها او الاهمال فيها .
والظواهر الإيجابية أو السلبية في المجتمع هي صناعة البيئة المحيطة التي يعيش فيها المرء (الذكر أو الأنثى)، ونتيجة تعامل وسلوك أفراد المجتمع.
ولو كل فرد تعامل بمحبة واهتم بدائرته الاجتماعية القريبة (العائلة أولا) وحقق النجاح فهذا يعني أن نسبة بناء مجتمع واعي متماسك متضامن.. عالية جدا.
والدور الرئيسي هو دور يمارسه الفرد اساسا لتحقيق اهدافه الشخصية ومنفعته ووفق لاختياره وحسب درجة عضويته الا انه مؤثر تأثير مباشر علي المجتمع وكلما ارتقي الفرد به وحقق اعلي مستوي في الاداء والمحافظة علي الواجبات حقق اكبر قدر ممكن من المنفعة والاهداف الشخصية لنفسه وفي نفس الوقت ساهم في رقي المجتمع وتحقيق اهدافه.
واذا تعارضت الاهداف الفردية والاجتماعية لأي سبب من الاسباب فتكون الغلبة لأهداف الفرد الشخصية الا اذا وجد نظام رقابي يمنعه من تحقيقها
وقد يمارس الفرد الواحد نوع واحد من الادوار او مجموعة من الادوار في نفس الوقت ولذا يجب علي المجتمع عدم السماح للأفراد بممارسة الادوار الاجتماعية الا بعد التأكد من تأهيلهم واكتسابهم للخبرة المطلوبة.
وبالمفهوم النظري اذا تمكن مجتمع من تأهيل الافراد لأدوارهم الاجتماعية الاساسية واكتسبت تلك الافراد مهارة الاختيار والتفضيل ومهارة الاتصال والتعبير عن العواطف وفق لمعايير المجتمع ومارس ولي الامر نظام ضبط اجتماعي علمي وحازم وعادل ... انخفض معدل الفشل في ممارسة الدور و زاد معدل النمو والرقي وتحقيق الاهداف وقل معدل الانحراف السلوكي والامراض السلوكية والاجتماعية وقل معدل التأثير الخارجي على سلوك المجتمع وحافظ المجتمع علي صفاته السلوكية المرغوبة من التعديل او التغيير الا بما يتفق مع تطوره ومراحل نموه الاجتماعي الطبيعي المتوقع.
إن حصول الفرد على المحبة والاهتمام وقيامه بواجبه بالاهتمام بوالديه وأفراد أسرته: زوجته وأبنائه وبناته واخوته واقربائه وأصدقائه وجيرانه وأهل الحي والمنطقة الجغرافية المحيطة.. هذا يعني حصول أفراد المجتمع على الاهتمام والرعاية والنتيجة مجتمع قوي.
وحيث إن الفقير هو ابن المجتمع وليس غريبا، والمقصر والفاشل والمخطئ والمذنب هم أبناء المجتمع، ربما البعض فشل لأنه لم يجد الاهتمام والرعاية وبالخصوص من الأهل والاقرباء أو وجد بيئة سيئة في المجتمع صنعت منه شخصا غير جيد.
ومؤلم جدا أن تجد في الأسرة الواحدة فرد يعيش الغنى ويتفاخر به أمام سائر الناس بينما اخوانه أو اخواته يعيشون الفقر المدقع والحاجة، لا يملكون مسكنا ويفتقدون الاستقرار..! أي أنه يعيش حالة الأنا وحب الذات، لا يفكر بأن الاهتمام بمن حوله من أهل واقرباء هو قوة له ومصدر فخر وراحة له.
وعندما يساهم في رفع المستوى المعيشي لمن حوله من أهل واقرباء سيساهم حتما في استقرار الجميع العائلة والمجتمع وسيحد من وجود الأزمات والمشاكل الاجتماعية ونشأة البيئة السيئة التي تصنع أفرادا يرتكبون الأخطاء والاعتداء والجرائم، وسوف لن يحتاجوا إليه، ويسببوا له إزعاجا.
أما إذا سيطر على الأفراد حب الأنا والتخلي عن مسؤولية الاهتمام والرعاية للأهل والأقرباء والمجتمع، ومهما ملكوا من قوة مادية وجاه وسكنوا القصور ومن حولهم الحرس والخدم، فانهم لن يرتاحوا بشكل حقيقي، لأن المجتمع غير مرتاح وغير مستقر، ولأنهم جزء من المجتمع، سيتأثرون بالواقع والحالة الاجتماعية السائدة، وحتما طريقة تعاملهم مع الناس بصورة سلبية سيكون لها آثارا سلبية وستساهم في صناعة جيل داخل المجتمع غير سوي.
فيخرج جيلا محروما متمردا يريد الانتقام وإثبات وجوده بأي طريقة كانت ولو كانت ضد مصلحة المجتمع، وهذا يؤدي إلى مشاكل اجتماعية، وظهور سلبيات خطيرة في وسط المجتمع.
وما أجمل التعامل بمحبة وإظهار حالة الحب لأفراد العائلة والاقرباء، بالإضافة إلى الاهتمام والرعاية والتضامن والمساندة، وبالخصوص لمن يتعرض للظلم والقهر، وما أحوج المجتمع لذلك.
وهذه التربية تساعد على بناء مجتمع سليم ينهض به في كافة العلوم المختلفة. كما أنها هي التي تساعد على بناء شخص لمواجهة صعوبات الحياة دون تمزق أو شتات.
كما ان التربية السليمة تجعل صحتهم الجسدية والنفسية سليمة.
وإن كانت الأسرة ممزقة فهذا يجعل أفرادها ممزقين وهذا يدل على الأبناء سوف يولد بداخلهم بعض العقد النفسية والأمراض الجسدية.
فإذا نظرنا إلى الأمر من خلال الدين الإسلامي، نجد أن الدين يهتم جدا بإنشاء أسرة سعيدة وراضية وذلك من خلال وضع بعض القواعد التي تضمن حق الزوج والزوجة أيضا.
كما يوجد بعض القواعد التي تضمن للأبناء حقوقهم وذلك من خلال تربية سليمة وبتلك الطريقة يتم تكوين أسرة سليمة ومفيدة لمجتمعها.
كما أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. معنى هذا الحديث أن الأجر العظيم والثواب الكبير عندما تترك ورائك ولد صالح يدعو لك.
وهناك حديث آخر هو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث أن كل إنسان يوم القيامة سوف يسأل على أسرته وطريقة تربيته لأبنائه وحسب ذلك سوف يجزى على ما قام به. كما علينا معرفة أن كل طفل يولد بفطرته يقوم الأهل الاب والأم بتعليم أولادهم كيفية التعامل مع الآخرين مع غرس عقائد الإسلام بداخله.
كما اهتم الإسلام بكل ما أتيح له أن يكون له من أتباع هذا الدين العظيم، هذا الدين الذي حرص على أن يحمل دائما راية التوجيه والرعاية والعناية بأبنائه، كما حرص على أن يكونوا دائما في أرفع المستويات الإنسانية من حيث صحة الجسد وسلامة العقل وطهارة الروح؛ دين يستهدف رفع المستوى المادي والروحي للجماعة الإنسانية، عن طريق تنظيم اجتماعي مرتبط بالسماء ارتباط المخلوق بالخالق، وبمفاهيمه الخاصة التي تختلف عن مفاهيم المبادئ الأخرى في قليل أو كثير فله نظريته حول الفرد وحول المجتمع وله نظمه للحكم وقوانينه.
والإسلام دين الحياة يتناول بتعاليمه جميع مظاهرها وألوان النشاط فيها ويسعى لتحقيق فكرته الشمولية لسائر القيم المادية والمعنوية. ولا ينطبق مفهوم الإسلام على جماعة من الجماعات البشرية إلا إذا حكمت هذه الجماعة الإسلام في كل مرافق حياتها: في مالها وسياستها، في تشريعها وقوانينها، في علاقتها الخارجية وارتباطاتها الدولية بل إن هذا يعطي للعبادة في الإسلام مفهوما شموليا يعني كل خدمة اجتماعية من شأنها أن تقدم المجتمع وتساعد على رقيه وتقدمه.
عناية الإسلام بالطفل..
والجدير بالذكر أن الإسلام يوصي برعاية الطفل وحمايته. ففي القرآن الكريم أكثر من خمس عشرة آية تفرض على المؤمنين ذلك. كما أننا نجد استنكارا صارخا لبعض العادات الاجتماعية المستهجنة التي سادت في الجاهلية. مثال ذلك الآية الكريمة القائلة:
(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا) فمن هذه الآية وغيرها يتبين لنا جليا أن القرآن الكريم جاء ليعالج خللا اجتماعيا لم تنجح الغريزة في تقويمه. وهكذا قامت التعاليم الدينية قبل القوانين الاجتماعية في الدول المختلفة بالدفاع عن حقوق الأولاد إذا ما عجز أولياء الأمر أو المجتمع عن رعايتهم.
ونجد أن الدين الإسلامي قد كفل للإنسانية حياة سعيدة بما احتوته رسالته السماوية من عدالة اجتماعية وقوانين تشريعية كان للطفل فيها النصيب الأوفر من الحقوق والواجبات على مجتمعه وأسرته؛ واعتنى الإسلام أشد العناية بالطفل فمنع كل استغلال لهذا الإنسان الضعيف وأوصى (بالترغيب والترهيب) برعايته وحمايته وتوفير أسباب السعادة والاطمئنان له.
بناء المرأة في الإسلام..
قد وثب الإسلام بالمرأة إلى أبعد غاية من كمال النفس وسمو الحياة واتزان الأخلاق وأدب السلوك، فياضة النفس بما شاءت من الأدب والرفعة والعفة والصيانة والعز والشرف والكرامة، قدرها حق قدرها وكلفها بكل ما عليها وجعلها مسؤولة عن نفسها وعقيدتها وعبادتها وبيتها ومجتمعها، وفتح لها أبواب المثل العليا والقيم الأخلاقية الرفيعة حتى تصل إلى ذروة ما قدر لها من سمو ونجاح.
بناء الأسرة في الإسلام..
كانت الأسرة فيما قبل الإسلام مشتتة العناصر متقاطعة الأواصر لا يصلها رحم ولا تشفع لها قرابة. وقد خيم عليها الحقد والبغضاء والتناحر.
واعتنى الإسلام بالأسرة، لأنها الخلية الأولى في المجتمع، فشرع الزواج والطلاق، وفرض النفقة للزوجة على زوجها وللابن على أبيه، وللأب على ابنه وسمى عقد الزواج ميثاقا غليظا ووصفه بأنه علاقة مودة ورحمة.
كما تكفل ببيان أحكام الأسرة مع الإشارة الى أسرار التشريع مفصلة تارة ومجملة أخرى في آيات وسور متعددة وأحاديث كثيرة من إرث ووصية ونكاح وطلاق، وبين أسباب الألفة ووسائل حسن المعاشرة وشيد صرح المحبة بين أفرادها على تأسيس حقوق معلومة في دائرة محدودة، وحدد مسؤولية الفرد نحو أسرته.
وتأخذ الأسرة في الإسلام، في حدودها واتساعها، ونطاقها معنى واسعا، فهي تشمل الزوجين والآباء والأولاد والأخوة وأولادهم والأعمام والأخوال وأولادهم. والإسلام حريص على أن تكون الأسرة أول مدرسة عملية للطفل، فيها يتلقى سلوكه الباكر، وفيها يتلقى دروسه التطبيقية، لأن التربية البيتية تقوم بدور إيجابي وفعال وحاسم وأكثر فائدة، إذ هي الضمانة الوحيدة لقيام تربية تعاهدية، من حيث أنها تنطلق من موطن الخلية الأولى للوجود الإنساني، وأنها المثال النموذجي الذي يحتذى ويتخذ مقياسا للتربية الصالحة.
كما أن بناء الإنسان في الإسلام لا يبدأ من بداية فترة الشباب أو المراهقة أو الطفولة، إنه يبدأ قبل ذلك بكثير، يبدأ منذ التفكير في بناء الأسرة، فالإسلام لا يغفل عما للوراثة والبيئة من أهمية في حياة الفرد ومستقبل الأمة، لأن التربية أعمق من التعليم وأشمل، فهي تعني عملية التغيير الموجه الذي يؤخذ به الطفل منذ صغره لتنمية مواهبه وقدراته واستعداداته الى أقصى حد ممكن ولتزويده بالاتجاهات والمهارات والخبرات حتى يستطيع أن يعيش سعيدا، وأن يواجه الحياة بنجاح، وأن ينفع نفسه ومجتمعه. ولهذا رفع الإسلام من قيمة الأسرة وأعلى شأنها
وأقامها على أسس سليمة وبناها على دعائم قوية، وجعل لها كيانا مستقلا.
مسؤولية الفرد في الإسلام..
الإسلام دين الديمقراطية الحقة، دين يدعو كل مؤمن الى أن يرفع رأسه عاليا وأن يعيش عزيز النفس، كريم الذات، عالي الهمة بالسلوك الحميد وليس بالتعالي والتفاخر بالأنساب والأموال. ذلك أن الضعيف قوي بالإسلام والفقير غني بالإسلام. كما يولي عنايته القصوى بالقدوة الصالحة السليمة لما لها من أثر بالغ في بناء الشخصية الفردية وتكاملها. فالفرد في نظر الإسلام هو في مجتمعه الإسلامي جزء من كل يكمله، ويكتمل به ويعطيه ويأخذ منه، ويحميه ويحتمي به، ولا نستطيع مطلقا أن نجد في التشريع الإسلامي انفصالا بين مسؤولية الفرد نحو المجتمع، ومسؤولية المجتمع نحو الفرد، لأن هاتين المسؤوليتين هما أولى وسائل الإسلام في الإصلاح العام، وفي التكافل الاجتماعي الواسع النطاق.
والإسلام قرر مبدأ المسؤولية على الفرد لقاء ما يحيطه به الناس، بشكل يتكافأ مع ظروفه، ومهمته الموكولة إليه، وكفاءاته التي يمتاز بها. ولكي يمنح الإنسان حرية التعبير والعمل المشروع، وضع مبادئ ونظما اقتصادية للعمل والتملك والإنفاق. وأدى تطبيقها الى تحقيق التعاون والرخاء بين أفراد المجتمع، وهذا التضامن هو الذي يجعل المجتمع راشدا، والأمة فاضلة، والمدينة الإسلامية عامرة بالعدل وبالخير.
وما كان المسلمون أفضل الأمم في نظر الإسلام إلا لأنهم حافظوا على شعار الإنسانية الأصيل، ألا وهو هذا الجانب من الضمان الجماعي. والخلاصة أن الإسلام دين العقل والقوة والصراحة والاعتراف بالشخصية الإنسانية وتكوينها تكوينا صريحا.
مسؤولية الفرد نحو أسرته ..
من طبيعة الحياة أن الفرد يكون دائما وأبدا عضوا في أسرة، تضم على الأغلب عددا من الأفراد، تختلف أوصافهم ومقاماتهم. منهم الأب والأم والزوج والزوجة والأولاد وما يتفرع عنهم.
وتختلف مسؤولية الفرد تجاه أسرته باختلاف مهمته فيها. فإذا كان عازبا يرغب في الزواج، كان عليه أن يحسن اختيار عشيرته، بحيث تكون من ذوات العقل والدين والتربية الفاضلة، لأنه إذا استكملت المرأة هذه الشروط، انقلب المنزل الذي تشرف عليه فردوسا للرجل، والمنبت الخصب لذريته.
وإذا كان زوجا أو أبا، كان عليه أن يشمر عن ساعد الجد ويندفع للعمل والكسب، واستثمار أتعابه وكفاءاته، وجمع محاصيلها لوضعها تحت تصرف أفراد أسرته، لتبذل في مصالحهم، وتصرف لقضاء حاجاتهم، فيهأنوا ويسعدوا، ويكون بعد ذلك قدوة صالحة ومثالا يحتذى في قوله ومقاله وسلوكه فيحسن معاملة أهله وعياله، ويرفق بهم، ويتجنب الغلظة عليهم، ويقدم لهم دائما ما يسرهم.
قال صلى الله عليه وسلم : (خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحسنون إليهم، ولا يظلمونهم )، وقال أيضا: (مشيك إلى المسجد، وانصرافك إلى أهلك في الأجر سواء).
وإذا كانت زوجة فعليها أن تتفرغ لما خلقت له أصالة : من إدارة البيت، وإحسان ترتيبه وفرشه، وإتقان مظهره وتنظيفه، واختيار الأطعمة النافعة والشهية للأسرة، وتهيئة كافة الأجواء التي تدخل على أفرادها السرور، والقيام بواجباتها نحو زوجها وأولادها على الشكل اللائق، ونحو زوجها بالذات من طاعته فيما لا معصية فيه، واستشارته فيما تريد إجراءه من الأعمال والترتيبات المنزلية الهامة، وإن تختار في محادثته أرق الألفاظ وأجمل التعبيرات، وأن لا تسمح للأمور التافهة أن تدفعها أحيانا لتعكير صفو حياة الأسرة وتكدير رائق عيشها، ثم نحو أولادها بأن تكون حدوبة عليهم، رحيمة بهم، شديدة الغيرة على مصالحهم، حازمة في الإشراف عليهم وتوجيههم..
وقد حتم الإسلام على الأبوين تزويد الأولاد بخير العلم وأفضل التربية. قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة). وقال صلى الله عليه وسلم : (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم، فإن أولادكم هدية الله إليكم). وقال أيضا : (حق الولد على الوالد أن يعلمه السباحة والرماية، وأن لا يرزقه إلا حلالا طيبا). ذلك لما كانت هذه الأمور هي أهم ما يلقى على عاتق الرجال.
أما اليوم فقد تغيرت الظروف، وتبدلت معالم الحياة كما تبدلت العلوم واتسعت، لذلك فإن على الآباء والأمهات إعداد أولادهم إعدادا كاملا للحياة التي يقبلون عليها، وتزيدهم بكافة العلوم والثقافات والآداب التي يرون أن حياتهم مفتقرة إليها، إذا لم يكن فيها ما يتنافى مع الدين، أو يتضارب مع المصلحة العامة، ويرى الشارع أن عمل الوالدين في هذا الحقل عمل تعبدي ينتهي بهما إلى رضوان الله، ثم النعيم المقيم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة.. ).
وأما مسؤولية الأبناء نحو الآباء والأمهات، فهي متنوعة ولا تكاد تقل في شيء من ناحية الأهمية عن مسؤولية الآباء نحو أبنائهم.. فقد جعل الإسلام من أعظم الكبائر عقوق الوالدين، وجعل الإحسان إليهما واجبا على المرء في الدرجة الثانية بعد الإيمان بالله، وجعل رضاه تعالى من رضاهما، وسخطه من سخطهما، فضلا عن أنه نهى عن الإساءة إلى الأبوين ولو كانت أبسط الإساءات وأتفهها، فقال تعالى : (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.. )
مسؤولية الفرد نحو المجتمع..
ولم يشأ الإسلام أن يجعل مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه محصورة بمجتمعه المسلم، بل جعلها مسؤولية موسعة بحيث تتوجه نحو جميع أفراد المجتمع الواحد، من أية ملة أو فئة كانوا، لا فرق بين المسلم وغير المسلم.
ذلك لأن فلسفة الإسلام الاجتماعية تهدف إلى إقامة المجتمع السعيد، وتوفير أسباب الهناءة والطمأنينة لجميع الناس على السواء، فلا يصح من الناحية المنهجية أن يقال أن الإسلام يدعو إلى تحسين العلاقات بين المسلم والمسلم فقط، ويجعل المسلم مسؤولا عن مصلحة إخوانه في الدين فحسب.
ويؤيد هذا ما ذهب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعريف المسلم بقوله : (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده )، إذ جعل مسؤولية الفرد المسلم منعكسة على جميع أفراد المجتمع، قاطعا النظر عن عقائدهم وألوانهم واتجاهاتهم. على أنه يجب أن يكون حاضرا في الذهن، أن تحمل المسؤولية تجاه الآخرين من أبناء المجتمع كإحسان معاملتهم مثلا، ومنع الأذى عنهم، وبذل الخير لهم، ليس معناه الخنوع والذل والتنازل عن الحقوق المشروعة، لأن فيه إضاعة لغايات الشرائع وإفسادا للمجتمع نفسه.
والإسلام كدين اجتماعي من الطراز الأول، إذا كان قد فرض الفرائض من صلاة وزكاة، وصوم وحج، فإنما فرضها لتكون عاملا طيبا في تزكية النفس البشرية، وإحياء الضمير الإنساني، اللذين بهما يجد المجتمع ما يتطلع إليه من أمن وسلام وتعاون مثمر.
مسؤولية الفرد تجاه الدولة ..
وكما يجب أن يكون الفرد عنصرا منتجا بالنسبة للمجتمع، ينبغي أن يكون بالنسبة للدولة التي تحميه، وتصون مصالحه وأغراضه وحاجاته، والتي انبثقت عنه وبرضاه، فلا يجوز مطلقا أن يستبيح أموالها بغير حق ولا شرعه، كما لا يجوز البتة أن يهدر مصالحها وأموالها ومراكز إداراتها، ولا أن يسمح لأحد بذلك، ولو كلفه ماله كله وحياته أن اقتضى الأمر. فإذا كان الفرد واليا أو أميرا عاما أو مسؤولا عن بعض الشؤون، فما أشد ما حمله الإسلام من مسؤولية تجاه المجتمع ومصالحه.
فقد ورد في تحميل الأمير مسؤولية اختيار الأعوان له في الحكم : (أيما رجل استعمل رجلا على عشرة وقد علم أن في العشرة من هو أفضل منه غش الله والرسول وجماعة المسلمين). وورد في وجوب نصيحة الوالي للمسلمين: (أيما وال ولي شيئا من أمر أمتي فلم ينصح لهم ويجتهد لهم كنصيحته وجهده لنفسه، كبه الله على وجهه يوم القيامة في النار).
وقال أيضا : (أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وبجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر عالمهم، وأن لا يضربهم فيذلهم، ولا يوحشهم فيكفرهم، وأن لا يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم وشد ما حذر الإسلام وتخوف من الولاة الظالمين الذين يسلكون بالناس مسالك الضلال، فإن انقادوا إليهم أوردهم موارد الهلكة، وإن نفروا منهم وأبوا متابعتهم، اعلموا فيهم السيف والظلم. فقال صلى الله عليه وسلم : (لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ولا عدوا يجتاحهم، ولكني أخاف عليهم أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم).
هذا إذا كان الفرد واليا، فإن كان عاديا وجب عليه أن ينصح لدولته وأمرائها، وأن يطيعهم فيما لا معصية فيه ولا إثم. قال تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
وقال صلى الله عليه وسلم : (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة). ولكن الإسلام قد جعل هذه الطاعة غير مطلقة، بل مشروطة بعدم معصية الله، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : (السمع حق على المرء فيما أحب أو كره، ما لم يؤمر بمعصية.) فإذا آثر الحاكم نفسه وتلاعب بمصالح الأمة، وجب على كل مسلم نصحه ومنعه من التمادي في باطله. أما إذا لم يتيسر للأمة ذلك، فالإسلام يأمر بالصبر والتجمع حتى يتأتى الظرف المناسب لإبعاده عن مكان الولاية، وينصح في مثل هذه الأمور أن لا يلجأ أولو الأمر إلى عوام الناس، لما في ذلك من خطر شنيع على مصالح الدولة، بل أن يعالج أهل الحل والعقد في البلد، والأئمة المخلصين، والرجال العاملين، الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن تأتى ذلك فيه، وإلا وجب عليهم توضيح الحقائق للناس، ووضع المناهج السليمة للوصول إلى الهدف المطلوب.
دور الأسرة لبناء المجتمع..
نعلم أن الأسرة هي البنية الأساسية للمجتمع، من خلالها يتم بناء مجتمع صالح يفيد باقي أفراد المجتمع. كما أنها تعمل على بناء قيم محددة وأخلاق الفرد وتساعد على رفع كفاءته هذا يزيد من مستوى المجتمع ويجعله متطور ويواكب النهضة التي تحدث في كافة المستويات بالدولة. حيث أن التربية السليمة للأشخاص تساعد على بناء أسرة ناجحة بعيدا عن انتشار أي أمراض نفسية أي أمراض جسدية. كما أنها تساعد على القضاء على أي أفكار سلبية قد تنشأ داخل عقل الشخص، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل وإفساد المجتمع.
من ناحية أخرى تقوم الأسرة تكوين طفل سوي من خلال تقديم طرق عصرية لتربيته بشكل سليم وصحي. ويصبح هذا الجيل يحمل الكثير من القيم الأخلاقية وعادات وتقاليد المجتمع السليمة منها. كما أن هذه التربية تجعل الفرد ينتزع من داخله أي من الصفات السيئة الخاصة بالأنانية أو ظلم الآخرين أو غيرها من الصفات. كما تقوم الأسرة بتقديم أشخاص ناجحين وعلى مستوى علمي رائع وفكري متميز وذلك يفيد المجتمع من خلال تقديم تفكير سليم والتعبير عن حرية الرأي والتعبير.
عوامل نجاح الأسرة.
من أهم عوامل نجاح الأسرة هو بناء مجتمع صالح، فالمجتمع الراقي والمتحضر والصالح يكون مرهون فقط بصلاح الأسرة وصلاح تربيتها لأبنائها. ومن هذا المنطلق يتم رعاية الإنسان منذ كان طفل صغير يتم تربيته بشكل صحي وسليم.
ولقد حثنا الدين الإسلامي على أهمية تربية الفرد وقد قام الله عز وجل بوضع ضوابط محددة خاص بالزوج والزوجة. هذا حفاظا على الأسرة وحمايتها من الضياع والخراب، فقد منع الإسلام قتل الأبناء وهذه كانت عادة عند الجاهلية فقد كانوا يقتلون البنات والأولاد خوفا من الفقر. فقد قال الله تعالى(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْاً كَبِيرًا). وتفسير هذه الآية يعبر على أن لا نقوم بقتل أبنائنا خوفا من الفقر أو الضياع. فالله عز وجل يرزقنا وأياهم، وهذا يعتبر في حد ذاته استقرار للأسرة وبناء حياة سليمة.
كما يعد من عوامل نجاح الأسرة هو أن يتم استثمار الوقت في أشياء مفيدة، والبعد عن أي فراغ وأمور تفسد الأسرة. ويجب أن تكون الأسرة متماسكة وتسعى لتحقيق أهدافها ويجب أن يتضاعف المجهود من خلال أفراد الأسرة لتحقيق تلك الأهداف. فعند ضياع الوقت بدون استمرار له فهذا سوف يجعل الشخص يتعرض لكثير من المشاكل والسلبيات. لكن إن تم استمرار وتطوير هذه المهارات ولتحقيق الأهداف سوف نرى تقدم اقتصادي وتكنولوجي وهذا على الصعيد العلمي والعملية لبناء مجتمع سليم.
أهمية تكوين الأسرة في الإسلام
نظرا لأن الأسرة في الإسلام هي المسؤولة عن تربية وتنشئة الأطفال الصغار الذين هم مستقبل الإسلام نجد أن الإسلام عظم أهمية دور الأسرة في تربية الأجيال الجديدة الذين هم مستقبل البشرية بأكملها.
ويساعد وجود الأسرة المسلمة على تربية وتنشئة الأبناء بطريقة سليمة وصحيحة تعود بالنفع على المجتمع بأكمله. وإعطاء كل واحد من الأبناء الدور المناسب له في داخل الأسرة حتى يتعودوا على تحمل المسؤولية بمرور الوقت ويصبحوا في المستقبل من الشخصيات المفيدة بداخل المجتمع.
تعويد الأطفال الصغار على أن كل واحد منهم له دور محدد في داخل أسرته فكل منهم لديه مسئولية خاصة به وعليه واجب يجب أن يؤديه مهما كان سنه ومهما كان إدراكه.
والعوامل التي تؤدي إلى نجاح الأسرة في الإسلام وجود أب وأم صالحين وسويين نفسيا. واتباع العقيدة الإسلامية والقواعد الأساسية فيها في تربية الأطفال وتنشئتهم نشأة صحيحة يؤدي لوجود جيل من العظماء الذين يكونون فيما بعد مجتمع عظيم لا يقدر عليه أحد.
تكاتف جميع المؤسسات والهيئات الموجودة بداخل المجتمع من أجل تربية جيل صالح وسوي نفسيا واجتماعيا خالي من أي أمراض نفسية.
اتباع العقيدة الإسلامية كمنهج ونظام حياة في داخل المجتمع.
دور الأسرة وتأثيرها على تكوين عادات وقيم كل المجتمع وترجع أهمية الأسرة إلى الاختلاف تكوين كل أسرة عن الأخرى والعادات والقيم التي ترسخها كل أسرة في أفرادها لذلك تكون الأسرة هي بداية القيم الخاصة بالمجتمع ومن بعدها الجامع ثم المدرسة ثم المجتمع بأكمله.
ويجب أن يكون الأب والأم هم القدوة الصالحة لأبنائهم في كافة المواقف المختلفة. وهي التي تثبت لديهم المبادئ والقيم الصحيحة التي يجب عليهم تعلمها والعمل بها.
التأكيد على قيمة الاحترام في التعامل بين جميع أفراد الأسرة فالاحترام المتبادل بين أفراد العائلة الواحدة.
كما يجعل ذلك جميع أفرادها يتعاملون فيما بعد وسط المجتمع بمنتهى الاحترام والجدية.
أهم مزايا العيش في أسرة.
من مزايا العيش في كنف أسرة هو تلبية الاحتياجات الأساسية من ماء وطعام وملبس ومأوى لأفراد الأسرة، لأن قادة الأسرة يقومون بتوفير هذه الاحتياجات. كما وجود الفرد وسط أسرة يعمل ذلك على إشباعه من حاجات الحب والانتماء، ويمكن أن تلبي العائلة هذه الحاجات عندما يسود الحب والهدوء بينهما.
العمل على توفير حياة صحية أفضل للأطفال، حيث توفر الأسرة مجموعة كاملة من الرعاية الصحية للطفل. كما يشجع الآباء أطفالهم على أداء التمارين الرياضية والابتعاد عن تناول الأطعمة عديمة الفائدة، وتزويدهم بالخدمات الطبية عند الحاجة إليها. بالإضافة إلى تحقيق السعادة والرضا. ويتبادلون فيما بينهم الأخبار المتنوعة ويستمتعون بقضاء أوقات سعيدة بصحبة بعضهم البعض. تشجيع الآباء والأمهات على العيش بنمط صحي، وذلك لحماية صحة أطفالهم.
في حالة معرفة أن أحد منهم يواجه مشكلة ما فيكون دور قادة الأسرة تقديم الدعم لهم، فمن الممكن أن المشكلة التي وقع فيها أنه يواجها بشكل خاطئ، لذا فعليكم المساعدة في حل المشكلة بشكل مناسب. في حالة مرض أحدهم كذلك عليهم أن يقدموا الدعم، فقد يعاني أحد أفراد الأسرة من مشكلة عضوية أو من الإجهاد وفي أي حالة من المرض يحتاج إلى شخص يدعمه ويساعده، سواء عن طريق زيارة طبيب أو تناول دواء أو تقديم دعم نفسي له.
ينبغي على الأهل أن يراقبوا أولادهم، حتى يتأكدوا من رؤيتهم أمام أعينهم أنهم ينتمون بطريقة سلمية دون وجود أي خلل أو اضطراب يمكن أن يتسبب في المرض. كما أن العيش في الأسرة يساعد ذلك في إعداد أفراد متميزين يساهمون في تطوير المجتمع.
أن يتم التركيز على التربية الصحيحة والصالحة، وغرس القيم الحميدة، كما ينبغي أن يكونوا الأهل هم قدوة لذلك. ينبغي أن يثنوا الأهل ويمدحون أطفالهم بشكل مستمر. وأن يكون هناك احترام متبادل داخل أفراد الأسرة الواحدة. والابتعاد عن استخدام أسلوب العقاب مع الأبناء.
أن يتم تحديد وقت كافي يقوم الأهل فيه بالجلوس مع أبنائهم، وتبادل النقاش والحوار والأحاديث معهم، لكي يتم التعرف على ما يدور بعقل أولادهم. كما ينبغي منح الأبناء عنصر الثقة بالنفس. وعلى الأهل الصبر والتروي في تربية أبنائهم. وعليهم أن يتقبلوا الاختلافات بين الأبناء، مثل الذوقيات واختيار الملابس، والتنويع في الهوايات وغير ذلك من الأشياء والأمور التي لا تتعارض مع الإسلام والشرع والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وبما أنَّ كل منا يتمنى أن ينتمي لعائلة سعيدة وناجحة يشعر في أحضانها بالأمن والأمان بحيث تكون له السند والمصدر الداعم الذي به يرتقي ومعه يصل إلى قمم النجاح وتحقيق الأماني والأهداف.
علاقة الدولة بالأسرة والأبناء..
أهمية الأسرة في بناء المجتمع على الرغم من أن الأسرة وحده اجتماعية صغيره إلا أنها تعتبر الأساس في وجود وبناء المجتمع وأقوى النظم التي يتمتع بها المجتمع. حيث أن الأسرة تقوم بالعديد من الوظائف يمكن أن تتصف بالتدخل والتكامل.
وأولت الدولة الاهتمام بالأسرة من جميع النواحي كدعم أنماط الحياة الصحية للأسر، وتعزيز الوقاية الصحية، وتشجيع اللياقة البدنية، وتعزيز الثقافة البيئية، ومعالجة للمعوقات الاجتماعية، وتعزيز قدرات المرأة لتمكينها من المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة والمجتمع، وتأسيس مراكز تنمية المهارات وإعداد برامج وأنشطة تخص الأطفال والشباب، وتطوير قدراتهم الثقافية والسلوكية والاستفادة من خبرات المسنين لأجل حياة أسرية مستقرة.